تواصل "الوطن" تقديم حلقاتها من شيخ العمود، ويقدم الشيخ أحمد الهجين من علماء الأزهر الشريف، حلقة اليوم عن العلاقة بين الإنسان والشيطان. أكد الهجين أن العلاقة بين الإنسان والشيطان علاقة صراع وتحد من قديم الزمان، وكما هو معلوم فقد توعّد الشيطان بني أدم وأقسم بعزة الله ليغوينهم: (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين)، وإغوائه مستمر إلى يوم القيامة، لكن ليس له سلطان على المؤمنين المتقين، قال تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) وقد أخبر الله أن كيد الشيطان ضعيف رغم ما أوتي من سبل الإغواء: (فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً). وأوضح الهجين أن المسلم إذا التزم بمنهج الله حقا ابتعد عنه الشيطان، قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر: "ما رأك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا آخر يا عمر" رواه البخاري ومسلم. وما ذلك إلا لقوة عمر في الحق وصدقه في اتباع المنهج الرباني، والواجب على المسلم الحذر من الشيطان قال تعالى: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا، إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) وقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) . فاعتصام المسلم بالكتاب والسنة، وطاعته لله ورسوله، السبيل الوحيد للنجاة من الوقوع في الضلال ومن سبل الشيطان، فعليك أخي المسلم بتعلم العلم النافع، وتلاوة القرآن، ومجالسة العلماء والصالحين والإكثار من ذكر الله، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم وغير ذلك، إذا فعلت ذلك لم يكن للشيطان عليك سبيل، والشيطان نفسه هو الذي أرشد أبا هريرة كما في صحيح البخاري إلى قراءة آية الكرسي حيث قال لأبي هريرة: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: "صدقك وهو كذوب"، فعلى المسلم الاعتصام بذكر الله ليحصنه من الشيطان ووساوسه. والله تعالى أعلى وأعلم.