كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، للمرة الأولى عن عملية اغتيال ضابط المخابرات المصري، مصطفى حافظ، في فترة الخمسينيات، عن طريق جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي "أمان"، بمشاركة جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك"، واصفة إياه بأنه رجل مخابرات مصر الأول في قطاع غزة، مضيفة أن حافظ كان مسؤولًا عن تدريب رجال المقاومة الفلسطينية لتنفيذ عمليات داخل العمق الإسرائيلي، مشيرة إلى أن بسبب ذلك وضع "الأمان" و"الشاباك" لتصفيته. ونقلت "معاريف" عن قائد سابق للموساد الإسرائيلي يدعى "مردخاي شارون": "لقد علمنا أنه فضولي جدًا ويريد أن يعرف كل تفصيلة حتى لو كانت صغيرة جدًا، علمنا أيضًا أن أحد شيوخ مدينة النقب ويدعى عامر طلالقة، كان عميلًا مزدوجًا، حيث أنه كان يعمل لصالحنا ولصالح مصطفى حافظ والمخابرات المصرية، استخدمناه لإرسال رسالة ملغومة لحافظ". وأضاف "شارون"، أن الاستخبارات الإسرائيلية أمرت العميل المزدوج بوضع الرسالة التي تحتوي على كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر، في أحد القبور في غزة، حتى يأخده أحد العملاء الآخرين، مشيرًا إلى أنهم كانوا متأكدين أنه لن يفعل ذلك وسيتوجه إلى مصطفى حافظ مباشرة، وبالفعل ذهب إليه ولكن وجده في إجازة. وتابع: "وبعد الإجازة توجه العميل المزدوج إلى حافظ بالطرد، حيث قتله الفضول، وبالفعل فتح الرسالة في حضور طلالقة، وانفجرت العبوة، وأصيب حافظ بإصابة بالغة ومات متأثرًا بجراحه، أما طلالقة فأصيب بالعمى ولكنه نجا". وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن حافظ لم يكن الوحيد الذي اغتالته المخابرات الإسرائيلية وقتها، ولكن خططت لاغتيال العقيد "صالح مصطفى"، الملحق العسكري المصري في عمان، عاصمة الأردن، والذي كان ضليعًا في تدريب المتسللين من الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة، عن طريق طرد ملغوم آخر، أرسل من مراقبي الأممالمتحدة بالقدس الشرقية، ويحتوي على كتاب لإحدى السير الذاتية لأحد جنرالات أدولف هتلر، وفتح صالح الطرد وقُتل إثر انفجار الطرد بعد فتحه. من جانبه، علق الدكتور منصور عبدالوهاب، أستاذ اللغة العبرية في جامعة عين شمس، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن الجانب الإسرائيلي يحاول نشر مثل هذه الأنباء للتضليل عن إخفاقاتها المخابراتية في الأعوام الماضية، مشيرًا إلى كثرة إخفاقات إسرائيل بعد اتفاقية السلام مع مصر. وأضاف عبدالوهاب، أن هناك الكثير من خلايا التجسس الإسرائيلية تم القبض عليهم في السنوات الأخيرة داخل مصر، مشيرًا إلى أن الإعلام الإسرائيلي في كل مرة يعلق "غير صحيح". وتابع: "من المحتمل أن يكون ذلك صحيحًا في إطار محاولات الأجهزة من الجانبين لتصفية العملاء، ولكن الجهات الرسمية المصرية لم تتطرق إلى هذا الموضوع، وهناك هدف للإعلام الإسرائيلي في ذلك". وكانت الصحافة الإسرائيلية زعمت، أن البطل المصري "رفعت الجمال" المعروف ب"رأفت الهجان" عميل مزدوج، مشيرة إلى أن القيادات الإسرائيلية استخدمته لنقل معلومات كاذبة لمصر، وأن المصريين صدقوا الخدعة ووضعوا تقديراتهم عليها في الفترة التي سبقت حرب 1967، وهي الفترة من 15 مايو إلى 5 يونيو 1967، وفقًا لما ذكرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الهجان كانت وظيفته إقناع المصريين بأن سلاح الجو المصري قدراته أعلى من سلاح الجو الإسرائيلي، وأنه نجح في مهمته. وعلق عبدالوهاب، قائلًا: "إن إسرائيل لم تقدم طيلة السنوات الماضية أي دليل مادي يدل على أنه كان جاسوسًا لصالحها، فليس هناك تسجيل صوتي أو شريط فيديو، أو وثيقة مكتوبة تُثبت ذلك"، موضحًا أن أي جهاز مخابرات في العالم لابد وأن يحتفظ بوسيلة سيطرة، وهي تصوير العميل في وقت إعطائه نقود أو غيره، مشيرًا إلى أنه شاهد فيلمًا لمدة ساعة على القناة الثانية الإسرائيلية، يتحدث عن هذا الموضوع دون أي دليل قاطع.