تواصلت ردود الفعل الغاضبة فى عدد من دول العالم العربى والإسلامى احتجاجاً على نشر المجلة الفرنسية «شارلى أبدو» رسوماً كاريكاتيرية مسيئة للرسول محمد، وقال المفكر الإسلامى طارق رمضان حفيد الإمام حسن البنا مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين» فى مداخلة أمس مع إذاعة «أوروب 1» الفرنسية إن الاحتجاج فى شوارع فرنسا ضد الرسوم المسيئة سيكون غير مُجدٍ، مؤكداً أن «تجاهل هذه الرسوم هو الرد الأفضل على الاستفزازات». وكان رمضان قد دعا إلى عدم التظاهر ضد الرسوم والتى قامت بنشرها مجلة «شارلى أبدو» الفرنسية فى عددها الصادر أمس الأول. بينما قال الباحث الألمانى المتخصص فى الدراسات الإسلامية توماس باور، إن موجة الغضب التى اجتاحت العالم الإسلامى بسبب نشر مجلة فرنسية رسوماً كاريكاتيرية جديدة للنبى محمد ليس لها علاقة بالاختلافات الثقافية مع الغرب. وأكد على حق المسلمين فى أن يشعروا بالغضب، حيث يرى أن «هذا النوع من السخرية ليس مألوفاً فى المجتمعات الإسلامية، كما أن إهانة الدين يعتبر من الأمور الذميمة لديهم.. المسلم ربما لا تواتيه فكرة نشر رسوم كاريكاتيرية عن البابا أو الإساءة إلى المسيحية أو اليهودية كدين». وانعكست هذه الأحداث على الوضع السياسى فى فرنسا، حيث تزايدت نسبة الفرنسيين المعارضين لتصويت الأجانب فى الانتخابات المحلية الفرنسية. وذكرت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية أن نسبة المعارضين لتصويت الأجانب من غير الأوروبيين ارتفعت من 55٪ فى يناير الماضى إلى 61٪ عقب المظاهرات الأخيرة ضد السفارة الأمريكية فى باريس. فيما وجهت صحيفة «لوموند» الفرنسية انتقادات حادة للرسوم الكاريكاتيرية التى نشرتها المجلة، واصفة الرسوم بأنها «سيئة الذوق» و«تشكك فى وعى الكتاب والناشرين بالمسئولية»، مستدركة أن ذلك لا يتعارض مع حرية التعبير، حيث كتبت الصحيفة فى عددها الصادر أمس «الأديان نظام فكرى وعقائدى جدير بالاحترام، إلا أنه يمكن أن يتعرض للتحليل والنقد والسخرية بكل حرية.. فهذا أمر معروف منذ عصر فولتير، ومهما كان الرأى فقرارات النشر تخص المجلة.. ولا يمكن الحد من حريتها إلا عبر قرارات من المحكمة». وخرج المتظاهرون أمس فى عدد من الدول العربية والإسلامية للتنديد بالرسوم المسيئة، حيث تظاهر مئات الأفغان سلمياً مرددين «الموت لفرنسا، الموت للولايات المتحدة» فى ضواحى العاصمة كابول، كما تظاهر نحو مائة شخص أمام السفارة الفرنسية فى طهران، وردد المتظاهرون الذين منعهم عناصر الأمن من الاقتراب من السفارة «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل» و«الموت لفرنسا».