وحيد مُشرد، لا يعرف لنفسه أهلاً، يحفظ اسمه جيداً، شاب في مقتبل عمره، تبدوا على ملامحه الشقاء، إتخذ من« صندوق قمامة»، مأوى له، ومن صناديق «الزبالة»، مصدرا للطعام، تراه بملابسه الرًثه الدائمة، لا يستطيع تغييرها، يخاف ويرتجف حينما يتقرب منه أحداً، يعيش في «صندوق قمامة» في قلب عاصمة كفر الشيخ، منذ سنوات، بعدما طرده ذووه. حازم مشرد في الشارع منذ سنوات حازم فايد حامد الشافعي، كما هو مكتوب في بطاقته الشخصية، لايعرف مكاناً غير الشارع بالقرب من مستشفى كفر الشيخ العام وبنك مصر ومنطقة المدارس، تراه متجولاً بالنهار، يستعطف المارة أن يمدوه بالطعام والشراب، وإذا ضاق به الحال ولم يحن المارة عليه، يأكل من الزبالة. «تفاصيل الحالة أرسلها لي المهندس محمو وحيد، مؤسس معاً لإنقاذ إنسان، وفوراً تحركت أنا وفريق الإغاثة إلى المكان، انتظرناه لما رجع، علشان نحاول نعرف منه قصته أيه وننقله لدار إيواء، اتصدمنا لما لقيناه شاب زي الورد سنه لم يتخط ال35 عامأً، لكن الشقى أكل جسمه»، بهذه العبارات يروي محمود أبو الحسن، عضو فريق الإغاثة بمحافظة كفر الشيخ، مشهد الشاب المُشرد بشوارع العاصمة. كلمات قصير يُتمتم بها الشاب الذي يخاف فور اقتراب أحداً منه:« أنا مش عاوز أي حاجة خالص، إلا مكان يأويني وحد يعلمني اشتغل علشان أقدر أعيش، أنا تعبت من أكل الزبالة والنوم في صندوق القمامة، ونفسي أعيش حياة كريمة، بقول للحكومة، أنا نفسي انتقل لأي مكان آدمي، عيشة الشارع أكلت جسمي، والبلطجية بيطلعوا عليا يضربوني». حازم مشرد طرده أهله ويعيش في صندوق قمامة يبدوا على الشاب أنه تعرض لصدمة أو هزة نفسية جعلته يرتجف حين يقترب منه أحد: « شكله تعرض لصدمة أو حاجة، لأن لما قربت منه كان خايف، حكالي إن أهله مش عاوزينه، وإن هو كمان مش عاوزهم، بدأت أهديه وأقوله إنك في أيد أمينة، واطمن ليا وبدأ يحكي أنه بقاله سنين كثيرة في الشارع، ميعرفش غيره»، هكذا يؤكد محمود أبو الحسن. لا يتمنى الشاب المُشرد سوى مأوي يقيه من برودة الشتاء وحر الصيف: «مش عاوز حاجة غير مأوى ونسقنا ليه مع مؤسسة معاً لإنقاذ إنسان لنقله لدار إيواء، لكن نقلناه لمستشفى كفر الشيخ العام لإجراء الفحوصات وفق توجيهات اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، ومنتظرين تدبير مكان لنقله»، هكذا يختتم أبو الحسن.