من الأبيض للأسود.. القصة الكاملة لوفاة «عروسين» ليلة الفرح بالفيوم

بعد لحظات سعيدة تُوجت بذهابهما إلى عش الزوجية، بعد أن سهرا مع أسرتيهما في حفل زفافهما، كانت هذه هي المرة الأخيرة للعريس وليد أحمد أبو الخير، 25 عامًا، وعروسه نجاح محمد عطشي، 20 عامًا، التي يدخلان فيها منزلهما الذي حلما به طويلا، وذلك بعد أن لقيا مصرعهما خنقا في حمام منزلهما أثناء استحمامهما.
وكشفت تحريات المباحث حول الواقعة أنّ العروسين توفيا بعد ساعات قليلة من «ليلة الدخلة»، حيث أُقيم حفل زفافهما الإثنين الماضي، في حفل كبير بحضور أقاربهما وأهالي القرية، ومرت صباحيتهما دون أن يزورهما أحد من أسرتهما، بناءًا على رغبة العروسين بعدم إزعاجهما، ومر ثاني أيام الزواج، لكن في ثالث يوم حاولت أسرتا العروسين الاتصال بهما مرارًا وتكرارًا ولكن دون رد منهما، فذهبا للاطمئنان عليهما وحاولوا طرق الباب كثيرًا ولكن دون رد فأبلغوا الشرطة.
وانتقلت قوات المباحث إلى مكان الواقعة وتم كسر باب الشقة وعُثر على الزوجين متوفين في حمام شقتهما، وتبينّ أنّها توفيا إثر إصابتهم باختناق جراء إغلاق باب الحمام واستحمامهما معًا، وتصاعد بخار المياه بكثرة في الحمام ونتيجة عدم وجود تهوية مناسبة بالحمام لإغلاقهما الشباك والحمام، أُصيبا بإغماء ثم توفيا متأثرين بإصابتهما باختناق.
وأفاد التقرير الطبي الخاص بتشريح جثتي العروسين، أنّ سبب الوفاة «إسفكسيا الخنق» الناتج عن تسريب غاز أثناء استحمامهما في حمام شقتهما، وعدم وجود تهوية ما تسبب في وفاتهما، وجرى تسليم جثتيهما لذويهما بعد التأكد من عدم وجود شبهة جنائية في الوفاة، وإصدار تصاريح الدفن الخاصة بالعروسين.
وشيّع أهالي العروسين جثمانيهما إلى مثواهما الأخير بمقابر أسرة الزوج بمسقط رأسه بقرية منية الحيط، واستبدلت أسرتي الزوجين ملابسهم الملونة ابتهاجًا بزواجهما، باللون الأسود حزنًا على فراقهمًا عقب ساعات قليلة من زفافهما.
وكان اللواء رمزي البسيوني المُزين مدير أمن الفيوم، قد تلقى إخطارًا يفيد العثور على عروسين متوفين في حمام شقتهما بعد مرور ساعات قليلة من زفافهما، بسبب تسرب غاز من سخان الحمام.