رغم الأزمة التى لحقت بالشعب السورى منذ اندلاع الثورة السورية فى 2011، والتى تسببت فى توقف كل معالم الحياة هناك، فإن عجلة الإنتاج الدرامى لم تتوقف وعملت بكل طاقتها لتقديم أعمال درامية جديدة خلال ماراثون رمضان، وإن كان أغلبها مسيساً تأثراً بالصراع الدائر حالياً. وبلغ عدد المسلسلات السورية التى تعرض هذا العام 25 عملاً بزيادة ثلاثة أعمال عن السنة الماضية، وأغلبها يدور فى إطار اجتماعى ذى خلفية سياسية، وتمزج بين الواقع الفعلى المؤلم الذى يعيشه السوريون وبين الماضى وذكرياته الذى ربما لا يعود، كما تحاول المسلسلات الربط بين الأحداث وانعكاسها على المجتمع وما يمكن أن يؤول إليه الوضع فى سوريا، كمسلسلات «قلم حمرة»، «حقائب»، «حلاوة الروح»، «باب الحارة»، «أبواب الريح»، «لو»، «الواتم»، «طوق البنات»، «العبور»، «الغربال»، «رجال الحارة»، «بواب الريح»، «نساء من هذا الزمن»، «خواتم»، «ما وراء الوجوه»، «القربان»، «الحب كله»، «بقعة ضوء 10»، «نيولوك»، «ضبوا الشناتى»، «زنود الست»، «خان الدراويش». «لكل جواد كبوة ورغم الحرب والدمار سوريا هتظل منتجة وحية ومبدعة»، حسب الفنانة السورية كندة علوش، التى أكدت أن الدراما السورية لا تعرف القهر أو المستحيل، حيث إنها تُسابق الزمن من أجل المشاهدين الذين يترقبونها كل عام على امتداد العالم العربى، مشيرة إلى أن المخاطر اليومية التى يتعرض لها المواطن العادى داخل الشارع السورى طالت أيضاً صُناع الدراما السورية، حيث واجه الكثيرون من صناع الدراما كمنتجين ومخرجين وفنانين ومصورين العديد من الأزمات والكبوات، إلا أنهم قرروا مواصلة العمل حتى ترى أعمالهم التى تعبر عنهم النور. وأضافت «كندة» أن بعض الفنانين السوريين دُمرت منازلهم وفقدوا ذويهم، وبعضهم تعرض للقتل فى ظروف غامضة أو كنتيجة لسقوط القذائف على منازلهم، ولمّحت أنه على الرغم من سوء أوضاعهم فإنهم لم ييأسوا وقدموا أفضل ما لديهم: «رغم المشاكل والقتل والدمار فإن الفنانين واصلوا التصوير، حتى لا تغيب شمس الدراما السورية». «كندة» أكدت أن تدمير بعض الأستوديوهات الخاصة بأماكن التصوير، دفع القائمين على العمل لإعداد أستوديوهات بديلة فى وقت قياسى لتجاوز الأزمة والنهوض بالدراما والمنافسة بقوة، لافتة إلى أن الدراما السورية أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أنها لا تعرف المستحيل، حيث إنه لا تخلو قناة عربية خلال ماراثون شهر رمضان من المسلسلات السورية، التى تعتبر حاضرة بقوة من خلال إنتاج أكثر من 25 عملاً، معتبرة أن المشاركين فى دراما رمضان جنود، لم يتخلوا عن مواقعهم رغم الأزمة والمخاطر التى قد تصيبهم.