سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» ترصد شهادات الهاربين من جحيم «داعش» بالعراق لاجئة يزيدية: التنظيم يبيع المرأة الواحدة ب4 دولارات.. ورجال القرى المؤيدة يغتصبون النساء فى عرض الطريق
«سنجار» بلدة صغيرة على الحدود العراقية - السورية شاءت الأقدار أن تحيطها من جميع الجهات قرى عربية مؤيدة لتنظيم داعش، ما دفع معظم سكانها الذين ينتمون للطائفة اليزيدية للهروب من منازلهم، بعد أن طلبت منهم «داعش» إما إعلان دخولهم فى الإسلام أو ترك منازلهم والرحيل منها أو دفع الجزية، وإلا يتعرضون للموت. «نارين» هى من أبناء الطائفة «اليزيدية»، وهى أقلية دينية تعيش فى سوريا والعراق وتركيا وغالباً ما يكونون من الأكراد، اضطرت إلى النزوح بصحبة عائلتها إلى مدينة «أربيل» الكردية، لكى لا تتعرض لبطش «داعش»، تروى «نارين» ل«الوطن» تفاصيل ما حدث لطائفتها نتيجة نزوحهم وهروبهم فى جبال «سنجار» خوفاً من «داعش». أول المشاهد التى تذكرتها «نارين» أثناء نزوحها، كانت عن أم تصرخ وتبكى على ابنها الذى ينزف دماء من شفتيه من قلة الماء يومين فى الصحراء دون أن يجدا قطرة ماء واحدة، قائلة إنه نظراً لأن القرى العربية المحيطة ب«سنجار» مؤيدة ل«داعش» لم يجد أهل «سنجار» منفذاً للنجاة من الموت على أيدى «داعش» إلا بالهروب إلى الجبل ومواجهة الموت جوعاً وعطشاً. وأكدت «نارين» أن هناك أكثر من 20 ألف فرد من الطائفة اليزيدية اختبأوا فى الجبال، بالإضافة إلى 20 عائلة كردية مسلمة، «حتى إن المسلمين هربوا من داعش خوفاً من يأخذوا بناتهم.. كل من لا يثق بهم ويخشاهم هربوا إلى الجبل». وروت «نارين» قصة امرأة أخرى نازحة فى جبال «سنجار» دفنت ابنيها الاثنين فى يوم واحد، «الاثنان ماتا من العطش وزوجها وابنتها مصيرهما مجهول، ولم تعرف كيف تصل إليهما». وامرأة أخرى كانت تتوجه إلى الجبل فى سيارة برفقة بعض الأسر الأخرى وكانت سيارات «داعش» تلاحقهم فسقط ابنها من السيارة فلم تستطِع أن تطلب منهم التوقف خوفاً من عناصر داعش، وتركت ابنها لمصيره المجهول. وما إن وصلت «نارين» إلى «أربيل»، حتى وصلتها رسالة استغاثة من أحد أبناء طائفتها، نصها: «النساء والأطفال ملقون على الأرض بالجبل فاقدون القدرة على التنفس والكلام وسيموتون من العطش»، وقالت «نارين»: «هؤلاء الناس إذا لم تصلهم مياه فى الساعات القادمة سيفقدون حياتهم»، مؤكدة أنه حتى الآن توفى ما يقرب من 100 طفل فى الجبل بسبب العطش. أما بخصوص المساعدات الأمريكية التى أعلنت الولاياتالمتحدة أنها أرسلتها أمس الأول للنازحين فى جبال «سنجار» أكدت «نارين» إنها لم تسد احتياجات سوى 5% من النازحين اليزيديين فى الجبال. ولم يعد أمام هؤلاء النازحين فى جبال «سنجار» خيارات كثيرة، فالموت يحاصرهم من جميع الجهات، إما الموت على أيدى «داعش» أو الموت جوعاً وعطشاً، ما دفعهم إلى محاولة الهروب عبر الحدود السورية أو التركية، وأكدت «نارين» أن حزب «حماية الشعب الكردى» استطاع أن يُدخل ما يقرب من 2000 شخص إلى سوريا وتركيا. لكن حتى هذا الحل لم يستمر طويلاً فما إن علم تنظيم «داعش» بهذا الطريق حتى سارعوا إلى قطعه على النازحين أمس الأول وقبضوا على 1000 شخص منهم 40 من النساء واقتادوهم إلى سجن «بادوش»، حسبما ذكرت «نارين». أما عن الانتهاكات الأخرى ل«داعش» فى «سنجار»، فقالت ابنة الطائفة «اليزيدية» إن عناصر «داعش» عندما اقتحمت «سنجار» ذبحوا ما يقرب من 200 شخص، كما اقتادوا 500 امرأة إلى مدينتى «تلعفر» و«الموصل» وتم عقد قران بعضهن على أفراد من «داعش» بالإجبار، أما الآخرون فتم بيعهن لعناصر من «داعش» والعشائر الأخرى المتحالفة معهم، مقابل 5000 دينار عراقى أى ما يعادل 4 دولارات أمريكية. ونقلت «نارين» رواية أخرى عن صديقة لها قائلة: «أثناء هروبى إلى الجبل مع الآخرين فى السيارة رأيت أفراداً من القرى العربية المجاورة لسنجار والموالية لداعش تمسك بالفتيات اليزيديات ويغتصبوهن فى العراء ويضربوهن ويمزقون ملابسهن فى عرض الطريق».