يومان فقط ويكون المصريون على موعد مع أهم حدث فى تاريخهم وهو الانتخابات الرئاسية، وبعده بأيام قليلة يكون الموعد مع الحدث الثانى الذى لا يقل أهمية وهو النطق بالحكم فى قضية مبارك، ولعلاقة الحدثين بالرئيس المخلوع، عاد مبارك من جديد ليس بسيرته فقط، إنما أيضاً بوجهه، من خلال «جرافيتى» جديد مطبوع على سور جامعة القاهرة يحتل مساحة كبيرة جداً مقارنة بأحجام الجرافيتى المعروفة، ويحمل فى تصميمه وجه الرئيس السابق مصحوباً بعبارة «احترس.. الثورة ترجع إلى الخلف». الجرافيتى اقترن أيضاً بعبارة «يسقط حسنى مبارك»، فى إشارة إلى بقاء نظام «مبارك» رغم خلعه، ولتحميله مسئولية ما يحدث منذ تنحيه فى 11 فبراير 2011، وتعبيراً عن تسبب رجاله فى تراجع الثورة. اتحاد الشباب الاشتراكى المصرى، نفى تصميمه للجرافيتى لأنه يعد لحملة جرافيتى جديدة حسب قول هبة صلاح، عضو الاتحاد. أسامة أحمد عضو اتحاد الطلاب الاشتراكيين الثوريين، أوضح أن كثرة الرسومات والتصميمات الثورية جعل من الصعب تحديد مصدرها، لأن أغلب التصميمات أصبحت مشاعاً، بخلاف الرسومات المميزة للمصممين المشهورين الذين يوقعون أعمالهم: «الحاجات اللى على سور الجامعة عملها رسامين عاديين وملكيتها عامة، لأنها متداولة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وعلى الإنترنت»، مؤكداً أن كل الأعمال تصب فى الصالح العام، فلا أحد يتخيل أن هذا الكم من الإبداع كان مردوماً تحت الإهمال والإحباط والسوداوية السياسية قبل الثورة، وفقاً لأسامة. «الجدران تتحدث عن لسان حال المجتمع، والجماهير لهم الجرنان والجدران».. قالها «أسامة» تأكيداً على الطاقات والمواهب التى كشفت عنها الثورة، مقارنة بأعمال الحملات والحركات المحسوبة على النظام السابق، التى تفتقد اللمسات الفنية، معتبراً رسم رأس مبارك على الجدران الآن، يرد عهد الثورة بالمطالبة بالقصاص للشهداء إلى ذاكرة المواطنين.