اخترقت مجموعة مسلحة الحدود الإسرائيلية من وسط سيناء، أمس، واشتبكت بالأسلحة الثقيلة مع دورية من الجيش الإسرائيلى، وأسفرت المعركة عن تفجير أحد المسلحين لنفسه ومقتل جندى إسرائيلى، و2 من المهاجمين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلى إحباطه لأكبر عملية كانت ستنفذ داخل إسرائيل. وأكد مصدر سيادى مسئول بشمال سيناء، مقتل ال3 مسلحين، الذين اخترقوا الحدود من إحدى المناطق بوسط المحافظة، بعدما اشتبكوا مع إحدى الدوريات الإسرائيلية، وقال إن الجانب الإسرائيلى أبلغهم بالعملية، وقتلهم للمسلحين مع عدم وجود إصابات لديهم، لافتاً إلى وجود تنسيق حالى مع الإسرائيليين لتسلم الجثث، لإجراء بعض التحريات وتحديد هويتهم. وأوضح المصدر أن قوات الجيش المصرى شددت من إجراءاتها على الحدود المشتركة مع إسرائيل، وخاصة فى وسط سيناء، وجارٍ تمشيط المنطقة ومعاينة ملابسات الحادث. وتوقع أن تكون العملية للثأر من قتل الجهادى إبراهيم عويضة، حيث أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» الجهادية عزمها الشديد على الثأر له، من خلال تنفيذها عملية كبرى ضد إسرائيل، حسب ما جاء فى بيانها الذى نعت فيه الجهادى، الذى قتلته إسرائيل فى أغسطس الماضى. وروى الأهالى، بمنطقة «خريزة» بوسط سيناء، التى تبعد بعض كيلومترات عن الحدود، أنهم سمعوا دوىّ اشتباكات عنيفة فى المنطقة الموازية لهم داخل إسرائيل، وأنهم بعد دقائق شاهدوا تحليقاً مكثفاً للطائرات العسكرية الإسرائيلية فوق الحدود، وسمعوا أصوات سيارات الإسعاف. من جانبه، قال الجيش الإسرائيلى، فى بيان، إن اشتباكات عنيفة وقعت بين 3 مسلحين، ودورية داخل الحدود الإسرائيلية، بالقرب من مستوطنة «كارميت». وأضاف أن المسلحين اخترقوا الحدود وتسللوا إلى داخل إسرائيل من منطقة بوسط سيناء، لم يكتمل فيها بناء السياج الحدودى، مؤكداً أن المسلحين قُتلوا بعد اشتباكات دامت 10 دقائق بالأسلحة الثقيلة، وعند فحصه الجثث تبين حمل المهاجمين لأسلحة ثقيلة وأحزمة ناسفة، ما يؤكد أنهم كانوا فى طريقهم لإجراء عملية داخل إسرائيل. وقالت الصحف الإسرائيلية إن حرس الحدود الإسرائيلى انتبه للمسلحين بالصدفة عند بحثهم عن متسللين أفارقة، مؤكدة، على لسان أحد قيادات الجيش، أن هؤلاء المسلحين لو نجحوا فى العبور من داخل المنطقة الحدودية، لكان باستطاعتهم تنفيذ أكبر عملية هجومية على إسرائيل، لأنهم كانوا يحملون أسلحة حديثة ومتنوعة وثقيلة، فيما رفعت إسرائيل حالة التأهب القصوى على الحدود، ونشرت قوات إضافية، وسيارات مدرعة ومصفحة، فضلاً عن تكثيف مرور الدوريات. فى سياق متصل، قال السفير حسين هريدى، مدير إدارة إسرائيل الأسبق بوزارة الخارجية، إن إسرائيل هيأت المناخ الدولى، للتعامل مع الوضع الأمنى فى سيناء، بموجب المذكرة التى أرسلتها لمجلس الأمن قبل أشهر، ووضعت الحكومة المصرية أمام مسئولياتها لحفظ الأمن فى سيناء، وحمايتها من أى عمليات تستهدف جنودها أو مستوطناتها، وهى بهذا التصرف تكون قد أحاطت مجلس الأمن المنوط به حفظ السلم والأمن الدوليين، وهو تصرف مسبق للأحداث اللاحقة، وأضاف: «كان ينبغى على مصر فى حينها أن ترد بحملة مضادة للحملة الإسرائيلية». واعتبر هريدى أن عملية أمس تؤكد وجود تصميم على الوقيعة بين مصر وإسرائيل ومن خلفها أمريكا، وقال إن البعد الجغرافى للعملية مقارب للجريمة التى ارتُكبت فى حق الجنود المصريين فى 11 أغسطس الماضى، بما يؤكد أن هناك حرية حركة للحركات والجماعات الجهادية فى هذه المنطقة، مشيراً إلى أن القضاء على هذه الجماعات سيستغرق وقتاً، ولا يجب أن تقتصر مواجهتها على العملية «نسر»، ولكن يجب أن تُخترق أمنياً، محذراً من عدم الاكتراث بالوضع فى سيناء، الذى تقول المؤشرات إنه عرضة لمزيد من التدهور.