فى استمرار لعدوانها الغاشم على قطاع غزة، صعدت إسرائيل هجومها البرى على غزة صباح أمس، وقصفت أهدافا بالمدفعية، واستخدمت الدبابات وقوات المشاة للاشتباك مع مقاتلى حركة المقاومة الإسلامية «حماس». وأطلقت زوارق إسرائيلية قبالة ساحل البحر المتوسط قذائف وطلقات مضيئة، وأطلقت طائرات هليكوبتر النار عبر الحدود، كما أطلقت حماس صواريخ على إسرائيل باتجاه بلدتى أشدود وعسقلان. وقال مسئولو صحة فلسطينيون إن 23 فلسطينيا قتلوا منذ شنت إسرائيل هجومها البرى أمس الأول على القطاع الذى يسكنه 1.8 مليون نسمة، وذلك فى أول أيام الهجوم البري فى حين قتل أربعة فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال أمس فى قصفين مدفعيين إسرائيليين شمال بيت حانون شمال غزة أمس. وبذلك ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 263 والجرحى إلى نحو ألفين مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من الشهر الحالي. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة إن جثمان شهيد مجهول الهوية وصل إلى مستشفى كمال عدوان جراء استهداف إسرائيلى لقرية أم النصر شمال قطاع غزة. ولأول مرة منذ بدء العملية البرية، اعترف الجيش الإسرائيلى أمس بمقتل جندى وإصابة آخرين فى اشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين فى غزة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلى تواصل عملياتها البرية فى شمال قطاع غزةوجنوبه منذ الليلة قبل الماضية، خاصة ضد الأنفاق. وقال الجيش الإسرائيلي، فى بيان، إنه «منذ بداية المرحلة البرية، أطلقت نحو 50 صاروخا على إسرائيل، سقطت منها 25 فى البلدات الإسرائيلية، بينما اعترضت القبة الحديدية 20 منها«. وأكد إصابة جرافة ثقيلة للجيش بصاروخ مضاد للدبابات فى منطقة القرارة جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى إعطابها. وأعلنت كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكرى لحركة حماس- أنها قصفت مدينة ديمونا بصحراء النقب جنوب إسرائيل بصاروخين من طراز «إم 75» محلية الصنع. وسبق أن قصفت كتائب القسام ديمونا، التى تحتضن المفاعل النووى الإسرائيلي، ردا على العدوان على قطاع غزة. ومن جهته، قال بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى أمس إن الحكومة الأمنية المصغرة لجأت إلى توسيع عمليتها العسكرية فى غزة التى يطلق عليها اسم »الجرف الصامد« بعد استنفاد كل الخيارات الأخري. وأضاف نيتانياهو- فى كلمة له أمس وبجواره موشيه يعالون وزير الدفاع الإسرائيلي- أن العملية جاءت بعد قبول إسرائيل لمبادرة وقف اطلاق النار ورفضتها حماس، التى واصلت إطلاق الصواريخ، مشيرا إلى أن العملية هى الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الانفاق. وأوضح أن الهدف من العملية هو الدفاع عن شعب إسرائيل وعودة الهدوء، متابعا أنه أعطى تعليمات بتوسيع نطاق العملية إذا دعت الضرورة إلى ذلك. وأشار إلى أن هناك تفهما دوليا للعملية الإسرائيلية، وهناك أمور لا يمكن الكشف عنها بسبب حساسية الموقع، كما أن هناك الكثيرين فى المجتمع الدولى يرون أن حماس هى المسئولة عن هذا وهذا أمر مهم بالنسبة لإسرائيل. وقال «إننا نعمل ضد أهداف إرهابية ونأسف لوقوع ضحايا»، وحمل حماس المسئولية عن سقوط الضحايا. ومن جانبه، أكد موشيه يعالون وزير الدفاع الإسرائيلى أمس أن الغزو البرى لقطاع غزة سيستمر حتى يتم تحقيق الأهداف التى من أجلها بدأت العملية البرية. وفى السياق نفسه، دعا البريجادير موتى الموز المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى سكان قطاع غزة إلى الابتعاد عن المناطق التى تعمل فيها قوات الجيش، مناشدا الإسرائيليين التحلى بالمسئولية والانصياع لأوامر قيادة الجبهة الداخلية. ونقل راديو »صوت إسرائيل« أمس عن الموز قوله »إننا انتقلنا إلى المرحلة الثانية من عملية الجرف الصامد بعد أن تحققت إنجازات فى المرحلة الأولي«، مشيرا إلى أن قوات كبيرة قد استولت على أهداف وهى تعمل ضد الأنفاق والبنى التحتية للإرهاب. وفى سياق مقابل، أكد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل أن الهجوم البرى على قطاع غزة آيل إلى الفشل. وقال مشعل، المقيم فى الدوحة، »ما عجز عن تحقيقه المحتل الإسرائيلى عبر العدوان الجوى والبحري، وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، واستهداف المدنيين وخاصة الأطفال، وارتكاب جرائم حرب بحق الانسانية وضد القانون الدولي، لن ينجح فى تحقيقه عبر الاجتياح البرى والمزيد من العدوان«. وأضاف أن «شعبنا الفلسطينى وقوى المقاومة لهم مطلب واضح: وقف العدوان والعقوبات الجماعية على شعبنا فى قطاع غزة والضفة الغربية، وإنهاء الحصار على غزة بصورة نهائية». واعتبر مشعل أن «أصل المشكلة سابقا ولاحقا هو الاحتلال والاستيطان، وشعبنا مصمم على التخلص منهما إن عاجلا او آجلا»، مطالبا «المجتمع الدولى بأن يتحمل مسئولياته لوقف الإرهاب الإسرائيلي، وتمكين شعبنا من التخلص من آخر احتلال فى العالم».