وصفت معظم الصحف الغربية مصر بالوسيط الأنسب لإنهاء الصراع الدائر الآن بين إسرائيل وحماس، واعتبرت الصحف أن مصر «غائبة» أو غير راغبة فى تفعيل دورها بسبب علاقاتها المتوترة مع «حماس» الإخوانية. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن دعوة الولاياتالمتحدةالأمريكية للبلاد العربية لبذل قصارى جهدها للتوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تواجه تحدياً ممثلاً فى أن تحول المشهد السياسى فى المنطقة يجعل من الصعوبة العثور على من يلعب دور الوسيط، وتابعت الصحيفة: «مصر طالما لعبت دور الوسيط بالنسبة للفلسطينيين على مدى عقود، إلا أن الوضع قد تغير الآن بعدما وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى السلطة على حساب جماعة الإخوان وفرعها الفلسطينى حماس، إضافة إلى العلاقات المتوترة بين القاهرة وكل من تركياوقطر، والسيسى لم يقل أى شىء يُذكر بشأن الصراع فى غزة، فالبيان الصادر عن الرئاسة دعا إسرائيل إلى وقف القصف الجوى على غزة، وقال إن مصر تحمّل إسرائيل مسئولية قتل المدنيين بوصفها قوة احتلال». وأضافت الصحيفة أنه منذ عزل محمد مرسى شهدت مصر عنفاً فى شمال سيناء المتاخمة لغزة، واتهمت السلطات المصرية «حماس» بدعم الجهاديين الذين يستهدفون قوات الجيش والشرطة، فيما حماس تنفى ذلك. وفى تقرير آخر لنفس الصحيفة قال السفير الإسرائيلى الأسبق لدى مصر، إيلى شاكيد، إن القاهرة هى الوسيط الأمين بين مصر وحماس، مقارنة بقطروتركيا، وأضاف: «تركيا لا يمكنها أن تلعب دور الوسيط بين الطرفين بسبب موقفها المؤيد لحركة حماس، كما لا تستطيع قطر القيام بهذا الدور أيضاً بسبب علاقتها المتوترة مع حكومة نتنياهو». ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من مكتب الرئيس عبدالفتاح السيسى قوله إن مصر لا تريد تقديم تنازلات لحركة حماس، حتى لا تصعّد من مطالبها قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار، وأشار المصدر إلى أن مصر تخوض حرباً ضد الإرهاب فى سيناء تقف وراءها بصورة كبيرة حركة حماس لعلاقتها بنظام الإخوان الذى جرت الإطاحة به العام الماضى وزعم موقع «ميدل إيست آى»، المتخصص فى شئون الشرق الأوسط، أن حركة حماس استبعدت مصر من القيام بدور الوسيط فى أى تسوية محتملة مع إسرائيل، وقال الموقع إن الحركة من الآن فصاعداً تفضل الدور «القطرى- التركى» فى الوساطة مع إسرائيل، ووصف الموقع توجه حماس نحو تفضيل الوساطة التركية والقطرية بنقطة تحول جذرية، حيث لعبت مصر دور الوسيط عام 2006، وعام 2012، ووصف موقع الإذاعة الدولية الألمانية «دويتشه فيلا» مصر بالدولة الوحيدة القادرة على الوساطة لإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وأشار إلى صعوبة قيام الولاياتالمتحدة بهذا الدور بين إسرائيل وحركة حماس، ونقلت الصحيفة عن السفير الإسرائيلى السابق فى ألمانيا شيمون ستين قوله: «إن إسرائيل تثق فى الدور المصرى وكذلك حركة حماس استناداً إلى التجارب السابقة، أما بالنسبة للدول الأوروبية فلا يمكنها لعب دور أكبر من الذى تنهض به حالياً».