إتشحت منطقة السناهرة بكفر الدوار بالسواد،عقب الحادث الأليم الذي شهدته المنطقة،أمس الأول،إثر قيام عاطل بقتل زوجته أمام أمها،ثم قيامه بقتل إبنه و الإنتحار بعدها، وصارت الواقعة حديث الكبار والصغار بالمدينة، يروون لحظات الحادثة بروايات مختلفة بحسب إتساع أفق و خيال كل راوى . منزل متهالك ، مكون من ثلاثة طوابق يقبع فى وسط شارع العاشر من رمضان، صار محط أنظار الماره بالمنطقة، جدرانه ملطخة بلون أحمر،إعتاد المارة أن يشاهدوه يوميا دون أن تلفت إنتباههم ،و لكن بعد الحادث بدا للناظرين دماً،أما أهل القتيلة،فلم يتمكنوا من إقامة سرادق عزاء، واكتفوا بالإعتكاف بمنازلهم من هول الصدمة، حيث ظل ضباط المباحث وفريق البحث الجنائي يمارسون عملهم حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي. "الوطن" إلتقت بعض الجيران الذين رووا القصة كاملة منذ وفاة إبن الزوج المنتحر، حتى شروعه في طلاق زوجته،حيث قال أحمد عبدالواحد،سائق، صديق "الأب" وأحد جيران الأسرة المكلومة:" تزوج مصطفى صبحي منذ أكثر من 13 عام، وكان يعيش في منزل أسرة زوجته بالطابق الثاني علوي، أعلى شقة أم الزوجة، وظل طوال هذه السنوات يتنقل من عمل إلى آخر، إلى أن فقد مصادر رزقه وجلس عاطلًا، وكان له إبن مريض بالسرطان، عكف على علاجه لمدة طويلة إلى أن توفاه الله منذ عدة أشهر، تدهورت بعدها حالته المادية، وكثرت المشاكل بينه وبين زوجته، انتهت إلى الإتفاق على الطلاق وترك منزل الأسرة بعد أخذ متعلقاته كاملة، وفي اليوم الموعود كانت زوجته "إيمان" جالسة بشقة والدتها بالطابق الأسفل في إنتظار الإفطار ليتم بعده الطلاق، وسمعنا صوت طلقة نارية دوت بالمنطقة، تبعها صوت طلقتان وسط صراخ مكتوم من السيدات بالمنزل، هرولنا إلى المنزل مسعرين لنجد الزوج والزوجة،جثث ملقاة على الأرض وسط بركة من الدماء، فيما وجدنا الإبن غارقًا في دمائه على السرير الخاص به. فتحية" م.أ"، "أم الزوجة"، أكدت إقتحام الجانى الشقة بوجه عبوس يتطاير منه الشرر، وتابعت :"سألني عن مكان إبنتي التي خرجت مسرعة على صوته، وسألته عما يريد فشدها من شعرها، وأخرج من طيات ملابسه مسدس وأطلق عليها النار لتسقط قتيله أمام عيني،ولم أتمالك الصراخ من هول المنظر، وهرولت إلى إبنتي مسرعة لأجدها قد لفظت أنفاسها الأخيرة، سمعت بعدها طلقات نارية من الشقة العليا بالمنزل ،ولم أشعر بنفسي بعدها إلا بعد مقتل حفيدي وانتحار زوج إبنتي". فيما قال أحد أقارب الزوج، رفض ذكر إسمه،إن مصطفى ضحية إهمال الدولة فبعد أن فقد عمله السابق بإحدى الشركات، توجه إلى إنشاء مشروع صغير ليكون مصدر دخل له ولأسرته، خاصة بعد تفاقم الأزمات المالية التي بسببها إتفقوا على الطلاق، حيث واجه صعاباً عديدة ،خاصةً حينما حاول تقديم مذكرة يطلب فيها من الوحدة المحلية إقامة "كشك" على ترعة المحمودية بمنطقة السناهرة، مخصص لبيع السجائر والحلويات، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، وشرع في إنشاء الكشك بعيدًا عن عيون مهندسي الوحدة المحلية إلا أن حملات الإزالة على التعديات منعته من إستكمال مشروعه الصغير، لافتًا إلى أنه تقدم بطلبات لعلاج إبنه على نفقة الدولة بعد أن أصيب بالسرطان ووقف الروتين والبيروقراطية حاجزًا بينه وبين علاج إبنه، ليتوفاه الله متأثرًا بمرضه. كان حي السناهرة بكفر الدوار بالبحيرة،شهد حادثًا مأساويًا، بعد أن قام عاطل بقتل زوجته وإبنه البالغ من العمر 12 سنة، ثم إنتحر بعدها بدقائق، مستخدمًا مسدس كان بحوزته،إنتقل إلى مكان الحادث العميد محمد عمار، رئيس فرع البحث الجنائي، وضباط وحدة المباحث برئاسة المقدم عمرو صقر معاون المباحث، ليجدوا مصطفى صبحي عباس 43 سنة جثة هامدة داخل شقته، وداخل الغرفة المجاورة له جثة نجله كريم، وفي الأسفل جثة زوجته إيمان إسماعيل مصطفى 35 سنة،وذكرت مصادر أمنية أن الأب كتب على يده بالقلم "الكوريكتور" إدفنوا إبني بجواري في القبر، ووجدوا عبارة كتبها على بطنه "إن الله غفور رحيم".