سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العائدون إلى الفيوم يروون معاناة رحلة العودة: سرقونا وحاصرونا بلا طعام أو شراب «رمضان»: القذائف والصواريخ سقطت على بعد أمتار من مساكننا.. و«أحمد»: مسلحون فرضوا إتاوات علينا لعبور الطريق إلى تونس
«المسلحون سرقوا متعلقاتنا، واستولوا على نقودنا، واشترطوا علينا دفع من 40 ل100 دينار ليبى ليسمحوا لنا بعبور الحدود لتونس».. كان هذا هو القاسم المشترك فى شهادات أبناء محافظة الفيوم العائدين من ليبيا، هرباً مما وصفوه ب(الجحيم والموت). وقف رمضان عبدالتواب على، 36 سنة، فور وصوله لقريته بحر أبوالمير، التابعة للوحدة المحلية لقرية مطول بمركز إطسا، أمام منزله ليتلقى التهنئة من أصدقائه وجيرانه بعودته سالماً، بعد أن سيطر القلق على ذويه خلال الأيام الماضية بسبب الأوضاع الأمنية السيئة فى ليبيا. وقال «رمضان» ل«الوطن»: إنه وصل فجر أمس الأول لمطار القاهرة، بعد رحلة شاقة من بدايتها لنهايتها شاهد فيها الموت، وكانت الفصل الأخير فى رحلة الغربة المضنية، حيث كان يعمل «حلاقاً» فى صالون يملكه فى ليبيا. وأوضح «رمضان» أن رحلته مع العودة بدأت مع بداية عيد الفطر، مشيراً إلى سقوط عدة قذائف وصواريخ قرب منزله بمنطقة المشروع التابعة لحى «أبوسليم» بمدينة طرابلس، أثناء المعارك الدائرة بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية التابعة للواء خليفة حفتر، ما دفعه لاتخاذ قراره بالعودة إلى أرض الوطن لينقذ نفسه من الموت. وأضاف أنه جرى حصاره مع الآلاف من زملائه فى منطقة المشروع بلا طعام أو شراب طوال أيام العيد، لذلك اضطروا للتحرك إلى الحدود «الليبية - التونسية»، ليقعوا فريسة للمسلحين الذين انتشروا على طول الطريق إلى تونس، وكانوا يطلبون منهم المال مقابل مرورهم، حتى وصلوا إلى معسكر على تلك الحدود، حيث تم جمعهم وترحيلهم إلى تونس، وسط معاملة سيئة من الليبيين، الذين حاولوا الاستيلاء على ما تبقى معهم من أموال. وتابع أنه وصل إلى تونس يوم الجمعة الماضى، وكان فى استقبالهم القنصل المصرى هناك، ثم استقلوا طائرة مصرية أعادتهم إلى القاهرة دون أى مقابل مادى، مناشداً الحكومة المصرية تكثيف الطائرات المرسلة لنقل المصريين العالقين على الحدود «التونسية - الليبية»، مشيداً بتعامل المسئولين التونسيين والمصريين معهم. فيما قال أحمد خلف محمد، 21 سنة، عامل باليومية، عائد من ليبيا، من نفس القرية، إنه سافر من الفيوم إلى ليبيا فى سبتمبر الماضى؛ ليستكمل رحلة الغربة التى بدأها فى 2012 بحثاً عن لقمة العيش، مشيراً إلى أنه اضطر لمغادرة منزله بمنطقة «أبوسليم» بطرابلس، بعد سقوط قذائف وصواريخ على منزل مجاور لهم، قبل عيد الفطر بيومين، إضافة لتزايد عدد البلطجية الذين استولوا على متعلقاتهم، وتركوه وزملاءه بلا طعام ولا شراب أو علاج. وأضاف أنه تحرك يوم الأربعاء الماضى مع آخرين بسيارة من «أبوسليم» إلى منطقة «رأس جدير»، حتى يعبروا الحدود التونسية، لكنهم فوجئوا بمسلحين يعترضون طريقهم أمام المعبر الليبى، ويشترطون أن يدفع كل واحد منهم 40 دينارا ليبياً، نظير المرور من البوابة إلى الجمرك، وتابع: استولوا على نقود عدد منا بالقوة، وأدخلونا معسكراً فى المنطقة الحدودية، وهم يمطروننا بالسباب، مستطرداً: عرفت بعد ذلك من مصريين وصلوا بعدنا للمعسكر أن المسلحين رفعوا «إتاوة» المرور للمعبر، لتصبح 100 دينار على كل مصرى، كما استولى أفراد ليبيون على هواتفنا داخل المعسكر الليبى. وحول حادث إطلاق النار من قبَل حرس الحدود التونسى على النازحين المصريين، قال «أحمد»: تكدس الآلاف منا قرب الحدود مع تونس، ونتيجة للتدافع كان البعض يقترب من السياج الحدودى، فأطلق الجنود أعيرة نارية أعلى رؤوسنا، وأصيب أحدنا. وأضاف: تمكنت من الدخول إلى تونس مساء الخميس الماضى، وهناك قابلنا مسئولين تونسيين، وقدموا لنا الطعام والشراب وكانت معاملتهم حسنة، وجلسنا فى استراحة ثم استقللنا طائرة مصرية، ومنها إلى مطار القاهرة. الأخبار المتعلقة عندما يصبح حلم العودة «العلاج المر» «عاطف».. عاد من ليبيا بعد مقتل 7 مصريين نتيجة تبادل إطلاق النار بين القوات الليبية والتونسية «محمد»: شاهدت أحشاء أصدقائى ملقاة على الأرض.. و10 آلاف مصرى ينتظرون وصول الطائرات المصرية «أحمد»: الرصاص حاصرنا من كل جهة.. ورأيت 6 من أصحابى مقتولين «رمضان»: صاروخ طائش أودى بحياة 23 مصرياً من أصدقائى «الملاح»: مسلحو ليبيا استخدمونا دروعاً بشرية وأخرجونا من أراضيهم بالرصاص الأهالى فى سوهاج ينتظرون عودة 3 آلاف من أبنائهم.. وأقاربهم: لا نعرف شيئاً عنهم منذ أسبوع عائد إلى أسيوط: الميليشيات أطلقت النار على «عمى» أمام عينى.. وتركته بالمستشفى وعدت مجبراً عائدون من معبر السلوم: «شُفنا الموت» «أحمد» العائد من «مصيدة» ليبيا: «لا البلد دى أحسن ولا غيرها»