سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبادرة أوروبية فى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار فى غزة المبادرة الأوروبية: وقف إطلاق النار ورفع الحصار وعودة السلطة الفلسطينية.. و«نتنياهو» يسعى لتضمينها نزع السلاح
واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، أمس، فى الوقت الذى ردت فيه الفصائل الفلسطينية باستهداف المدن والمستوطنات الإسرائيلية، بعد أن ارتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 2087 شهيداً على الأقل، وما يزيد على 10 آلاف مصاب، فى الوقت الذى أطلقت فيه عدة دول أوروبية مبادرة جديدة لدى مجلس الأمن الدولى لإنهاء النزاع، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلى قصف ما يزيد على 20 هدفاً فى القطاع خلال فترة مساء أمس الأول وحتى مساء أمس. وقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مبادرة جديدة فى مجلس الأمن الدولى بعد مقتل 3 قياديين فى كتائب عزالدين القسام (الجناح العسكرى لحركة «حماس») فى الوقت الذى نقلت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسئولين إسرائيليين، قولهم إن إسرائيل تسعى إلى الحصول على الدعم الدبلوماسى الأمريكى لإسقاط مشروع المبادرة الأممية لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة. وجاء فى نص مشروع القرار الأوروبى الذى تقدمت به الدول الثلاث، أن «المبادرة تدعو إلى وقف إطلاق نار دائم وفورى، إضافة إلى رفع الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة، ووضع نظام مراقبة للتبليغ عن أى انتهاك لوقف إطلاق النار والتحقق من سهولة تدفق البضائع إلى غزة، إضافة إلى عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وإعادة إعمار القطاع». من جانبها، نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مسئول سياسى إسرائيلى، قوله: «ليس هناك أى اتصالات حالياً لاستئناف مفاوضات التهدئة، ولكننى أتوقع أن يتباحث الطرفان فى النهاية على أساس الاقتراح المصرى»، فيما أعرب مسئولون أمميون عن أملهم فى أن تنعش المبادرة الأوروبية جهود السلام المصرية لوقف إطلاق النار بشكل دائم. وفى الوقت ذاته، وصل الرئيس الفلسطينى محمود عباس، مساء أمس، إلى القاهرة لمواصلة المباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد أن أنهى «عباس» زيارته إلى «الدوحة» التى التقى خلالها رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» خالد مشعل، وأمير قطر تميم بن حمد. وقال إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسى ل«حماس»، إن «الحركة لن تتخلى عن مطالبها، ولن نقبل إلا بوقف العدوان الإسرائيلى ورفع الحصار، وأى طرف مشارك فى جهود وقف إطلاق النار لا بد أن يفهم أن شعبنا لن يقبل بأقل من هذا»، فيما قال موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى إن وسائل الإعلام الفلسطينية تناقلت تصريحات منسوبة ل«مشعل»، أكد من خلالها أنه لا بد فى النهاية من العودة إلى المفاوضات غير المباشرة أمام إسرائيل فى القاهرة، فور أن تتأكد الحركة من أن إسرائيل ستلتزم بمطالب الفلسطينيين وعلى رأسها رفع الحصار عن قطاع غزة. ونقل الموقع الإسرائيلى عن مصدر فلسطينى بارز قوله «إن الرئيس الفلسطينى محمود عباس وبّخ مشعل واتهم رجاله ب(الكذب)، على خلفية الإعلان عن نية بعض عناصر حماس الانقلاب ضد السلطة الفلسطينية فى قطاع غزة، كما حذر الرئيس الفلسطينى مشعل من أنه على حركة (حماس) أن تختار ما بين الاتحاد مع الفلسطينيين جميعاً، وإما التعرض إلى العزلة». وشنت إسرائيل هجوماً حاداً على «حماس»، حيث قالت مصادر سياسية إسرائيلية فى تصريحات للقناة العاشرة الإسرائيلية إن «الولاياتالمتحدة تلقت على عاتقها مسئولية قيادة الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار من خلال قرار مجلس الأمن الدولى، حيث سيجرى مناقشة القرار الأسبوع المقبل فى الجلسة المقرر عقدها لمجلس الأمن، ويبذل نتنياهو جهوده لتضمين قرار وقف إطلاق النار بنوداً تتعلق بنزع سلاح غزة أو على الأقل منع حركة حماس من تعزيز قوتها»، مؤكدة أن إسرائيل لا تزال حتى الآن تفضل استغلال القناة المصرية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار. ونددت مفوضة الأممالمتحدة المستقيلة المكلفة بحقوق الإنسان، مساء أمس الأول، بعجز مجلس الأمن الدولى عن وضع حد للنزاعات، خصوصاً بسبب سيادة مصالح الدول. وقالت نافى بيلاى التى استقالت من منصبها بعد 6 أعوام على أن تغادره فى الأيام المقبلة، أمام «مجلس الأمن»، إن أعضاء (المجلس) لم يتخذوا دوماً قرارات حازمة ومسئولة لإنهاء الأزمات. من جانبه، أكد السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة بالجامعة العربية، أن هناك إجماعاً فلسطينياً على أهمية الدور المصرى والجهود التى تبذلها مصر لوقف إطلاق النار فى القطاع، مؤكداً أن الأطياف الفلسطينية كافة تدعم المبادرة المصرية، نافياً وجود مطالب لأى من الفصائل الفلسطينية باستبدال الوسيط المصرى. وأضاف: «كان هناك تكليف من جامعة الدول العربية ومن الدول العربية جميعا أن تتولى مصر هذا الملف، وبالتالى جاء الجميع إلى القاهرة للتفاوض والتنسيق معها وسوف يستمرون فى التفاوض». ميدانياً، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى هجماته المكثفة بالطائرات الحربية ونيران المدفعية والبوارج الحربية على قطاع غزة، حيث استهدفت عدة مناطق متفرقة فى القطاع، إضافة إلى قصف مسجد الشيخ «عجلين» المدمر على شاطئ بحر غزة ومنزل إلى جواره، فيما قصفت مصنعاً وسط القطاع ما أدى إلى اندلاع حريق كبير بالمصنع، وواصلت الطائرات قصف الأراضى الزراعية فى شمال ووسط القطاع، فيما واصلت كتائب القسام إطلاق الصواريخ على المدن والمستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية فى محيط قطاع غزة. وقالت الكتائب، فى بيان أمس، إنها نجحت فى قصف مستوطنة «مفتاحيم» الإسرائيلية فى النقب، إضافة إلى قصف بعض المدن من بينها عسقلان. وأكد رئيس بلدية عسقلان إيتامار شمعونى، أنه لن يسمح بافتتاح العام الدراسى الجديد المقرر أن يبدأ بعد أسبوع، فى المؤسسات التعليمية غير المحصنة. وقال مسئول أمنى فى قطاع غزة، إن «حماس» قتلت 11 شخصاً للاشتباه فى تخابرهم مع إسرائيل، بعد اغتيال 3 من قادة حركة «حماس» فى غزة، وقال المسئول الأمنى إن المخبرين المشتبه بهم قتلوا فى ساعة مبكرة من صباح أمس بمقر الشرطة فى مدينة غزة، مضيفاً أن محاكم فى غزة أدانتهم فى وقت سابق. وأظهر استطلاع جديد للرأى أن ثقة الإسرائيليين برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تراجعت بقوة منذ بدء الحرب على قطاع غزة. وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية أن نسبة الأشخاص الذين ينظرون إلى تحركات «نتنياهو» بإيجابية تراجعت إلى 53%، فى حين بلغت نسبة أصحاب الرأى السلبى 33%. وحثت منظمة «أوكسفام» المجتمع الدولى على «التعليق الفورى لإمدادات السلاح والذخائر، لوجود خطر جدى أن تستخدم لانتهاك القانون الإنسانى الدولى»، فيما قال وزير المالية الإسرائيلى يائير لابيد، خلال زيارته إلى أوروبا، إنه «على قادة حماس أن يعرفوا أننا لن نتوقف الآن، وعلى كل واحد منهم أن يعرف أنه مشروع للاغتيال طالما أنهم مستمرون فى تهديد المواطنين الإسرائيليين»، وقالت النائبة الفلسطينية خالدة جرار، إنها ترفض تنفيذ الأمر الإسرائيلى بإبعادها من رام الله إلى أريحا، مؤكدة أنها قررت الاعتصام فى مقر المجلس التشريعى بمساندة مؤسسات حقوقية ونواب فلسطينيين من كل الفصائل.