مثل باقي المصريين، في خضم الأحداث التي يشهدها العالم، وبحكم الإهتمام بكرة القدم، فكان لي رغبة كبرى في متابعه كأس العالم في البرازيل 2014، وكم تمنيت أن نشارك فيها بمنتخب مصر، ولكن في غمار الأحداث الحالية حسرتي لم تكن كبيرة، ولكن كالعادة تخطيناها وتبقى السؤال، نتفرج إزاي وعلى أي قمر؟. سمعنا أن هناك قناة ألمانية كسبت قضيه ضد قناة الجزيرة وهتذيع، قولنا ماشي كلام جميل، وبعدين عرفنا إنه علي قمر لا يمكن استقباله بسهوله في مصر، ثم طلعت إشاعه أن التلفزيون المصري سيذيع 22 مباراة من الفاعليات، وبعدين كذبوها بحجة أن مشكلة إذاعة مباراة غانا وأن مصر لم تدفع الغرامة التي وقعتها الفيفا، وحوارات ونقد لاذع لإذاعه خبر مغلوط، ثم لجأت إلي أحد خبراء الدش في مصر وهو أحد اللامعين في موسم كأس العالم، الأسطى أشرف اللي واخد توكيل المنطقة، ولا يجرؤ أحد علي التدخل في العمل في منطقته، وسألته ما هو العمل عشان أتفرج زي باقى العالم. الأسطي قال لي قدامك حل من الأتي، إما إنك تشترك ب2000 جنيه في القناة المحتكرة، وطبعا أصر في حواره علي عدم تسميتها، وكأنه حالف ما يسميها، والتاني إنك تجيب الماتشات على قمر بيذيع، والتالت إنك تركب وصلة مسروقة من القناة إياها، فاخترت الحل الرابع، إني أركب عدسة علي الدش لاستقطاب قمر غير النيل سات بيذيع الفاعليات، وكان الاختيار علي القمر الأفريقي "يوتل سات" لأن القمر التركي عليه قنوات مش حلوة، والقمر الاسرائيلي مش هنفهم منه حاجة، وبعد يومين من المتعة بالمباريات فوجئت بأن القناة المحتكرة "شوشت" علي المباريات، ولا يمكن إننا نتفرج فقمت بالاتصال بالخبير المحتكر للأعمال الفنية للدش في المنطقة، وقال لي إنه عرف ما فعلته القناة، وقرر إنه يركب لي طبق صغير لاستقطاب القمر الاسرائيلي "أموس". فاتفقت معه إنه يسرع لكي أتمكن من متابعة مباريات اليوم، وبالفعل جاء وقام بعمله وبعد الفصال واللوم انه من البداية لم يختر ذلك الحل، والاسترضاء عشان متعرفش هتحتاجه تاني ولا لأ، قال لي محدش في الدنيا يقدر يشوش على ولاد العم، أصلهم حماية وبعدين قطر متقدرش تعض في إسرائيل. وهنا بعد سعادتي لأني تمكنت من المتابعة ومع بداية المباراة سألتني زوجتي هو المذيع ده بيتكلم إيه قولتلها عبري، قالتل لي يا نهار أسود قناة إسرائيلية في بيتي وقدام عيالي، ده علي جثتي. وبدأت حرب شعواء، ومناقشة حادة وشد وجذب معها، وشرح المعاناة التي خضتها للوصول إلي هذا الحل حتى أتمكن من المتابعة، فقالتل لي يعني القطريين المسلمين "ما رديوش" يفرجونا غير لما يدفعونا، وقفلوا كل المنافذ علينا، و"طبقوا علي مراوحنا" ومبقاش قدامنا غير إننا نروح لإسرائيل عشان نتفرج، ده على كده إسرائيل هتقول لقطر نشكركم على حسن تعاونكم معنا إنك مكنتينا ندخل البيوت المصرية ونعمل تطبيع إجباري مع الشعب المصري، نعرّف كل طفل بيحب الكورة إن اسرائيل تبقى حل للمتابعة، الأطفال المحبه للكورة حتحب إسرائل اللي مكنتهم من المتابعة ببلاش لكاس العالم، يا حسرة قلبي. ومن هنا تبين لي من رؤيتها العميقة للمسألة، إن المشكلة مش الماتش ولا البطولة، المشكلة في الجيل اللي طالع، اللي شاف حماس بتقتل المصريين وإسرائيل بتفرجه علي كاس العالم ببلاش، وبتدخل كل بيت وتدخّل معاها الفرحة على الكبار والصغار، ومن الجهة الأخرى الحزن والجنازات العسكرية والبكاء بسبب حركه المقاومة الإسلامية حماس. يا نهار إسود صحيح، نشكركم لحسن تعاونكم معنا!