الإعلان، ذلك المنتج النهائى الذى تراه على الشاشة فى مدة لا تزيد على 40 ثانية وراءه جهد كبير ووقت مستغرق ربما زاد على 3 أشهر وفريق عمل يحاول جاهداً أن يحقق معادلة صعبة فى إرضاء عميل يبحث عن مستهلكين ومشاهدين لا يمكن إقناعهم بسهولة ويكون جذب انتباههم قمة النجاح. نشاهد الإعلان الذى تتراوح مدته ما بين العشر والأربعين ثانية دون أن نتخيل من وراء هذا الإعلان وكيف وصل إلى شاشة التليفزيون. الغريب أنه نظراً لقصر مدة الإعلان يتخيل البعض أن إتمامه أمر هين وتافه وأن القائمين عليه ناس «فاضية» ومرفهة، وحقيقة الأمر أن صناعة الإعلان من أصعب الصناعات على الاطلاق والوصول بها إلى النجاح أصعب وأصعب. يبدأ الإعلان برغبة المعلن فى تقديم إعلان عن منتج ما أو سلعة ما ليبدأ قسم التسويق لديه بمخاطبة وكالات الإعلانات التى يتعامل معها ويوضح للقسم المختص فى كل وكالة وهو قسم ال«account» ما يريد الإعلان عنه بالضبط والميزانية، التى يمكنه دفعها فى هذا الإعلان أو الحملة. أن قسم ال«account» أو قسم الوسيط بين العميل وقسم مبتكرى الأفكار «creative» داخل الوكالة فهو الذى يقنع العميل بالميزانية وهو الذى يحصل على كل التفاصيل التى يريدها العميل داخل إعلانه بعدها يبدأ فريق ال«creative» العمل على الافكار ويبدأ فى التناقش فيها مع مدير الشركة حتى الوصول إلى الفكرة التى يرتضيها الجميع ويبدأ عرض الفكرة على العميل اذا لم يقتنع يبدأ العمل من جديد واذا اعجبته تبدأ رحلة الإعلان. يختار فريق ال«CREATIVE» فريق العمل والذى يبدأ بالمخرج والموديلز الذين يظهرون فى الإعلان بفكرته بطاقمه قسم الإنتاج لوضع الميزانية وتحديد عدد أيام التصوير بالتنسيق مع ال«creative» والمخرج ومدير التصوير ثم يبدأ التصوير والذى لا يزيد فى الغالب على ثلاثة أيام إلا فى الحالات الكبيرة. بعد ذلك تأتى مرحلة المونتاج ثم التعليق الصوتى على الإعلان «voice over» ثم الماكساج والموسيقى والتلوين والذى يتم من خلال تجميل الصورة وفى الغالب يكون خارج مصر فى حالة الإعلانات والحملات الكبيرة. تأتى بعد ذلك المرحلة الأخيرة قبل العرض وهى من اختصاص قسم الميديا داخل الوكالة الإعلانية والذى يختار القنوات الفضائية والأوقات والبرامج الناجحة التى يعرض عليها الإعلان ويعرض أسعارها على العميل ويحدد عدد المرات أو ال«spots» التى يعرض فيها الإعلان ثم يظهر الإعلان للنور على الشاشات التليفزيون وإن كان بعض المعلنين يفضلون ترتيب عرض الإعلان على اليوتيوب أولاً ليحظى بنسبة مشاهدة عالية عبر الإنترنت نظراً لعدم وجوده على الفضائيات وبالتالى يبحث عنه المشاهد عبر الإنترنت.
كواليس الإعلانات.. كله هزار فى هزار حالة النجاح التى تشهدها الإعلانات هذا العام بأشكالها المختلفة وباستخدام كل أنواع الفنون من جرافيك وسيناريو درامى وموديلز واغانى وتقاليع غريبة تقف وراءها خلية من الأفكار والدراسات والأبحاث، كل ينشد التميز ويجذب الجمهور سواء باستخدام اللغة الدارجة، أو سيناريو للممثلين أو الجرافيك، اكتشنفا خلال رصد كواليس الإعلانات أن جو المرح هو ما يسود هذا المجال كواليس.... البنك الأهلى «مكانك مش هنا» فكرة إعلان البنك الأهلى فكرة مغامرة لبنك حكومى كبير جذبت انتباه الجمهور فور عرضها لكن الغريب أن الفكرة جاءت من ضغط الوقت على هاشم السكرى وأكرم نجم، مبتكرى الفكرة، بالصدفة طلبوا قهوة من «رضا»، فراش المكتب، والجديد أن سوء مذاق هذه القهوة كان السبب الرئيسى وراء خروج الفكرة بهذا الشكل فاكتشفوا أن «رضا» يعمل صياداً وليس له علاقة بالعمل ك«فراش»، ومن هنا جاءت الفكرة لأن هذه النماذج موجودة كثيراً، فجأت فكرة صاحب البنزينة، والفطاطرى والترزى والميكانيكى، أيضاً، تم الاتفاق مع محمود عبد المغنى الذى تم اختياره للتعليق الصوتى، وهو نفسه لم يصدق أن صوته به أداء فنى، وكان اختياره من قبل أصحاب الفكرة يمثل صدمة له لكن فريق العمل أراد أداء معيناً قريباً من الجمهور يشعر من يسمعه بأنه يسمع نفسه، وفى نفس الوقت يكون الأداء بعيداً عن أى صوت معروف فى الإعلانات لأن من يتحدث للناس يتحدث اليهم بنفس اللهجة، ولأول مرة يوضع اسم رسام الإعلان على الإعلان على اليوتيوب وهو احمد نادى وهكذا جاءت فكرة الإعلان متميزة بشكل كبير واستطاع أن يوصل الفكرة بشكل حرفى ونفذها المخرج حرفيا. زويل عرضت حملتان إعلانيتان لمدينة زويل، الأولى اعتمدت على فكرة الجرافيك والتى تبدأ بأن مصر فى خطر وإسرائيل تصرف 210 مليارات دولار على البحث العلمى سنوياً، ومنها قامت الفكرة على أساس تصور مستقبل مصر بشكل الجرافيك مع تطور البحث العلمى وقدموا فكرة جديدة، واستمر تصويرها 4 أيام، رغم أن الموضوع بسيط إلا أنه شاق أكثر من الإعلان المصور مع أشخاص، أما الحملة الثانية فتم تصويرها مع شخصيات عامة منها الدكتور أحمد زويل والدكتور مجدى يعقوب والمفتى على جمعة ومصطفى حسنى ومحمد سعدى. «فودافون» 12 قرش للدقيقة وقالت هبة غزالة، المشرفة على إعلان فودافون، إن سبب الاستعانة بممثلين فى الإعلان هدفه الترفيه وعدم «العكننة» على المشاهد، وهناك إعلانات يتم تنفيذها بدافع وطنى مثل إعلان فودافون عن محو أمية المصريين ومشروع الهدف الأوليمبى الذى قدمه نجم الكرة محمود الخطيب بسبب تحفيز الشباب والناس والارتقاء بطموحاتهم. وأضافت «غزالة» أننا اعتمدنا فى تقديم المادة الإعلانية على سيناريو قصير ونجوم من التمثيل ليس شرطاً أن يكونوا من الصف الأول ولكن كان هدفنا توصيل الرسالة بشكل بسيط وليس الهدف من كل إعلاناتنا البيع فهناك أهداف إنسانية واجتماعية وتنويرية ننفذها بشكل سهل وبسيط ممزوج بالمتعة والبهجة حتى يظل المشاهد يتذكر هذا الإعلان بهدف التواصل والتواجد فى السوق. وأضافت أن هناك طفرة كبيرة فى تقاليع وشكل الإعلان فى هذا الموسم الذى اعتمد على وسائل جذب مختلفة إما بالأغانى أو الموديلز الجميلة مثل إعلان موبينيل «بصراحة ظريفة ومعناها جميل» وإعلان يونيفرسال استخدم وجوهاً جميلة وأغنية متميزة وإعلان اتصالات استخدم شكلاً جديداً من الجرافيك رغم أنه يضرب تحت الحزام ويعتمد على سياسة الشد وليس الجذب لكنه «جديد»، وأضافت حلقة جديدة سادسة تحمل مفاجأة للجمهور من خلال سيناريو الإعلان. يذكر أن حملة فودافون تم تقديمها بشكل كوميدى على شكل 6 إعلانات، ينتهى آخر إعلان يوم 27 رمضان بظهور الإعلان بالكامل وانفردت «الوفد» بتفاصيل الإعلان الذى يبدأ بوقوف العامل خلف الكواليس وعندما يرى عرض ال12 قرشاً يحاول أن يفهم الإعلان فيقع من يده الجدار على فريق العمل بالكامل وهم واقفين على المسرح ويظهر الفنان محمد منير بجانب الفنانين، وفى داخل كواليس الإعلان غضب مظهر أبوالنجا من كلمة سامى العدل إنه مات من السبعينيات ولكن بعد جلسة عمل مطولة انتهت بإقناعه بأن الإعلان كله هزار فى هزار والدليل ما حدث بين سوسن بدر وهى تقول «مش مهم» على «درة» وتم تصوير حلقات الإعلان خلال 5 أيام فى استوديو مصر ومستشفى الإيطالى وتم التجهيز له فى 3 أشهر، وأعاد المخرج هادى الباجورى التصوير مع كل الفنانين أكثر من مرة وكان يسود الإعلان جو من المرح غير عادى، وأكثر ما ميز الإعلان هو فاروق الفيشاوى الذى تفاجأ الموجودون بخفة دمه التى ستظهر فى آخر حلقات الإعلان، أيضاً اهتم المخرج بجعل الفنانين يرتجلون فى بعض المشاهد وأكثر من ارتجلوا كان الفنان سمير غانم وتم إعداد حلقة عن كواليس الإعلان سيتم عرضها أيضاً على اليوتيوب فى العيد. يذكر أن الشركة المنتجة تعاقدت مع النجوم على ألا يتحدث مع أى جهة إعلامية بخصوص الإعلان حتى لا يحرق الفكرة. موبينيل.. لازم نكون مع بعض وقالت مى على، مديرة إدارة التسويق والإعلام والعلاقات العامة بشركة موبينيل، إننا قدمنا حملتين هذا العام لموبينيل الأولى «إعلان مجدى» والثانية الإعلان الغنائى وكان الهدف من الإعلان الغنائى وشعار «لازم نكون مع بعض» أنه ليس الربح، ولكن الهدف أن أى مؤسسة كبرى فى العالم لابد أن يكون لها دور اجتماعى ثقافى حتى يفخر عملاؤها بها ويحترموها، واستمر التجهيز للإعلان لمدة عام كامل بالشركة قبل أن تفكر أى شركة اتصالات أخرى فى انتاج إعلان ضخم ينافسنا، ونحن نرى أن مصلحة مصر أن نقدم إعلاناً يؤكد الوحدة، والتواجد دائماً مع بعض وجاءت الفكرة من العلاقة بيننا وبين العميل لأن شريحتنا موجودة فى كل موبايل ملازم لصاحبه، والإعلان يؤكد أن الشريحة وصاحبها دائماً متلاصقان ونؤكد أننا شركة لا ننفصل عن العميل وتعمدنا أن نصور شخصيات من المجتمع لتكون إظهاراً للمواهب والطاقات، وسيتم استكمال هذه الحملة لمدة خمس سنوات بأفكار مختلفة. يذكر أن الإعلان تم تصويره فى 4 أيام واعتمدت فكرته على مسئول الانتاج محمد غراب الذى استعان بكل شخصية مشهورة من كل منطقة فى مصر فاستعان بأشهر مطرب نوبى «حسن الصغير»، وهو ما حدث أيضاً مع الشخصيات الأخرى فى باقى المدن ليكون الإعلان مؤثراً فى كل الشعب المصرى. اتصالات.. انفصالك عن شبكتك مش سهل وقال أحمد لاشين، مدير التسويق والإعلام بشركة اتصالات مصر، إن فكرة الحملة كانت مجهزة لمشروع آخر، ولكن وكلاء الإعلانات قرروا أنها مناسبة لشهر رمضان وأضاف ليس من الحقيقة أن المقصود من الحملة السخرية من المنافس لأن هذا كان محل نقاش قبل الإقدام على هذه الخطوة وفى جلسات العمل وجدنا أن المجتمع المصرى يمر بمرحلة صعبة منذ عامين، وعلينا أن نقدم لهم مادة خفيفة خاصة أن المشاهد على يقين من أن موظف خدمة العملاء لا يرد على مكالمات التليفون بهذا الشكل وأن الموضوع مجرد أمر مضحك ليس اكثر.، واضاف أن «فيس بوك» و«يوتيوب» أصبحا مؤشراً جيداً لتقيم الإعلان وأكثر ما يميز هذا العام فى الإعلانات وجود تطور كبير فى الأفكار لدرجة أن بعض الأفكار كان من الصعب إقناع العملاء بها لأنها أفكار مغامرة وفى الوقت نفسه مجنونة لكنها حققت نجاحاً، ولكنها مدرسة جديدة فى الإعلانات قائدها الشباب.
«أبويا» يخطف الإعجاب على «فيس بوك».. وجمهور النت يتصارع على شبكات المحمول.. وأغنية موبينيل الأكثر جاذبية على «فيس بوك» عالم الإعلانات شكله مختلف، صفحات الإعجاب والصداقة لإعلان معين تخطف المتابعين، يمكنك أن تقضى ساعات طويلة مع متابعة التعليقات والتى تظهر من خلال الرصد البسيط أى الإعلانات يحظى بالإعجاب جاء إعلان آيس كريم ماكس بون «أبويا أبويا الله يخرب بيتك علملت إيه» فى مقدمة الإعلانات التى تكونت من أجلها صفحات وحظت بنسبة عالية من التعليقات وصلت فى إحدى الصفحات إلى نحو 364 تعليقاً تراوحت التعليقات ما بين كلمات إعجاب فقط مثل «والله أحلى إعلان شفته لحد دلوقت» و«أحلى إعلان فى رمضان بجد تحفة» وآخر كتب قائلاً: «يخرب بيت ده إعلان جامد تحفة» و«إعلانات مصرية أم الأجنبى» وأحدهم كتب «إعلان جامد آخر حاجة» وبعض التعليقات كانت على أبطال الإعلان فكتب أحدهم يقول «الشاب اللى بيغنى كان فى فيلم رامى الاعتصامى»، وكتب آخر «الولد اللى أكل الاتنين بيضحكنى أوى لأنه بينتقم من الاتنين وما بيتكلمش». وأحدهم كتب متسائلاً: «نفسى أعرف لما الواد ياكله إيه اللى بيقع ده» وكتب آخر «نفسى أجيب برنامج الاوتوبتون اللى بيعمل الصوت ده»، أما بعض التعليقات فقد جاءت إما تنتقد الإعلان أو المنتج مثل من كتب «أنا أدمنت الإعلان ده الإعلان جامد بس الآيس كريم طعمه وحش» وكتب آخر «كل ما أشوف الناس بيحبوا الإعلان ده وبيضحكوا عليه أعرف إنى عجزت عيشوا أيامكم يا شباب» وكتب أحدهم ساخراً «رحت أشترى ماكس بون بتاع أبويا طلع بخمسة جنيه قلت أتفرج على الإعلان أرخص». وحاول البعض دراسة الإعلان فقال أحد المعلقين: «الإعلان ده عبقرى بيوصل رسالة إن الأغانى الشعبية والكلام ده بياكل الناس النضيفة من الشارع» وقال آخر «الأغنية كويسة والإعلان حلو بس ما بيضحكش» أما أطرف التعليقات فقد كانت محاولة للربط بين الإعلان والثور، حيث كتب أحدهم «الابن شباب الثورة والأب البرادعى وبتاع الدى چى الإخوان». اما إعلانات الاتصالات فقد حظيت بتعليقات مختلفة، إذ اتخذها جمهور النت فرصة للحديث عن محاسن ومثالب الشركات وعروضها وفى الأغلب تجاهلت التعليقات لإعلان نفسه إلا فى حالة إعلان الاتصالات، حيث أكدت التعليقات أن الإعلان جميل وواضح من ألوان الخلفيات الأحمر والبرتقالى أن المقصود شركات فودافون وموبينيل والمنافسة بين الشركات فى حين كانت الفنانة درة الأكثر حظاً فى الاستحسان فى إعلان فودافون فى حين كانت أغنية موبينيل «علشان لازم نكون مع بعض» من أكثر ما جذب جمهور النت من الشباب وكتب أحدهم عنها «لخصت مصر فى 4 دقائق»، وقال آخر «أجمل ما فيها إنها لم تتحدث عن مسلم ومسيحى ولكن تكلمت عن كل مصر»، ومن أطرف التعليقات تعليق من شخص غير مصرى قال: «أنا مش مصرى ولكن بجد شكراً لموبينيل ويارب يخلى مصر». نجوم الإعلانات أطاحت بصناع الدراما «شايف نفسك مبدع؟ بتحس أفكارك مختلفة؟ مش طبيعى؟ مودى؟ حاسس بنفسك شويتين؟ مافيش منك اتنين؟ هكذا يسأل نفسه نجم ال« » فى كل صباح حتى يتأكد أنه مازال يسيطر على زمام الأمور، ومازالت مفاتيح عمله موجودة وبقوة مهنة ال« » أو مبتكر أفكار الإعلانات مهنة لا تحتاج إلى مؤهل علمى أو جسدى معين ولا تستطيع أن تتنبأ بها لابنك أو ابنتك ولا تتوقع مدى نجاحك أو فشلك فيها. استطاع مبتكرو أفكار الإعلانات « » هذا العام لفت أنظار الرأى العام إليهم بشكل ملحوظ بل نجحوا فى سحب البساط من نجوم الدراما والأسباب مختلفة، أهمها تغيير ذوق وتفكير المواطن المصرى بعد ثورة يناير، حيث أصبح الجمهور يهتم بالأشياء والأساليب الحديثة وأصابه «الملل» من موضوعات ووجوه الدراما المكررة، بالإضافة إلى أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين التطور الذى حدث للمواطن المصرى بعد الثورة فى اتجاهه إلى عالم الإنترنت وبين الإعلانات التى تحصل على تقييمها الفورى من «يوتيوب» و«فيس بوك»، لذلك حاولنا اقتحام هذا العالم والتعرف على أصحابه وأسباب نجاحهم وهل لهذه المهنة علاقة بالموهبة؟ كان الحوار مع مبتكرى الإعلانات صعباً، فهم مختلفون فى طريقة تفكيرهم وفى طباعهم حتى اسلوبهم فى الإجابة عن التساؤلات. حاورناهم لنعرف تفاصيل عالمهم وكيف تمكنوا من فرض أنفسهم على الجميع ولاحظنا أنه عالم ذكورى، لا وجود للمرأة فيه إلا فيما ندر. سألنا عن كل هذه الاسباب وكانت النتيجة أن المبتكر شخص يمتلك قوة ملاحظة خارقة تجعله ملماً بكل الاشياء فيما حوله. حمدالله.... استرجل (بيريل) رغم أنه من أشهر مبتكرى الإعلانات ويقدم هذا العام إعلان بيريل «استرجل» و«اتصالات» إلا أنه يرفض الحوار ويرفض الحديث عن إعلاناته وعن نفسه بل ويرفض أن يطلق عليه وصف « » والسبب أن هذه الكلمة من وجهة نظره اصبحت تجعل بعض اصحاب هذه الموهبة من العاملين فى المجال يصيبهم غرور يشعرهم بأنهم فوق البشر وأنهم مختلفون ويرى أن مثل هذا الشعور مرفوض وغير مطلوب ويحاربه معتمدا على قناعته الشخصية بأنه فى حالة تصديق صاحب هذه الموهبة بأنه غير الاخرين سيكون هذا سببا مباشرا لكى يتوقف عن العمل. وفى النهاية هذا يؤكد أن حمدالله تتوافر فيه مواصفات « ». «تميم»... مش حخلى حاجة توقفنى (نستله) «فكرة مجنونة، اللى حيضايقنى حاكله، أنا باكل ماكسيبوم، مش حخلى حاجة توقفنى عن اللى أنا عاوزه» هكذا نجح إعلان نستله لآيس كريم ماكسيبوم وهو الإعلان الذى أثار الجدل ولفت أنظار الشباب والأطفال بسبب كلمة «أبويا» عن اختياره للفكرة أكد «تميم» أن فكرة تقديم إعلان عن الآيس كريم لابد أن تكون فكرة خفيفة بعيدة عن التعقيد حتى يتقبلها الجمهور، لأن المستهدف بالنسبة لى هم الشباب والاطفال وهو سن يفضل «الهزار» فى الإعلان، بالإضافة إلى القفشات التى تلفت نظره وتجعله يتذكر المنتج فى كل وقت، ففكرت فى كيفية تقديم إعلان يشعر الجمهور وهو يشاهده أنه يمده بقوة غير طبيعية، وفى نفس الوقت تكون بعيدة عن فكر أى إنسان فأنا أخاطب حاسته الداخلية ففكرت فى إعلان «أبويا» أجعل من يراه يفكر أنه يأكل من أمامه وفى نفس الوقت يشعر بطاقة خفية تجذبه ومن هنا جاءت الفكرة. وعن اختياره لفريق العمل قال: اخترت موديلز للإعلان معتمداً على شكل الشباب فى الشارع حتى يكون اقرب لهم لذلك ظهروا مجانين ومعهم جهاز كاريوكى وهو متعارف بين الشباب وفى اهتمامتهم ويضيف أن أهم وسيلة لنجاح أى إعلان كيف تصل لعقل الجمهور ويشعر انك تخاطبه شخصياً. وعن ردود الأفعال التى تلقها حول الإعلان قال: لمست نجاح الإعلان من «فيس بوك» و«يوتيوب» فوجدت التعليقات على الصفحة وكان اول تعليق أن إحدى السيدات وجدت ابنها يحاول أن يقلد الإعلان مع الكلب بتاعه وهو عمره 4 سنوات فشعرت أن الجمهور وصل للهدف المختص وهو الأطفال بالإضافة إلى أن اللفظ اصبحت الأشهر بين الشباب فى الكافيهات. وعن فكرة إعلان الخطيب لفودافون قال: الشركة طلبت إعلاناً حماسياً تحت شعار «شجع نفسك»، ففكرت فى اختيار شخص يكون محبوباً ويحظى بتوافق بين كل الناس ويحمل شعار الحملة وهنا الهدف قبل الإعلان عن المنتج هو الإعلان الخدمى وهو نوعية مهمة من الإعلانات لابد من توافرها بجانب الإعلان عن المنتجات حتى يشعر الجمهور بأن الإعلان يتحدث عنهم ولهم. وعن عمله كمبتكر أفكار قال: هذه المهنة لاتحتاج إلى دراسة فأنا تخرجت فى كلية الفنون الجميلة وهو مجال بعيد تماما عن الإعلانات، ووجدت فى نفسى موهبة إنتاج أفكار مختلفة تجذب من امامى، وهى موهبة تأتى من كثرة سماع الموسيقى أو القرءات المختلفة لكل الأشياء الغريبة منها والاعتيادية، بالإضافة للتمرين على الارتجال ومشاهدة أشياء بعيدة عن الواقع، وكثرة السفر والتعرف على شخصيات كثيرة من جنسيات مختلفة وعلاقات مختلفة، واعتقد أن سر نجاح مبتكر الأفكار هو ابتعاده عن الوظيفة نفسها فهى مهنة أبعد ما تكون عن الروتين تعتمد فقط على الاشياء الغريبة التى نقابلها فى حياتنا، وطالما اننى افكر بطريقة مختلفة وأقدم تقاليع جديدة دائماً، اشعر اننى ناجح وكلما شعر الجمهور أننى مجنون صرت أكثر نجاحاً. هاشم السكرى.. مكانك مش هنا (البنك الأهلي) «الفكرة المجنونة البسيطة دائما بتعلق مع الجمهور» الطريقة الوحيدة لديه لإثبات النجاح هى السعى وراء الجديد والمختلف والأساس بالنسبة له الجمهور «فاكر ايه»، هكذا قال هاشم السكرى صاحب فكرتى إعلان البنك الاهلى والدكتور أحمد زويل وهو احد اهم مبتكرى افكار الإعلانات، وعن تقديمه للفكرة قال البنك الاهلى طلب منى مع شريكى اكرم نجم فكرة لتشجيع الشباب على العمل فى الوظائف التى يحبونها، وإقامة مشاريع صغيرة رخيصة التكلفة، ليتمكنوا من الانتاج بشكل اكبر ونحاول أن نغير فكرة الخوف من القروض وفى النهاية الفكرة هدفها أن الشباب ينتجوا أكثر والحد من نسبة البطالة، ومن هنا جاءت الفكرة، بدايتها من سؤال، هل كل وظيفة لها تخصص جامعى ففكرنا فى أن سائق التاكسى من المؤكد أنه لم يتخرج من معهد القيادة، فقررنا أن نقدم إعلاناً كيف نجذب الجمهور لهذه الموضوعات عن طريق حمله، فكانت الفكرة خيالية من الواقع وقمنا بكتابة الافكار والديالوج وقدمنا الفكرة لطارق عامر شخصياً رئيس مجلس ادارة البنك الاهلى فأثارت إعجابه، وقال إنها فكرة غريبة لبنك حكومى لكنها ستنجح وأضاف أن فكرة الإعلان فى رمضان تكون اصعب من أى إعلان فى موسم آخر لأنه موسم تتنافس فيه كافة الإعلانات. أضاف فكرة تقديم الإعلان بشكل كوميدى مغامرة بكل المقاييس لكن سبب نجاحها أنه يخاطب اولاد البلد والثورة كان لها عامل رئيسى فى نجاح العمل لأنها كانت سببا فى زرع الخوف من قروض البنوك وأردنا أن نتحدث اليهم بلغتهم لذلك اخترنا محمود عبد المغنى لأن صوته قريب من صوت اولاد البلد، وأن يسمعه الجمهور وكأنه واحد منهم. وعن عمله بهذه الوظيفة أكد هاشم السكري أن الموهبة تأتى من خلال التدريب فدائما نشاهد أعمالاً أجنبية ونتابع الإعلانات التى تحصد جوائز وتحقق نجاح، لكن الفكرة تأتى فى لحظة واحدة وتعتمد على نوع المنتج، بالإضافة إلى أن الفكرة كلها احيانا تعتمد على اغنية مثل اغنية «الله دايم» التى قدمناها العام الماضى وحققت نجاح كبير». أكرم نجم.. النجاح والفشل يأتى فى لحظة (البنك الأهلي) «فكرة التيم وورك هى سبب نجاح أى إعلان لان المبدع ينجح أو يفشل فى لحظة» هذا هو رأى اكرم نجم صاحب فكرة البنك الاهلى أن نجاح اى إعلان يعتمد على تقديم فكرة الجماعة أو فريق العمل وقال- الإعلان عمل جماعى لا يمكن أن يخرج بشكل فردى، وأنا مع شريكي هاشم السكري نقدم أفكاراً يكون نجاحها معتمد على التقليعة والوصول لقلب الجمهور، وعن فكرة إعلان البنك الأهلي اكد «أكرم» أن الدكتور احمد زويل طلب تقديم فكرة إعلان لمدينته التى تقوم على الأبحاث العلمية لجمع تبرعات تعاون فى المدينة وتنهض بشكل كبير فى المجتمع، وكان لابد أن نقدم فكرة يحظى الإعلان بأهمية مثله مثل الأهرامات والسياحة لأنها تمثل مستقبلاً كاملاً لمصر ومصدراً للدخل قومى والفكرة جاءت من أن الأبحاث العلمية كلها عن طريق الورق وبالتالى جاءت فكرة الجرافيك، وكانت الفكرة ألا يطالب الإعلان بالتبرع مثلما يحدث فى الإعلانات المباشرة، وذلك لأن العقلية المصرية تغيرت بعد الثورة واصبح لديها فن أكبر وأصبح «فيس بوك» و«تويتر» وسيلة التواصل لدى الجميع وهو ما جعل التعامل مع الجمهور ليس سهلا، كل ذلك جعل الجمهور يتأثر بالإعلانات غير المباشرة وبصفة خاصة الإعلانات الموجود فيها ابداع، وأضاف أن تقديم الإعلانات يكون إما خدمة التى من الصعب أن تكون كوميدية أو تعتمد على التعليقات، ونتكلم فيها بالمنطق حتى تؤثر بالجمهور أما إعلان المنتج فالنجاح فيه قائم على التعليقات. وعن دراسته قال: «درست الإعلان فى كلية الإعلام قسم دعاية وإعلان وتخصصت فى الإعلانات وكنت ادرس الموضوع بشكل عملى وبعدها تخرجت وعملت بالوظيفة لمدة 5 سنوات. احمد حسين.... عشان لازم نكون مع بعض (موبينيل) موبينيل فكرة هدفها الوحدة بعد التشتيت الذى عاش فيه الشعب المصرى طوال الفترة الماضية «هكذا أكد فريق عمل موبينيل أحمد حسين وأسامة ارنقوطى وسلمى نور ونيفين رجب، أن الأغنية الإعلانية مع موبينيل حققت ما لم يتمكن اى إعلان من تحقيقه لأنه قام على فكرة تجميع الشعب المصرى بكل أطيافه النوبى والبورسعيدى والاسكندرانى والعامل والموظف وفى أقل من 30 ثانية، كل واحد يتحدث عن نفسه ويطلب ما يريده، البدوى يتحدث عن شيخ القبيلة والشاب يتحدث عن اللعب فى الحارات، وهى أغنية تحرك مشاعر من يسمعها لأنها تعتمد على تجميع الشعب المصرى على شىء واحد ولذلك تم تغيير شعار «سلوجن» الشركة من «اتكلم من القلب» إلى «عشان لازم نكون مع بعض». محمد حمادى... إعلان فودافون قال محمد حمادى، صاحب أفكار إعلانات فودافون: إن الفكرة جاءت على شكل مسلسل وأرادت الشركة أن تقدم الى الجمهور عرض ال12 قرش وأقنعتهم والكلام ل«حمادى» أن الجمهور فى رمضان يفضل المسلسلات ففكرت ان أقدم عملاً يظهر فيه الممثلون بشخصياتهم ويكون هدفى مداعبة الجمهور وأقنع الجمهور أنه لم يتم تصوير الإعلان فيفاجئ الجمهور بمسلسل كوميدى عن علاقات الممثلين، واستطعنا ان نوصل عرض الشركة من خلال الممثلين. واضاف أن مبتكر الفكرة هو من يختار فريق العمل بالكامل من المخرج واخترت نجوماً يقدمون إعلانات للمرة الأولى وهم سوسن بدر وسامى العدل وكريمة مختار وفاروق الفيشاوى ومظهر أبوالنجا ومحمد بركات بالإضافة الى نجم كبير. وأضاف أن نجاح إعلان اتصالات العام الماضى لم يكن السبب فى اختياره للفنانين فلم اختر نجوماً للرقص او الغناء لاننى ضد استخدام النجوم فى الإعلانات لكن الجديد اننا لم نظهرهم كنجوم لكن أردنا التأثير على الناس، فهى فكرة جديدة ان يظهر النجوم ضحايا فى الإعلان ظاهرين بشخصيتهم، والفكرة ان استخدام النجم يخدم العرض وليس إعلاناً للممثل، يهمنى ان اظهر المنتج وليس اظهار النجم. وقال إن الإعلان اذا قدم فى شكل خدمة مثل الإعلان عن مستشفى للمسنين نفسه يكون بعيداً عن الكوميديا، لكن المهم هل الفكرة الكوميدية تجعل الرسالة تصل الجمهور. انا تخرجت من كلية الجامعة الأمريكية قسم سياسة واقتصاد ودخلت الإعلانات مع حمدالله وعملت فى شركة يوبر نت لمدة 5 سنوات وانتقلت بعدها لشركة بورومو سيفن وبعد جى دابيو تى. وقدمت إعلان تهامى ووديع، كان إعلاناً صادماً لاننى ارى ان الإعلان لابد ان يكون صادماً للجمهور اذا كان الهدف الخاص بى هو الشباب، والسلعوة عندما قدمته علمت ان اهلى سيسبونى، لكنى دائما أفكر فى أن تحديد الهدف هو سر نجاح الإعلان وحمله ميلودى والسلعوة توصلنى للجمهور وأكثر شىء فى عالم الإعلان أن يحدث حالة تناقض بين الناس وأن الجمهور يتحدث عنه سواء أحبه أو كرهه. بركات عبد العزيز.. يرى الدكتور بركات عبد العزيز، أستاذ الرأى العام بجامعة القاهرة ومدير مركز الرأى العام، أن الإعلان هذا العام شهد ارتفاعاً كبيراً فى جذب انتباه المشاهد والتأثير فى اسلوبه الشرائى، وقال إن المعلن من حقه ان يستعين بالاساليب العلمية التى ثبت انها تؤثر على الناس طالما انها تتماشى مع الاخلاقيات والقيم العامة، واضاف ان بعض إعلانات هذا العام نجحت فى تحريك الراى العام فى اتجاه السلع أو الخدمة التى اعلن عنها بشكل كبير جدا وقال إن الفكر الجديد الذى استخدمه بعض مبتكرى أفكار الإعلانات الناجحة ما بين الفكر المحلى والدولى يشير الى تطور كبير فى تفكيرهم واساليبهم وإحساس الرأى العام بهم، وأخيرا أكد دكتور بركات أن ما يحدث فى الإعلانات الآن من أفكار جديدة وتقاليع مختلفة يحتاج الى دراسة عاجلة.