أسعار الدولار اليوم السبت 18 مايو 2024.. 46.97 جنيه بالبنك المركزي    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم السبت 18مايو 2024.. البطاطس ب11 جنيهًا    225 يوما من العدوان.. طائرات الاحتلال الإسرائيلي تركز قصفها على رفح    المستشار الأمني للرئيس بايدن يزور السعودية وإسرائيل لإجراء محادثات    البيت الأبيض: أطباء أميركيون يغادرون قطاع غزة    موناكو وجالاتا سراي يتنافسان على التعاقد مع محمد عبد المنعم    مؤتمر صحفي ل جوميز وعمر جابر للحديث عن نهائي الكونفدرالية    مواعيد مباريات اليوم السبت 18 مايو 2024 والقنوات الناقلة.. الأهلي ضد الترجي    بعد قليل، أولى جلسات محاكمة الفنانة انتصار بتهمة الشهادة الزور    شاومينج يزعم تداول أسئلة امتحان اللغة العربية للشهادة الإعدادية بالجيزة    حنان شوقى: الزعيم عادل إمام قيمة وقامة كبيرة جدا.. ورهانه عليا نجح فى فيلم الإرهابي    «الأرصاد»: طقس السبت شديد الحرارة نهارا.. والعظمى بالقاهرة 39 درجة    زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى 120 إلى 130 طائرة إف-16 لتحقيق التكافؤ الجوي مع روسيا    إرشادات وزارة الصحة للوقاية من ارتفاع ضغط الدم    حظك اليوم وتوقعات برجك 18 مايو 2024.. مفاجآة ل الدلو وتحذير لهذا البرج    محمد سامي ومي عمر يخطفان الأنظار في حفل زفاف شقيقته (صور)    تشكيل الترجي المتوقع لمواجه الأهلي ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    أوما ثورمان وريتشارد جير على السجادة الحمراء في مهرجان كان (صور)    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 18 مايو    ناقد رياضي: الترجي سيفوز على الأهلي والزمالك سيتوج بالكونفدرالية    موعد مباراة الأهلي والترجي في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    عاجل - تذبذب جديد في أسعار الذهب اليوم.. عيار 14 يسجل 2100 جنيه    عادل إمام.. تاريخ من التوترات في علاقته بصاحبة الجلالة    ذوي الهمم| بطاقة الخدمات المتكاملة.. خدماتها «مش كاملة»!    لبلبة تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: الدنيا دمها ثقيل من غيرك    نوح ومحمد أكثر أسماء المواليد شيوعا في إنجلترا وويلز    كاسترو يعلق على ضياع الفوز أمام الهلال    خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    إصابة 3 أشخاص في تصادم دراجة بخارية وعربة كارو بقنا    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    مفاجأة في عدد أيام عطلة عيد الأضحى المبارك لعام 2024    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المشهراوى»: مصر تحل أزمة غزة بعيداً عن «الشو الإعلامى»
القيادى البارز فى حركة فتح ل«الوطن »: حماقات «حماس» أفقدت فلسطين جزءاً من تعاطف المصريين مع القضية
نشر في الوطن يوم 24 - 07 - 2014

فى زيارة «قصيرة وغير معلن عنها» إلى القاهرة، كشف سمير المشهراوى، القيادى البارز فى حركة فتح عضو اللجنة المركزية العليا السابق، عن أن مصر بذلت جهوداً كبيرة واتصالات مكثفة منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب فى قطاع غزة بعيداً عن «الشو الإعلامى». وأشار «المشهراوى»، فى حواره مع «الوطن»، إلى أن رفض «حماس» للمبادرة المصرية تقف وراءه أوامر إقليمية للحركة، وفى مقدمتها قطر، التى لا تريد لمصر أى دور إقليمى أو عربى فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، منتقداً فى الوقت ذاته أداء الرئيس الفلسطينى محمود عباس، الذى وصفه ب«الضعيف» حيال الحرب فى غزة، وهو ما أعطى الفرصة ل«حماس» للمزايدة على مصر، واصفاً قطر بأنها تلعب دوراً مشبوهاً وفى منتهى الخطورة فى كل من ليبيا وفلسطين ومصر، وأن أحد أهداف مخططها تفكيك الجيش المصرى. وإلى نص الحوار..
■ كيف تقرأ تطورات المشهد فى حرب غزة بعد الاجتياح البرى لقوات الاحتلال الإسرائيلى وسقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين يومياً؟
- الأمر يتجلى فى عدوان إسرائيلى بربرى على غزة، وكعادة هذا الاحتلال الذى يستخدم الكثير من القوة، لكسر إرادة الشعب الفلسطينى، ومع كل حرب يحاول تحقيق مجموعة من الأهداف تخدمه وتخدم الأجندة الإسرائيلية، وبغض النظر عن تفاصيل من بدأ وكيف بدأ، فوطنياً أنا من دعاة أنه عندما تدق طبول الحرب على الشعب الفلسطينى يجب أن تهدأ كل أصوات الخلاف الداخلى وتتراجع، ويوحَّد الصوت والقوة الفلسطينية فى مواجهة العدوان الإسرائيلى وحماية الفلسطينيين، وبعد أن تضع الحرب أوزارها فحتماً ستكون هناك قراءة مختلفة للمشهد تعتمد على «من؟» و«كيف؟».
■ لكن ألا ترى أن عملية خطف المستوطنين الإسرائيليين كانت الشرارة الأولى لهذه الحرب؟
- حتى لو كان قرار خطف المستوطنين قراراً قيادياً من جهة فلسطينية، أياً كانت هذه الجهة، فهذا ليس مبرراً لإسرائيل أن تستخدم كل هذا الكم من القوة والعنف. ولقد باشرت من اللحظة الأولى استباحة الضفة الغربية وأراضى السلطة الفلسطينية، بما فى ذلك أراضى المنطقة A، وهى الأراضى التى يفترض أنها تحت سيادة السلطة الوطنية الفلسطينية، فضلاً عن القتل والتدمير والاعتقال؛ فلقد أعادوا اعتقال كل من المفرج عنهم فى صفقة «شاليط»، وهذا مؤشر يدل على أن إسرائيل لا عهد لها ولا التزامات لديها.
■ إذن من يتحمل المسئولية، خاصة أنه كان لدينا مؤشرات مبكرة على أن الأمور قد تتطور بشكل أسوأ، خاصة بعد رفض المبادرة المصرية، وهو ما يحدث الآن من توغل أعمق لقوات الاحتلال الإسرائيلى، مما ينبئ بتعقد الموقف أكثر وأكثر؟
- المسئول هو الاحتلال، أما وأن الحرب والعدوان على الشعب الفلسطينى قد بدآ، فالسؤال الآخر هو: كيف يدير الفلسطينيون هذه المعركة بما يقلل خسائرهم ويكبد العدو الإسرائيلى خسائر أكبر، وبما يجند المجتمع الدولى لصالح الفلسطينيين؟ هنا لا يوجد موقف فلسطينى موحد، وهذا ما يضعف الموقف الفلسطينى عموماً أمام العالم، فهو بين موقف «حماس» التى تحاول الانفراد بالقرار لاعتبارات حزبية وسياسية، بما أن الحرب بدأت، وبين موقف فلسطينى رسمى كان ضعيفاً وهزيلاً لم يكن بمستوى العدوان على الشعب الفلسطينى.
■ هل «حماس» لم تعد تسمع إلا لصوتها فقط أو ما يتم إملاؤه عليها من الخارج من دول بعينها؟
- كان بإمكان القيادة الفلسطينية والرئيس أبومازن أن يفعلا الكثير ليقطعا الطريق على المزايدات التى تقوم بها «حماس» الآن، وأعتقد أن ضعف الموقف الرسمى الفلسطينى منح «حماس» الكثير من التجرؤ؛ فعشرات الخطوات كان يجب أن يقوم بها «أبومازن» لترتقى إلى مستوى المجزرة القائمة حالياً ضد الفلسطينيين ولكنه لم يفعل.
■ مصر حاولت إنقاذ الموقف وقدمت مبادرتها، كيف ترى رفض «حماس» لهذه المبادرة؟
- أعتبر موقف «حماس» من رفض المبادرة المصرية موقفاً متسرعاً، ودخل عامل آخر هو عامل إقليمى فى إطار صراع محاور فى المنطقة يدفع الطفل الفلسطينى الذى يُقتل على يد الاحتلال اليوم ثمنه، وإلا بماذا يمكن أن أفسر سر هذا الهجوم المبكر من «حماس» على المبادرة المصرية؟
■ هل ترى أن الجهود المصرية اقتصرت فقط على المبادرة؟
- لا، مصر بذلت الكثير من الجهود منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلى، وأنا أعلم أن مصر أجرت الكثير من الاتصالات لاحتواء الموقف بعيداً عن «الشو الإعلامى»، انطلاقاً من واجبها القومى ودورها التاريخى كشقيقة كبرى لنا وقائدة للعالم العربى، والذى يعتقد أن مصر صمتت لأيام كما تروج بعض المواقع ووسائل الإعلام لتشويه الدور المصرى واستغلال الدم الفلسطينى، فهذا غير صحيح وهناك اتجاه ممنهج لإعادة إنتاج دور جديد لتيار الإسلام السياسى وتحديداً للإخوان المسلمين بشكل أو بآخر على حساب سمعة مصر تجاه القضية الفلسطينية ومحاولة إحراج الرئيس عبدالفتاح السيسى ووضع مقارنات بينه وبين الرئيس المعزول محمد مرسى.
■ ما أهم هذه التحركات المصرية؟
- اتصالات كثيرة ومكثفة مع العديد من الدول الغربية ومع الولايات المتحدة الأمريكية، ومع العدو الإسرائيلى، بل أستطيع أن أقول: إن مصر مارست ضغوطاً أيضاً، ومن هنا لجأت مصر إلى المبادرة وتوقعت أن تكون هناك موافقة من الفصائل الفلسطينية مبدئياً على وقف إطلاق النار حقناً للدماء الفلسطينية، ثم يتم الحديث بعد ذلك عن شروط سياسية، لكن «حماس» رفضتها.
■ يبدو أن قرار حركة حماس قرار مشترك مع أطراف إقليمية أخرى (تركيا، قطر، إيران)، وبالتالى جاء قرار رفض المبادرة المصرية، ما رأيك؟
- نعم، هناك أطراف إقليمية كل مهمتها أن تعرقل أى دور أو جهد مصرى، وأريد أن أقول لهم ول«حماس» أيضاً: إن أى اتفاق سيكون بعيداً عن مصر لن يُكتب له النجاح، لاعتبارات كثيرة تعرفها «حماس» ويعرفها كل فلسطينى، وبالتالى من العبث أن يحاول البعض إخراج مصر من المعادلة.
■ يتردد أن «حماس» كانت موافقة على المبادرة المصرية فى البداية، ولكن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى للحركة، تلقى أوامر مباشرة من قطر لرفض المبادرة، بل إنه رفض الدعوة التى وُجهت له لزيارة القاهرة، ما تعليقك؟
- ليس عندى تفاصيل حول هذا الأمر، لكنى أعتقد أن «حماس» بدأت فى ردود تحمل معنى دراسة المبادرة المصرية فى البداية ثم انتهت إلى رفضها، وقد يوحى ذلك بوجود خلافات داخل حركة حماس، لكن كيف دخلت قطر وتركيا على الخط؟ لا أعرف، لكن أنا واثق أنه لا يروق لقطر أن يكون لمصر دور حقيقى وفاعل، خاصة فى عهد «مصر عبد الفتاح السيسى».
■ لكن «حماس» ليست معفية من تحمل مسئولية هذا التدخل؛ فهى من فتحت الباب لكل من قطر وتركيا وإيران!
- لا أعفى «حماس» من المسئولية، لكن فى لحظة الحرب مع العدو الإسرائيلى، لا أحب أن أشخّص حالة الانقسام الفلسطينى، وهذا لا يمنع من قول الحقيقة: إن «حماس» كانت «رأس حربة» فى هذا الانقسام فى سعيها للسلطة، وتتحمل مسئولية كبيرة على مر التاريخ.
■ كيف ترى الوضع الفلسطينى بين 2012 فى عهد «مرسى» والآن؟
- يكفى أن أقول: إن الرئيس أبومازن موجود فى القاهرة هذه الأيام لبحث تداعيات الحرب على غزة مع الرئيس السيسى، بينما عام 2012 حينما تم توقيع اتفاق التهدئة لم يزر «أبومازن» مصر، وهذه علامة فارقة وجدية، فما كان فى 2012 هو تغييب للرئيس «أبومازن»، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، واستبدال خالد مشعل و«حماس» به يعنى أن الدولة الفلسطينية ما كان سيقوم لها قائمة على الإطلاق، وربما سيكون أقصى طموحات الفلسطينيين بعدها أن تكون فلسطين مجرد إمارة فى قطاع غزة تُلحق بمصر كجزء من أرض الخلافة الإسلامية بعد ذلك!
■ هل صحيح أنه عقب توقيع تهدئة 2012، أجبرت «حماس» باقى الفصائل الفلسطينية أن تكف يدها عن إسرائيل؟
- لا شك؛ ف«حماس» عندما ترى مصلحتها فى أمر ما تُجبر باقى الفصائل على عدم الاستمرار فى المقاومة، مع الأخذ فى الاعتبار أن «حماس» لا يوجد بينها وبين إسرائيل أى اتفاقات سياسية، وبالتالى فهى تقدم الحماية المجانية لإسرائيل.
■ ما المقابل، إذا كان أساس نشأة «حماس» أنها حركة مقاومة فلسطينية لتحرير فلسطين؟!
- نحن نخطئ إذا اعتقدنا أن «حماس» ليست جزءاً لا يتجزأ من جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالى هذه حركة لها أهداف بعيدة عن الوطن، ليس بالضرورة أن تسعى «حماس» لمقابل وطنى، كان الحديث يدور عن تشكيل نواة لحكم إسلامى سياسى بدأ فى قطاع غزة، وهذا الحكم كان يجب أن ينطلق لباقى أجزاء الوطن العربى.
سيناء ليست ببعيدة عن هذا المخطط، وتحديداً الحديث عن عملية توطين لفلسطينيى غزة فيها وتدشين دولة الخلافة الإسلامية منها، أليس كذلك؟
- سيناء كان لها برنامج مختلف تماماً؛ فقد كان مخططاً لها أن تخدم مجموعة من الأهداف، منها أن يكون هناك حل سياسى لقطاع غزة على حساب جزء من سيناء، وإسرائيل لديها طموح قديم جديد بأن يمتد قطاع غزة إلى سيناء بل ويذوب قطاع غزة ككل فى الوطن المصرى! كان هناك هدف آخر لأن تكون بؤرة تجمع كل القوى الإرهابية فى العالم من أفغانستان إلى الشيشان إلى باكستان، كما حدث فى سوريا حينما اجتمعت كل الميليشيات الإرهابية المسلحة فيها الآن إذا ما استمر حكم مرسى! وبعد تفكيك الجيش المصرى أيضاً عبر استنزافه أولاً، ثم إقحامه فى مشاكل داخلية ووضعه فى مواجهة مباشرة مع الشعب المصرى لهدم الصورة المعنوية والتاريخية عنه.
■ كيف تنظر إلى فقدان القضية الفلسطينية لجزء من تعاطف الشارع المصرى مع حرب غزة، ولعل مواقع التواصل الاجتماعى خير شاهد على ذلك؟
- أعتقد أن «حماس» ارتكبت خطأ وحماقة كبيرة تسببت فى هذا الشعور من خلال أنها أبدت موقفاً واضحاً مؤيداً لجماعة الإخوان فى مصر، وهو ما بدا واضحاً أيضاً على أنه تدخل فى الشأن الداخلى المصرى، وتخلل ذلك العرض العسكرى فى رفح وإشارات «رابعة» وما إلى ذلك، وبعض وسائل الإعلام المحسوبة على «حماس» بالغت فى مهاجمة خارطة الطريق التى أعلن عنها الفريق عبدالفتاح السيسى فى حينه، لكن رغم ذلك يجب أن يفرق الشعب المصرى بين الحديث عن حركة سياسية ك«حماس» وباقى الشعب الفلسطينى، ويجب أن يدرك الإعلاميون تحديداً ذلك، وأخص هنا أولئك الذين يتحدثون بشكل يسىء لمصر؛ لأنه فى النهاية الدور المصرى التاريخى والقومى فى المنطقة هو دور الشقيقة الكبرى التى تراعى وترعى القضايا العربية، وبالتالى لا يجوز لأحد أن يعيد مصر للوراء ويطلب منها أن تتقوقع على ذاتها، وعندما يخطئ تنظيم سياسى فلسطينى، فهذا لا يعنى أن الشعب الفلسطينى أيضاً كله أخطأ ولا يعنى أن تتخلى مصر عن دورها، فأنا لا أستطيع أن أصدق أن التعاطف المصرى تراجع للأبد، ربما هناك غصة فى النفوس وعتب كبير، وشعور لدى المصريين أننا وقفنا بجانب الشعب الفلسطينى وحاربنا لأجل فلسطين؛ لذلك يجب ألا يكون أى فلسطينى ناكراً للجميل، ومن حق أى مصرى أن يقول هذا الكلام، فنحن كفلسطينيين نكنّ كل الحب والاحترام للشعب المصرى ولجيشه العظيم ويؤمن شعبنا أن الجيش المصرى الباسل هو صمام الأمان وهو الضمانة الأكيدة لحفظ الأمن القومى العربى.
■ جمعك لقاء ثنائى غير مُعلَن مع المشير عبدالفتاح السيسى فى شهر مايو الماضى قبل أن يصبح رئيساً لمصر، فهل لك أن تكشف لنا عن بعض كواليس هذا اللقاء؟
- كل ما أستطيع قوله فى هذا السياق: إننا فى مواقعنا مع صديقى النائب محمد دحلان نؤمن بدور مصر، وأن أمننا القومى جميعاً من أمن مصر، وأن استقرار مصر هو استقرار للأمة العربية كلها، وأن قوة مصر هى طريقنا إلى فلسطين، نحن نؤمن بذلك كمناضلين من حركة فتح أمضينا جزءاً كبيراً من أعمارنا فى المعتقلات الإسرائيلية وآمنا أن الدور المصرى هو الأساس، ومن هنا، نحن ومن خلال مجموعة من العلاقات العربية القائمة مع العديد من الشخصيات المهمة، أستطيع القول: إننا وقفنا كجنود مجهولين من أجل جمهورية مصر العربية إيماناً بأن كل ما يمكن أن نفعله مع مصر ولأجل مصر كأننا نفعله لأجل فلسطين تماماً، ولا يمكننى الإفصاح أكثر من ذلك.
■ هل لك أن تكشف لنا عن بعض الشخصيات العربية التى أشرت إليها؟
- قيادات فى دولة الإمارات العربية المتحدة وبعض شيوخ هذا البلد الذين شعرنا بحبهم العميق لمصر واستعدادهم التام للوقوف بجانب مصر، وهو موقف يعبر عن نخوة وشجاعة حقيقيتين بعيداً عن أى أدوار سياسية أو غير سياسية ولم يكن لديهم يوماً أطماع تجاه مصر.
■ هل يمكن القول: إن ذلك اللقاء الذى جمعك بالرئيس السيسى حمل رسالة مهمة مفادها أن مصر لها موقف آخر فيما يحدث على المستويين الأمنى والوطنى فى الساحة الفلسطينية، وتكاد تكون تقدر التيار الإصلاحى فى داخل الحركة الوطنية وحركة فتح وهذا سيعطى بعداً على خريطة العمل السياسى والوطنى فى غزة أو فى الضفة الغربية بالتعاون مع الأردن لاحقاً؟
مبتسماً: لا تعليق.. ولكن كل ما أستطيع قوله: إن الوقت الراهن ليس مناسباً لكشف صندوق الأسرار بسبب الحرب على قطاع غزة، لكن الذى أؤكده أن علاقتنا مع الإخوة فى مصر لم تنقطع أصلاً، ومصر حريصة على وحدة حركة فتح.
■ هل لك أن تكشف لنا عن الأسرار وراء قرار فصلك من القيادة المركزية لحركة فتح عام 2012؟
- قرار الفصل جاء على خلفية عدم حضور جلسات المجلس! لكن الأسباب الحقيقية خلاف ذلك تماماً؛ فقد جرت عدة خلافات بين محمد دحلان، عضو اللجنة المركزية للحركة، والرئيس أبومازن، وقد حاولت أن أكون وسيطاً على مدار 6 أشهر لرأب هذا الصدع، خاصة أن دحلان كان منتخباً عن دائرته (خان يونس) بأعلى الأصوات، وبالتالى لم يكن دخيلاً على الحركة أو العمل السياسى الفلسطينى، وكان أساس الخلاف بينهما هو الانتقادات التى وُجهت لأبناء الرئيس أبومازن، كما أصدر بياناً باسم اللجنة المركزية كان ضد تقرير «جولدستون»، الأمر الذى أزعج «أبومازن» كثيراً، فاتخذ قراراً بالهجوم على «دحلان» بشكل سافر، وبعيداً عن القانون. ونحن فى النهاية أعضاء حركة فتح ولنا فيها حق أصيل، وحينما قلت هذا الكلام ل«أبومازن» ودافعت عن «دحلان» مشدداً على أن ما يفعله «أبومازن» يناقض عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذى لم يوقف رأياً رافضاً أبداً له، وبالرغم من ذلك قام بفصلى من الحركة مع أنى لم آتِ للحركة بورقة، حتى أخرج منها بورقة؛ فلقد كنت فى الحركة منذ كان عمرى 16 سنة وتم اعتقالى فى عمر 17 من القوات الإسرائيلية، وكنا قد انتخبنا «أبومازن» على قاعدة أنه يقبل بالرأى الآخر، لكنه انقلب على كل الشعارات التى ساقها قبل أن يصبح رئيساً.
■ هل يمكن القول: إن ردود الفعل هذه من شأنها أن تضعف حركة فتح فى الشارع الفلسطينى وتميز حركة على حساب أخرى؟
- نعم، هذا صحيح، فردود فعل «أبومازن» تضعف حركة فتح يوماً وراء يوم، وذلك بشهادة الجميع؛ فهو يعمل على تفتيت هذه الحركة؛ فلقد قام بفصل العديد من الكوادر والقيادات المعروفة التى لها وزنها لكى يستأثر وحده بالقرار، وبكل أسف أستطيع أن أقول: إن أداء الرئيس أبومازن يتنافى مع أبجديات وأسس وقيم حركة فتح، وهذا هو ما أضعفها فى الشارع اليوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.