شهدت مدينة أسوان، مساء أمس الأول الجمعة، حالة من عدم الاستقرار والحذر الشديد من كل الأطراف سواء النوبيين أو الهلالية، خاصة بمنطقة الكرور التابعة لحى جنوب مدينة أسوان، وهى المكان الذى كان يقيم فيه الضحيتان من أبناء النوبة والكوبانية، وذلك بعزبة العسكر بالكرور، حيث قام الشباب النوبى المقيم بالمنطقة بقطع طريق السادات، وهو الطريق الرئيسى للمطار الدولى وخزان أسوان، حيث أشعلوا النيران فى إطارات السيارات، وذلك للمطالبة بالقصاص للضحيتين من أبناء المنطقة اللذين عاشا معاً ولقيا حتفهما معاً، وتمكن رجال الشرطة والمباحث والأمن المركزى من فتح الطريق من خلال إطلاق الغاز المسيل للدموع، بعد وصول تشكيل أمنى مكون من أكثر من 6 سيارات أمن مركزى وسيارتى إطفاء ومرور ومصفحتين. فى الوقت الذى اجتمع فيه بعض أبناء قرية الكوبانية ببعضهم البعض فى نجع الحجر وهو النجع الذى ينتمى له «عبدالعزيز سالم» الضحية الكوبانية، لمناقشة الوضع الراهن، كما ذهب إليهم قيادات ومشايخ وكبار العائلات بمحافظة أسوان، وبعض الجهات السيادية، لشكر أبناء الكوبانية على تعقلهم ومنع الشباب الثائر من الرد على قتل أحد أبنائهم، حيث زارهم السيد الإدريسى، رئيس الرابطة العالمية للأشراف الأدارسة، والدكتور منصور كباش، رئيس جامعة أسوان ورئيس لجنة المصالحة بين الدابودية والهلالية، وأكدوا أن أبناء الكوبانية ومشايخها هم دائماً ما يكونون على رأس لجان المصالحة فى المحافظة ومحافظات الصعيد، لأنهم معروف عنهم أنهم من قبائل الجعافرة التى تُعدّ من أكبر قبائل الصعيد، والتى تتدخل فى وأد الفتنة والصلح بين المتنازعين، سواء أفراد أو عائلات. وأكد قيادات الكوبانية وأفراد عائلة الضحية أنهم لن يلجئوا لأخذ الثأر من أى فرد ينتمى لبنى هلال، فالقصاص لن يكون إلا من الجانى فقط، مؤكدين أنه تجمعهم مع قبيلة بنى هلال علاقة طيبة، ولا توجد خلافات بينهم قبل ذلك، لأن رجال الكوبانية ومشايخها دائماً ما يتدخلون فى الصلح بين الهلالية وأى قبيلة أخرى وحتى بين الهلالية فيما بينهم. وعلمت «الوطن» أن اللواءين مصطفى يسرى محافظ أسوان، وحسن السوهاجى مدير أمن أسوان، عقدا اجتماعاً حتى فجر أمس السبت، بقاعة ديوان عام المحافظة، مع قيادات وأعضاء لجنة المصالحة بين الدابودية والهلالية، ووفدى التصالح من أبناء النوبة وأبناء بنى هلال، لإتمام الصلح فى أقرب وقت، وسيعقد محافظ أسوان فى السابعة من مساء اليوم اجتماعاً بالصحفيين والإعلاميين لعرض ما وصلت إليه المفاوضات ولجنة المصالحة ومن المنتظر أن يتم إعلان المصالحة كما أكدت بعض المصادر.