حالة من السخط الشديد، لا تلبث أن تظهر بمجرد أن يتم ذكر جملة "موعد رسمي لإغلاق المحلات"، رغم اختلاف صيغة الحديث الرسمية عن ساعة الإغلاق، ما بين العهدين، فما بين تهديد وأوامر في عهد مرسي، إلى التماس واتفاق في عهد السيسي، ويبقى الرفض موقف أصحاب المحلات على اختلافها، في ظل الظروف الحالية، حيث يرفع الجميع شعار "مش وقته". "هو انت موفر ليا كهربا وخدمات منتظمة عشان تطالبني بمعاد منتظم أقفل فيه"، سؤال استنكاري طرحه حسن عمرو ذكي، صاحب محل "الجمهورية" للأثاث بمنطقة الدرب الأحمر، مشيرًا إلى أن الحديث عن إغلاق المحلات في ساعة معينة، يعيد البلاد إلى عصر الإخوان، "هنرجع للتحكمات تاني ولا إيه، إيه الميزة في إني أقفل، وإيه البديل غير قعدة البيت، أو على القهوة، أهو الواحد بيشغل نفسه ووقته بشغله، عايزين يقفلوه كمان". يفرق حسن بين مواعيد الصيف والشتاء "الصيف حاجة والشتا حاجة، الناس لما بتشتري بيبدأوا ينزلوا من بعد 8 عشان موجة الحر، بستنى الزبون بتاعي متأخر". كلما تكرر أمر الإغلاق على أذني حسن، يردد "مش وقته خالص، الناس مش ناقصة ضغط، كفاية علينا ضرايب ونور ومية وعوايد كمان هيقرفونا، حتى لو بيتكلموا في اتفاق، أنا واحد العفش بيجيلي من دمياط من بعد 12، بدل ما يتكلموا في قفل المحلات، يشوفوا لنا النور اللي عمال يقطع بقاله 3 سنين". "الحكومة بتطلع قرارات متضاربة"، قالها عطية حماد، رئيس شعبة المخابز، مشيرًا إلى قرار وزير التموين بفتح المخابز طوال ال24 ساعة، بعد أن كانت مواعيد الإغلاق في الثامنة "منين يقولوا خليكوا تحت أمر الزباين 24 ساعة، وبعدين يقولوا اقفلوا في ساعة بعينها". حماد أشار إلى عدم تفهم الحكومة لطبيعة الشعب المصري "المصريين بطبيعتهم يحبوا السهر، يشتغلوا الصبح ويناموا لهم ساعتين، ويصحوا يسهروا في الكافيهات والنوادي، إزاي نتكلم في سياحة، واحنا عاوزين نقفل في ساعة معينة، ده هي دي نقطة تميزنا بالنسبة للسياح اللي بيهربوا من تعنت بلادهم وسكوتها، وييجوا لأحياء الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة".\ رئيس شعبة المخابز قال إن انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي، يتسبب في الكثير من الخسائر له ولأفراد شعبته "فيه أخطاء كتير محتاجة تغيير، وحاجات كتير محتاجة تتوفر، بدل ما يقطعو النور 3 ساعات يبوظولي العجين، يخلوه شغال واحنا كده كده هنشتغل بالمعقول عشان الفواتير".