فى عام 2009 أجرى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار استطلاع رأى -تحت إشراف الدكتور ماجد عثمان- أثبت أن نسبة 71% من المصريين راضون عن أداء حكومة أحمد نظيف (رئيس الوزراء آنذاك). ومنذ أيام أتحفنا أحد المراكز التى يشرف عليها الدكتور «ماجد» بنتائج استطلاع رأى جديد، تثبت أن نسبة 79% من المواطنين راضون عن أداء الرئيس «محمد مرسى»، وذلك بعد 80 يوماً من توليه الرئاسة، وأن نسب من يشعرون بأن هناك تحسناً فى ملفات الأمن والمرور والخبز وغيرها من الملفات، التى وعد «مرسى» بحلها خلال المائة يوم الأولى من حكمه «كبيرة»، وتتويجاً لذلك أكد الاستطلاع أن نسبة 65% من عينة البحث سوف تنتخب «مرسى» «لو كانت الانتخابات بكره»، وهو ما يعنى أن شعبية الرئيس قد زادت، خصوصاً أنه حصل قبل مائة يوم على نسبة 51.7% فقط من أصوات الناخبين المصريين! وأذكر أننى كتبت عام 2009 أصف استطلاع «الرضا عن نظيف» ب«استطلاع مروان الحمار»، وأؤكد أن نظام «المخلوع» يسير فى طريق النهاية، وقد كان! و«مروان بن محمد بن مروان بن الحكم» هو آخر خلفاء الدولة الأموية، الذى أطلق عليه المؤرخون لقب «مروان الحمار» بسبب تفكك ملك الدولة الأموية على يديه، إذ أخذ فى خداع نفسه، والاستسلام لشيطان غروره الذى زيّن له أن كل شىء حوله على ما يرام، وأن رعيته تهيم به حتى العشق، وراضية كل الرضا عن أدائه، حتى استفاق على سيوف العباسيين تنخر فيه. ويحكى «ابن كثير» فى كتاب «البداية والنهاية» أن «مروان الحمار» جلس يوماً وقد أحيط به وعلى رأسه خادم له قائم، فقال يخاطبه: ألا ترى ما نحن فيه، فقال له الخادم: يا أمير المؤمنين من ترك القليل حتى يكثر، والصغير حتى يكبر، والخفى حتى يظهر، وأخّر فعل اليوم لغد، حلّ به أكثر من هذا، فقال مروان: هذا القول أشد علىّ من فقد الخلافة! ولكن بماذا يفيد الندم بعد حلول الأجل؟! لا أجد ما أزيده على ما ذكرته فى مدار التعليق على استطلاع «الرضا» الذى أجراه الدكتور «ماجد» عام 2009، عند النظر إلى النتائج التى تمخض عنها أو «فقسها» استطلاعه حول «الرضا عن مرسى» منذ أيام. ومعذرة لاستخدام «فقسها»؛ لأننى لا أجد أن هذه النتائج أكثر من «كتاكيت» تتشابه مع ذلك «الإفيه» الذى ابتكره المبدع عبدالفتاح القصرى فى فيلم «لو كنت غنى». ولو صدّق الدكتور «مرسى» نتائج هذا الاستطلاع فسوف يضر بنفسه كثيراً.. الحذر كل الحذر من ترك القليل حتى يكثر، والصغير حتى يكبر، والخفى حتى يظهر، وتأخير عمل اليوم إلى الغد!