تتفاوت حظوظ المرشحين الرئاسيين الرئيسيين وفقا للقاعدة الانتخابية التى ينتمى إليها. ولو تأملنا القاعدة التصويتية فى مصر فسنجد أنها تنقسم إلى شرائح ست بينها تداخل شديد. الشريحة الأولى هى القوى الإسلامية التى انقسمت إلى فريقين كبيرين، أحدهما يؤيد الدكتور محمد مرسى، وهم طبعا جماعة الإخوان ومن تحالف معها من القوى والرموز الإسلامية الأخرى، وفريق يؤيد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح من حزب النور وعدد من الجمعيات السلفية ذات الوجود المهم فى بعض المحافظات. مع نسبة غير واضحة من مؤيدى الدكتور محمد سليم العوا. الشريحة الثانية هى القوى اليسارية والتى تجد أمامها أربعة مرشحين محسوبين على اليسار بدرجات متفاوتة من خبرة العمل السياسى وهم السادة أبوالعز الحريرى وحمدين صباحى وخالد على وهشام البسطويسى. الشريحة الثالثة هى الليبرالية والتى وجدت نفسها بلا مرشح محدد يمكن لها أن تلتف حوله بعد انسحاب الدكتور محمد البرادعى وبعد منع الدكتور أيمن نور من الترشح، فبدأت تميل ناحية المرشحين الأكثر قابلية للانتخاب من أولئك الذين لا يتصادمون مع الأيديولوجية الليبرالية مثل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والسادة حمدين صباحى وعمرو موسى وأحمد شفيق. الشريحة الرابعة الثوار بلا تيار، وهم أولئك الذين شاركوا فى الثورة ويرون أن معيار تفضيلاتهم السياسية هو مدى التزام المرشح بأهداف الثورة بل بأحداثها وأدواتها. ويميل معظم هؤلاء إلى دعم السادة خالد على وعبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى باعتبارهم الأكثر ولاءً للثورة. الشريحة الخامسة من مؤيدى النظام السابق والذين يرون أن القادمين إلى السلطة على أجندة الثورة (سواء كانوا ليبراليين أو يساريين أو إسلاميين) ليسوا مؤهلين لإدارة شئون الدولة بما سيترتب عليه من قمع بمعدلات أعلى من السابق أو فوضى تنال من مستقبل البلاد. وهؤلاء وجهتهم واضحة وهى التصويت لأى من السيدين أحمد شفيق أو عمرو موسى. الشريحة السادسة من الأغلبية الصامتة المحافظة سياسيا والذين تبدو حيرتهم بالغة واستعدادهم لتغيير وجهة نظرهم فى آخر لحظة أو حتى الامتناع عن التصويت عاليا. وتكمن أهمية هذه الشريحة فى أنها أولا: رقميا نسبة عالية للغاية من الكتلة التصويتية (ليست أقل من 40 بالمائة وفقا لاستطلاع بيت الحكمة)، ثانيا: أنها عرضة للتوجيه يوم التصويت بما يعطى فرصة كبيرة للماكينة الانتخابية للإخوان كى تؤثر على سلوك هؤلاء التصويتى مثلما حدث فى انتخابات مجلس الشعب الماضية. إذن المشهد الانتخابى فى مصر فيه من المتغيرات أكثر مما فيه من الثوابت كحجر ضخم ينزل من قمة جبل، فيمكن لأى حجر صغير أن يصطدم به فيوجهه فى أى اتجاه. مناظرة كتلك التى حدثت بين السيدين عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى كان لها تأثير سلبى على المرشحين بما أعطى فرصة لآخرين مثل السيد حمدين صباحى كى يحصد عددا من الأصوات المتأرجحة التى كانت تميل لأى من المرشحين. أخيرا يبدو واضحا أن اسم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح يتردد فى أكثر من شريحة لنجاحه فى أن يطرح اسمه باعتباره البديل الأفضل عند قطاع من مؤيديه وثانى أفضل بديل لعدد من الشرائح الأخرى مثل السلفيين الذين وجدوه «الأنسب» بعد قرار منع المهندس خيرت الشاطر ومثل الليبراليين الثوريين الذين وجدوه «الأكثر قابلية للفوز من غير المتصادمين مع الليبرالية» بعد انسحاب الدكتور البرادعى. ولا يزال لكل واحد من المرشحين المحترمين فرصه وحظوظه فى ظل مناخ تسيطر عليه نسبة كبيرة من الناخبين المتأرجحين.