احتفت صحيفة «الحرية والعدالة»، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، فى عددها أمس، باستطلاع الرأى الذى أجراه مركز بصيرة لدراسات الرأى العام، حول أداء الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، والذى جاءت نتيجته أن 79% راضون عن أدائه. ووضعت الصحيفة فوق الترويسة الرئيسية لها بالصفحة «الأولى» عنواناً لاستطلاع الرأى، وفى صفحتها الثالثة وضعت تفاصيل الاستطلاع أيضاً فوق الترويسة، على الرغم من أن قيادات بجماعة الإخوان هاجمت مركز بصيرة كثيراً عقب استطلاعات رأى أجراها أثناء الانتخابات الرئاسية، وكان يأتى ترتيب «مرسى» فيها ما بين الرابع والخامس، واعتبرت -حينها- المركز أنه ينتمى للنظام السابق، لأن صاحبه الدكتور ماجد عثمان، كان رئيساً لمركز معلومات مجلس الوزراء، وأصدر وقتها استطلاعات رأى كانت تمجد فى الرئيس السابق حسنى مبارك وحكومته، واتهمته بأنه يدعم ما سمته مرشح الثورة المضادة لأن استطلاعاته أغلبها تفوق فيها الفريق أحمد شفيق، المرشح السابق للرئاسة، كما أن «مرسى» نفسه هاجم الاستطلاعات التى أظهرت تقدم من ينتمون للنظام السابق أثناء حملته الرئاسية، واعتبر أن الجهات التى قامت بهذه الاستطلاعات تسىء لنفسها، ووصفها بالاستطلاعات الكاذبة، وسبق أن نشر الموقع الرسمى للإخوان «إخوان أون لاين» تقريراً عن «عثمان» عندما كان وزيراً للاتصالات، واتهمه بالفساد أثناء عمله رئيساً لمركز معلومات مجلس الوزراء وتوفير دعم للحزب الوطنى المنحل. وقال الكاتب الصحفى جمال فهمى، وكيل نقابة الصحفيين: «إن هجوم الإخوان على مركز بصيرة فى البداية لأن استطلاعات رأيه لم تكن فى مصلحته ثم الآن يتم الاحتفاء باستطلاع رأيه بعد أن عدل المركز اتجاهه وأصبح يعمل فى مصلحة الجماعة». وأضاف ل«الوطن: «هذه الاستطلاعات هى مأساة أخلاقية ومهنية وظاهرة مأساوية لأنها استطلاعات تم تفصيلها على المقاس دون أصول علمية»، موضحاً أن من يقوم بهذه الاستطلاعات ليست مراكز بل شبابيك تجارية، وأصحابها هم أنفسهم الذين كانوا يصدرون استطلاعات وهمية تقول إن «مبارك» هو أعظم شخص فى العالم، واستمر هذا الأمر الآن حيث غيروا اتجاه البوصلة ليكون تجاه الحكام الجدد وهم الإخوان، منتقداً قيام إحدى الصحف المستقلة المعروفة بمهنيتها بنشر مثل هذا الاستطلاعات مما يفسح المجال لفضيحة اعتبرها مهنية وأخلاقية. وأوضح أنه لا يوجد رئيس منتخب فى الدنيا فى بلد ديمقراطى تصل نتيجة الرضا عنه إلى نحو 80%، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى ليس لديه هذه النسبة فيمن يؤمنون بالأديان السماوية التى أنزلها الله تعالى. وطالب الدكتور عمار على حسن، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، جماعة الإخوان بأن تتذكر أن «عثمان» هو من كان يخرج أيام «مبارك» ليقول إن الأغلبية الكاسحة من المصريين راضية عن نظامه، وإن أهم حدث فى 2010 هو ميلاد فريدة نجلة جمال مبارك. وقال: «مركز بصيرة كان يتحدث عن اكتساح شفيق فى انتخابات الرئاسة وثبت أنه غير دقيق، فهو مركز يغلب عليه الهوى السياسى، ويبدو أنه يعد استطلاعات وفق هذا الهوى أكثر من الدقة العلمية».