تمثل الحملات الإعلانية التى تعرض فى شهر رمضان حالة خاصة، بسبب حرص المعلنين على الابتكار فى الأفكار لجذب مشاهدى رمضان إلى منتجاتهم، ولكن الابتكار المبالغ فيه أحياناً يفقد الإعلان هدفه، فكثير من الإعلانات التى تعرض حالياً ليس له علاقة بالمجتمع المصرى ولا المنتج الذى تروج له هذه الإعلانات، حسب الدكتور صفوت العالم أستاذ العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة، الذى استشهد بالإعلان الخاص بأحد البنوك والذى أراد إيصال رسالة أنه يخدم كل القطاعات سواء فلاحين أو عمال أو مهندسين، ولكن محتوى الإعلان جاء غريباً حيث قدم كل هذه الفئات وهى ترقص رقصة مستوحاة من التراث الاسكتلندى. «ليست لها علاقة بالمستهلك المصرى أو الواقع الذى يعيش به ولن يكون لها أى تأثير على قراره بالشراء أو الاستهلاك» قالها «العالم» مؤكداً أن معظم أفكار الإعلانات غير مباشرة وتخاطب المواطن بلغة لا يفهمها: «الحملة الخاصة بإحدى شركات المحمول والتى يظهر فيها البطل مرتبكاً ولا يستطيع تذكر أى شىء، ليس لها علاقة بنوع الخدمة وتسبب تشويشاً للمشاهد، نفس الحال بالنسبة لإعلان إحدى شركات البطاطس التى تربط بين السفر فى الفضاء والقدرات الخارقة وتناول البطاطس». أما الإعلانات الخاصة بالبنوك فقال «العالم» إنها اعتمدت على ابتكارات ليس لها داعٍ، وخاطبت مستهلكاً معيناً: «التجديد مطلوب فى تقديم الأفكار الإعلانية دوماً، ولكن هذه الإعلانات تخطت فكرة التجديد وصارت تقدم أفكاراً غير مباشرة أو غير مفهومة لدى الغالبية العظمى من المستهلكين». وأكد «العالم» أنه من المفترض أن تعتمد إعلانات البنوك على بناء السمعة والثقة لدى العميل وهو ما لم يظهر فى هذه الإعلانات التى اعتمد أحدها على الرقص بينما اعتمدت الأخرى على مشاهد تمثيلية مثل سقوط فازة فى أحد المحلات أو قيام أحد المزارعين بالاطمئنان على أمواله بشكل كوميدى: «تأثير هذه الإعلانات سيكون عكسياً حيث سيقبل المشاهد على رؤية الإعلانات بغرض الطرافة ولكنه لن يهتم بالإقبال على السلعة المعلن عنها». «إحنا مش بنجسد حاجة من وحى خيالنا وخلاص، وهدفنا نوصل للجمهور إن دى مواقف ممكن تحصل معاه وإن ده حلها».. كلمات نرمين شهاب رئيس العلاقات العامة بالبنك الأهلى، مؤكدة أن البنك قام برصد احتياجات المواطنين لحفظ أموالهم والمشاكل التى تواجههم قبل البدء بتنفيذ الحملة الإعلانية الخاصة بالبنك. وأضافت: «الإعلانات ظهرت فى صورة حلقات درامية وتميل للدراما ولكنها نابعة من الواقع الذى نحيا فيه». وعن حذف مشهد من إعلان «قوم اطمن على فلوسك» وهو مشهد اعتقاد الزوج بأن زوجته ستقتله للسيطرة على أمواله قالت «نرمين»: «حذفنا الجزء ده بعد أن رصد الجهاز الإعلامى بالبنك أن الإعلان تسبب فى حالة ملل لدى المشاهد نتيجة لطوله وتكرار بعض الجمل».