سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» مع رجال الإسعاف على الطرق السريعة: فى انتظار «صوت الإنذار» مدير غرفة العمليات: حوادث السيارات تتزايد وقت الإفطار بسبب السرعة.. ونتلقى بلاغات عن الإصابة ب«تسمم ومغص كلوى»
رسائل متتالية لا تخلو من تشويش بسيط لا يؤثر على مضمون الرسالة التى يتلقاها عادل رمضان، موظف الاستقبال، القابع أمام جهاز كمبيوتر، بينما على يساره لا يتوقف التليفون الأرضى عن الرنين بين الحين والآخر لأهالى المرضى طلباً للاستغاثة بسيارات الإسعاف لنقل ذويهم إلى المستشفى، يقبض الموظف الثلاثينى بيمينه على جهاز لاسلكى لتوجيه السيارات إلى مكان البلاغات. الشاب الثلاثينى يمارس عمله اليومى ضمن العشرات من زملائه داخل غرفة عمليات إسعاف القاهرة الكبرى، حيث يستقبلون بلاغات المواطنين القادمة على رقم 123 المخصص للاستغاثة بسيارات الإسعاف، هكذا يدور العمل ولا يتوقف داخل غرفة عمليات الإسعاف الرئيسية بالقاهرة الكبرى قبل دقائق قليلة من أذان المغرب، على عكس حركة المارة التى تهدأ بشارع البحر الأعظم الذى يخلو من المارة باستثناء قليل من السيارات وقوات الأمن المكلفة بتأمين مبنى القسم المواجه لمبنى الإسعاف الذى يرقد أمامه سيارتا إسعاف، بجوارهما الطاقم الطبى المكون من 2 مسعفين بصحبة سائقين يميزهم زيهم الأخضر المميز بالشريط الفسفورى. يمتزج أذان المغرب بصوت الإنذار الصادر عن سيارة الإسعاف، بمجرد وصول إشارة عبر جهاز لاسلكى معلق بالسيارة تطلب من طاقمها التحرك إلى شارع الهرم لوقوع تصادم سيارتين بالقرب من كايرو مول، بينما يستكمل الطاقم الثانى الإفطار بصحبة أفراد الأمن. عمر فرج، الذى يعمل سائقاً على سيارة منذ 5 سنوات بهيئة الإسعاف، يقول: «إحنا اتعودنا على كده خلاص، وأصبح أمر معتاد بالنسبة لنا زى لون الدم اللى اتعودنا عليه برضو». أحمد محمود، مشرف غرفة العمليات، يؤكد أن ساعات الإفطار لا يتوقف فيها استقبال البلاغات، التى تتنوع فى ذلك التوقيت بين حوادث السيارات بسبب السرعة، خاصة أن الشوارع تقل فيها حركة السير فى ذلك التوقيت، بينما بعد الإفطار تأتى بلاغات من نوع آخر، كما يقول مشرف سيارة الإسعاف، منها حالات التسمم وآلام البطن والمغص الكلوى، إضافة إلى البلاغات المعتادة، على حد وصفه، التى تكون نادرة فى وقت الإفطار مقارنة بالأوقات الأخرى فى باقى اليوم. تتحرك السيارات فى وقت الإفطار وفق أولويات محددة، كما يقول حسام المصرى، نائب رئيس غرفة العمليات، تتصدرها حوادث الطرق وخدمة الطوارئ المنزلية، فبمجرد وصول البلاغ تتحرك السيارة أياً كان وقت البلاغ، بينما يأتى فى المرتبة الثانية نقل المريض من مستشفى إلى آخر، وهذا من الممكن أن ينتظر حتى ينتهى من الإفطار، على حد زعمه، لأن المستشفى الموجود فيه يوفر له رعاية طبية مناسبة تحافظ على صحته من التدهور، أخيراً نقل المريض من المستشفى إلى منزله، وهذا أيضاً ينتظر حتى الانتهاء من الإفطار أو إسعاف مريض الطوارئ أو حوادث الطرق أولاً. كما هناك سيارات إسعاف للطرق البرية، يوجد إسعاف بحرى عبارة عن لانش مجهز بكل المعدات الطبية مثل السيارة، كما يقول شريف عادلى، سائق لانش إسعاف، موضحاً أن لانش الإسعاف مخصص لإنقاذ أى مصابين فى الجزر النيلية التى يقطنها الأهالى مثل القرصاية وجزيرة الذهب، بالإضافة إلى رواد المراكب النيلية والفنادق العائمة. ويقول مدير غرفة الإسعاف بالقاهرة الكبرى، أحمد محمود، إن هناك مهام أخرى تقوم بها سيارة الإسعاف منها رفع حالة الطوارئ أثناء المسيرات والمظاهرات أو تحسباً لأى أعمال عنف قد تحدث، وكذلك مباريات كرة القدم أو الاشتباكات بين عائلتين، خصوصاً فى المناطق الشعبية، لكن الإسعاف هنا لا يتدخل إلا بعد سيطرة الشرطة على الاشتباكات وفرض سيطرتها على المكان حتى يتمكن طاقم الإسعاف من نقل المصابين. ورغم الآلام والمعاناة التى يراها العاملون فى إسعاف المرضى والمصابين، هناك العديد من المواقف التى تقابلهم أثناء عملهم، كما يقول عادل رمضان، أحد موظفى الاستقبال، فى أحد الاتصالات جاء بلاغ من سيدة تقول إنها مصابة وتحتاج إلى سيارة إسعاف لنقلها إلى المستشفى، وبعد ذهاب الإسعاف إليها كانت المفاجأة أن زوجها قام بضربها وحبسها فى إحدى الغرف بالمنزل، ورفض السماح لطاقم الإسعاف بنقلها إلى المستشفى، أحياناً ما يتصل أحد الأهالى لنقل أحد المتسولين الذين يقيمون فى الشارع إلى المستشفى وهذه النوعية من الحالات يرفض المستشفى تسلمها لأنه لا يوجد لديها أى بيانات تثبت هويتها الشخصية، ما يجعل المسعف يقوم بمحاولة إسعاف إذا كان يعانى من حالة مستقرة، بينما إذا كانت متأخرة يتم الضغط على المستشفى لاستلامه.