من سان ستيفانو إلى محطة الرمل وبعدها جليم والعكس، رحلة لا تنقطع قبل حلول المساء، يجوب فيها شوارع الإسكندرية، مرتديًا خوذته، حاملاً شارة البدء، قاصدًا الشباب والعجائز، متجاوزًا الهدف من ركوب العجل، واضعًا نُصب عينيه، نظافة البيئة من حوله ومحيط منزله والمنازل المجاورة من عوادم السيارات، لتعود المعمورة قبلة السياحة الشاطئية بعد أن هجرها المصيفون. تخمرت الفكرة في رأس "كريم ناجي"، في مارس الماضي، قرر بعدها تأجير 14 دراجة هوائية بشكل مبدئي، لينطلق في ماراثون يشارك فيه كل جيرانه من أهالي منطقة جليم، صباح كل جمعة، بهدف تغيير ثقافة ركوب السيارات، واستبدالها بالعجل للمحافظة على البيئة ومظهر الشارع، "ما كنتش أعرف مبادرة الرئيس، بس كان همي بعد تخرجي من الجامعة، إني أعمق ثقافة ركوب العجل، مش بهدف التوفير بس لكن علشان ترجع إسكندرية نضيفة زي زمان". ركوب "العَجل" هي الهواية التي يحرص كريم على ممارستها منذ سن العاشرة، لكن اتجاهه لتفعيلها كمبادرة شبابية جاء بعد أن لفت انتباه الشاب العشريني تدهور مظهر الشارع السكندري، وعزوف المصيفين عن قصد شواطئها التي كانت تعج بكل طبقات الشعب، "إسكندرية بقت منفرة، التشويه طال كل حتة على الشاطئ، والعربيات والعوادم ملوا الجو، علشان كدة الأسر تراجعت عن زيارتها". فوائد العجلة بحسب "كريم"، لا تتوقف عند حد المساهمة في نظافة البيئة، بل تشجيع الناس علي استرداد عافيتهم، لأنها تنظم ضربات القلب، و تنقي الرئتين والصدر، "ناس كتير بدأت تستجيب لمبادرتي وركبت عجل، لأنها مفيدة للصحة مش البيئة بس، وكمان ممكن نركنها في أي حتة، بربط العجلة وأنا ماشي، وأنزل وسط الناس، بلاحظ استجابة من المشاة والسياح كمان، في كل الأعمار من 16 سنة لحد 70 سنة ".