بدأت أيام المدرسة وتنوعت رسائل أصدقائى فرحاً بقدومها، فمنهم من فرح لأنه سيلتقى أصدقاءه الذين لم يرهم طوال فترة الإجازة الصيفية، ومنهم من اشتاق إلى نغمات الآلات الموسيقية وأوتارها التى ظلت ساكنة وحيدة فى حجرة الموسيقى طوال الإجازة تنتظر الأنامل الصغيرة لتداعبها وتعزف عليها أجمل الأنغام، ومنهم من اشتاق إلى أصدقائه من الكتب التى يقضى بين صفحاتها أوقاتاً ممتعة فى مكتبة المدرسة. والكثير من الأصدقاء يشتاقون إلى رحلات المدرسة التى تجمع بين الاستمتاع بالطبيعة وزيارة الأماكن الترفيهية وبين زيارة المعالم التاريخية، كالمتاحف والمناطق الأثرية التى ربما لا يستطيع زيارتها مع الأهل والأصدقاء، فرحلات المدرسة لها بهجة ومذاق فريد يظل حاضراً فى الذاكرة مهما مرت السنوات. فى زيارتى لمتحف اللوفر بباريس، بقدر انبهارى بما طالعت من اللوحات الخالدة مثل رائعة ليوناردو دافنشى «الجيوكندا»، بقدر انبهارى وسعادتى عندما شاهدت مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين السادسة والثانية عشرة، يدخلون المتحف فى هدوء، يرتدون زياً موحداً كتب عليه بالفرنسية (أصدقاء متحف اللوفر). فى قاعات اللوفر العريقة، وقف الأطفال الصغار عيونهم تلمع بالدهشة والفخر والانبهار وهم يتأملون اللوحات التى يقف أمامها الآلاف الذين جاءوا من جميع أنحاء العالم لزيارة متحف اللوفر قلعة الفن الرفيع. فى قاعة صغيرة، جلس الأطفال وأمامهم الورق والألوان، كلٌّ منهم اختار لوحة من لوحات اللوفر ليرسمها بأنامله الصغيرة ويلونها بحب وحماس، وهو يحلم أن يكون فى المستقبل فناناً تسكن إحدى لوحاته قاعات اللوفر يقف أمامها الملايين. خرجت من متحف اللوفر وأنا أحلم أن تصبح زيارة المتاحف فى مصر جزءا لا يتجزأ من المنهج الدراسى، تشعل حماس البراعم الصغيرة لتتفتح وتنشر الجمال فى كل مكان.