تواصلت المعارك في مدينة "ناصر الصغيرة"، الواقعة شمال شرق جنوب السودان، لليوم الثاني على التوالي، غداة الهجوم الذي شنه متمردون على بعثة الأممالمتحدة، ومقرهم السابق. أعلن "جو كونتريراس" الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة، عن تجدد المعارك في البلدة، وأنها تتركز حول ثكنة الجيش الشعبي لتحرير السودان، جيش جنوب السودان، في غرب المدينة. وأضاف أن المتمردين يسيطرون بقوة على وسط ناصر في ولاية أعالي النيل النفطية، لكن الجيش "ما زال حاضرًا"، على حد قوله. و أكد أنه لا يمكن القول إن السيطرة على البلدة قد تغيرت لصالح المتمردين فهم مليشيات عرقية، وخليط من المنشقين عن الجيش. وسبق أن أعلن المتمردون عن استعادتهم السيطرة على البلدة التي تقع على مسافة حوالى 500 كلم شمال جوبا، قرب الحدود الإثيوبية. يذكر أن "ناصر" كانت المقر العام لحركة التمرد التي يقودها نائب الرئيس السابق "رياك مشار" إلى أن استولت عليها القوات الحكومية الموالية للرئيس "سلفا كير" في الرابع من مايو الماضي، وفي حال توصل المتمردون إلى استعادة المدينة المذكورة، فستكون أول بلدة مهمة تتغير فيها السلطة منذ لقاء التاسع من مايو الذي جمع، في أديس ابابا، "كير" و"مشار" اللذين وقعا حينها إتفاقًا لوقف إطلاق النار. وأكد فيليب أغوير، الناطق باسم جيش جنوب السودان، اندلاع القتال في المدينة ولكنه أعلن عن عدم سيطرة المتمردين على "ناصر"، الغنية بالنفط. وانتقدت بعثة الأممالمتحدة هجوم المتمردين وتحدثت عن "انتهاك فاضح" لوقف إطلاق النار، وأخطر استئناف للأعمال العدائية منذ التاسع من مايو الماضي. ودعت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "ماري هارف" الجانبين إلى وقف هجماتهما فورًا والوفاء تمامًا بالتزامهما، ووضع حد للأعمال القتالية. وتراجعت حدة المعارك في جنوب السودان، التي اندلعت في 15 ديسمبر 2013 منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، وخصوصًا بسبب موسم الأمطار الذي يحد من تنقلات القوات والعتاد. واتخذ الصراع على السلطة بين سيلفا كير رئيس جمهورية الجنوب ونائبه السابق ريك مشار، بُعدًا عرقيًا، إذ وضع قبيلة "الدنكا" التي ينتمي إليها الأول، في مواجهة مع قبيلة "النوير" التي ينتمي إليها الثاني. وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على قادة الجانبين، لانتهاكهما أول وقف لإطلاق النار جرى التوقيع عليه في يناير الماضي، ولكنه انهار. وعلى صعيد آخر، اعتقلت السلطات الأمنية بدولة جنوب السودان، وزير الخارجية السابق ورئيس حركة التغيير الديمقراطي الشعبية "لام أكول أجاوين" من مقر إقامته بفندق في جوبا. وقالت مصادر لصحيفة "الانتباهة" السودانية فى عددها الصادر اليوم إن الاعتقال تم عصر أمس، بناءً على تقارير تثبت تورط "لام أكول" في محاولة لتنظيم إنقلاب فى ديسمبر الماضى، وأشارت المصادر إلى أنه تم سحب جواز سفره ومنعه من السفر للخارج.