قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، ورئيس اللجنة الدينية في مجلس النواب، إن الإمام الليث بن سعد كان سببا في مجيء الإمام الشافعي إلى مصر حتى يلحق بتلامذة الليث وحتى يضم علمه، وهو واحد من الأئمة العظام وملأ الدنيا علما حتى بعد هذه السنين الطوال نتذكره وننتفع بعلمه. واقترح جمعة، خلال الندوة المنعقدة الآن في مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، أن يضم فقه الإمام الليث بن سعد، ويجمع في مكان واحد، في كتاب، مؤكدا أنه قيل عنه إنه فاق في علمه وفقهه إمام المدينةالمنورة مالك بن أنس، غير أن تلامذته لم يقوموا بتدوين علمه وفقهه ونشره في الآفاق، مثلما فعل تلامذة الإمام مالك، وكان الإمام الشافعي يقول: «الليث أَفقه من مالك إِلاَ أَنَ أَصحابه لم يقوموا بِه.. بلغ مبلغا عاليا من العلم والفقه». وأضاف أن الليث كان فقيه مصر ومحدثها ومحتشمها ورئيسها ومن يفتخر بوجوده الإقليم، بحيث إن متولي مصر وقاضيها وناظرها من تحت أوامره ويرجعون إلى رأيه ومشورته، وقد أراده المنصور أن ينوب عنه على الإقليم فاستعفى من ذلك. وتابع: «وإذا كان أصحابه لم يقوموا بفقهه فاندثر مذهبه، فقد قاموا بحديثه، وحدثوا عنه في الآفاق، فروايته منتشرة في كتب السنة المختلفة، وهو ثبت ثقة بإجماع أهل الحديث». ويحضر الندوة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، ورئيس اللجنة الدينية في مجلس النواب، والحبيب علي الجفري، والكاتب الصحفي محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ. جدير بالذكر أن الإمام الليث ولد في مركز طوخ بمحافظة القليوبية هو ابن الحضارتين المصرية والإسلامية، وقد كان طبيعيًا أن يجمع العلوم الشرعية والعلوم المدنية، فضلا عن إجادة اللغات المصرية واليونانية واللاتينية، وقد وصل في علوم الفقه المادي الذي جعل الإمام الشافعي يقول إن الليث أفقه من مالك.