يستقبلون عامهم الدراسى الجديد وسط دوامة ضغوط منزلية لا تنتهى، حلقة مفرغة تقابل الأسر المصرية التى تعيش تحت خط الفقر، يقتطعون من أقواتهم لسد احتياجات صغارهم من المستلزمات المدرسية، ينتظرون دورهم فى قائمة طويلة يعدها أصحاب القلوب الرحيمة لمدهم بكراسة أو قلم تحثهم على مواصلة حقهم فى التعليم، فقرى «أبيس» بالإسكندرية لا يشعر أبناؤها بالفرحة إلا داخل مدارسهم. سماح سلامة، واحدة من المتطوعات بجمعية أشرقت الخيرية، كانت على موعد مع عام دراسى يهل بعد أيام لتبعث الفرحة من جديد فى قلوب الأطفال بمنحهم شنطة مدرسية وقلماً وكراسة، هى كل ما يحتاجه تلاميذ مدارس 14 قرية بمنطقة «أبيس» العشوائية بالطريق الصحراوى الغربى، غرب الإسكندرية، فرحة ترسم على الشفاه، بعد أن تنفرج هموم أسرة كانت تبحث عن مخرج لسداد التزامات مدرسية للأبناء، من بينها أسرة الحاجة «زينب فودة» الأرملة العائلة ل5 أبناء أكبرهم فى مرحلة الإعدادى، بحسب «سماح»، «الفقراء بيفرحوا لما يلاقوا الناس حاسة بيهم وبأزماتهم أكتر من فرحتهم بالأدوات المدرسية». «تكلفة شنطة المدرسة والأدوات 75 جنيهاً لكل طفل وهدفنا نوصل ل1000 طفل» قالتها السيدة الأربعينية التى تحرص على توزيع الأدوات المدرسية قبل بداية العام الدراسى، مضيفة «أغلب الناس اللى بوزع عليهم الأدوات من الأرامل واليتامى والمرضى، بوصل لهم من خلال عمليات البحث الاجتماعى علشان نوصل لأكثر الناس احتياجاً». لا تستأثر «سماح» بحب الخير لنفسها، بل تشارك صديقاتها المتبرعات بالوقت والمال والجهد، وتقول: «بنتجمع كلنا فى المساجد، بعد جمع التبرعات من الجمعيات الخيرية والأدوات اللى بنوزعها، وبعدها نراجع الكشوف بأسماء الحالات اللى بيوقعوا أمامها لضمان وصول المساعدات لأسر جديدة كل سنة دراسية».