فى الأونة الأخيرة بالأخص، يخرج كثيرون لكى يعترضو على الأفلام والمسلسلات وما بها من سلبيات وإسفاف وغيره، وقطعا عندهم حق تماما ولا جدال في ذلك، ولكن هل تعلمت من الإيجابيات أو إستفدت من المواقف الجيدة واحتذيت بها، فبما أنك تعترض على السلبى منها فمن الطبيعى أن تحتذى بالإيجابى. وهذا لا يحدث قطعا، فالعيب بنسبة كبيرة على المشاهد والمعترض، حيث أنه يحتذى بالسلبيات بطريقة غير مباشرة، وبالتالى أصبح المشاهد لقمة صائغة فى فم المنتج، حيث يقوم المنتج بتوفير المادة الفيلمية بناءً على ما يسعى إليه المشاهد وبما يحقق له الربح. وكما نرى جميعا بأن معظم المشاهدين للسينما بالأخص ومن ثم الفضائيات التى تبث هذه الأفلام هم من يسعون لمشاهدة الأجسام العارية، كلا للممثلة التى يفضلها، وجزء أخر لمشاهدة الإيفيهات الهابطة لممثل يجتهد ويفتخر لتجسيده لشخصية بلطجى أو خارج عن القانون، بل وليصبح هذا العمل هو تخليد وتكريم لهذا البلطجى، بل ونقل رسالة للمشاهد بأن من يجب أن نحتذى بأفعالهم هم الخارجين عن القانون. ودعونى أعطى مثال واضح وليس حصرى، وعلى مستوى الذاكره القريبة، وهو فيلم "عبدة موتة"، وقبله "إبراهيم الأبيض"، وهى أفلام لن تستطيع الخروج منها بدرس مستفاد واحد ليحتذى به. هناك درس مستفاد واحد فقط وهو الإثبات للمواطن أو الشباب بأن الطريقة الوحيدة المثلى للمعيشة داخل المجتمع هى البلطجة والخروج عن القانون بل وإثارتهم بمناظر دامية تجعله تدريجيا يعتاد عليها بعد أن كانت لا نعرفها أو نراها فى الشارع، وبالتالى تصبح معتاده ولا يقف أحد لها، ويتركها تمر مرور الكرام، وخلق الروح العدائية دون إدراك. يا سادة، لإكمال الأصلاح الفكرى يجب إسناد المسئولية لكل القائمين عليها، وبالتالى فليس إلقاء اللوم فقط على المنتج أو الممثل بل بدءً من المسئول فى الجهات الرقابية المختصة، الذى يعطى موافقة بعرض مثل هذه الاعمال، وأيضا على المشاهد إن كان شاباً أو رب أسره فى المقام الأول، والتوضيح بأن المسئولية تقع عليه أيضاً، وذلك من خلال موافقته بمشاهدة مثل هذه الأعمال، وأن تصل الصورة واضحة لهم بأن مثل هذه الأعمال هى مؤثرة فعلياً فى الشارع، وتكاد تكون منقولة بالنص من القصه إلى الواقع. كل سلبيات المجتمع نشترك فيها جميعاً، فكل فرد هو نواة تشترك فى تكوين المجتمع، صحيح قد تكون نواة صالحة وأخرى فاسدة، ولكن فى النهاية نحن جميعا مشتركين فى هذا التركيب. وأول خطوات النجاح هى إدراكنا بالواقع، وهو "كلنا فاسدون ولكن فساد نسبى"، فبهذا الإعتراف فقط سنستطيع أن نتقدم خطوه للأمام، والخطوة الثانية هى التركيز والاجتهاد بأن نحتذى بالأفعال الإيجابية فى هذه الأعمال الفنية.