اللافت فى سيرة عبدالله كمال، الذى لفظ آخر أنفاسه صباح أمس الجمعة بأحد مستشفيات القطاع الخاص، أنه لم يتحول عن تأييده لنظام «مبارك»، رغم تراجع الكثيرين عن ذلك التأييد بعد «25 يناير»، «أنا لا أنقلب فى لحظة؛ لأن هذا يهدم مصداقيتى، وبالتالى فإن التحول يعنى أن ما كنت أكتبه كان كله نفاقاً فى نفاق وهذا ليس من طبعى، ولكن أنا متمسك بمصداقيتى أمام الناس وأقول لهم: أنا مؤمن بما كنت أفكر فيه».. هكذا أعلن الكاتب المتوفى، عن 49 عاماً، فى أحد حواراته الصحفية، مشدداً على أنه لن يتراجع عن ذلك التأييد بين عشية وضحاها. بدأ عبدالله كمال العمل الصحفى فى مؤسسة «روزاليوسف» للصحافة، قبل أن يتخرج فى كلية الإعلام عام 1987، وتعاون مع جريدة «الراى» الكويتية فى الوقت ذاته، وبعد تخرجه فى الجامعة شارك فى تحرير جريدة «الأحرار»، التى كان يترأسها فى ذلك الوقت الكاتب الراحل محمود عوض، وكان ل«كمال» باب ثابت عنوانه «شباب وجامعات». وكان ل«كمال» أعمدة ثابتة فى جريدة «روزاليوسف»، و«بالمصرى» و«ولكن» و«سنابل وقنابل»، لم ينكر يوماً موقفه من الحزب الوطنى الديمقراطى الذى انضم إليه حتى بلغ لجنة الشباب بأمانة السياسات فى عام 2003، ثم صار عضواً فى 2006 بأمانة الإعلام بالحزب، بل إنه بعد ثورتين ورئيسين لم يغير موقفه قط، وهو ما جعله محط احترام كل من اختلفوا معه. ورغم ارتباطه بالنظام السابق، من خلال عضويته بالحزب الوطنى الديمقراطى، فإنه حافظ على ألا تطاله جرائم مالية. حسابه الشخصى على موقع «تويتر» ظل نشطاً حتى الساعات الأخيرة من حياته، يعيد نشر الموضوعات التى قد تلقى اهتماماً لدى قرائه والتى نشرها موقعه الصحفى الجديد «دوت مصر» الذى أسسه وترأس تحريره معتمداً على قوة كبيرة من شباب الصحفيين. وصدر الكتاب الأول لعبدالله كمال بالاشتراك مع الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، عن الفن والسياسة فى مصر، عنوانه «الأغنية البديلة» وتضمن رصداً وتحليلاً للأغنيات السائدة وقتها. وتناول كتابه الثانى «الإباحية والإجهاض» تفاصيل المعركة الدائرة بين الأزهر والحكومة حول اتجاهات التنظيم السكانى والصحة الإنجابية وتقنين الإجهاض، أما كتابه الثالث الذى صدر بعنوان «التجسس الأمريكى على عصر مبارك» فقد تناول مجموعة من القضايا المتشابكة بين مصر والولايات المتحدة، وكتب أيضاً «نساء أنور السادات» و«التحليل النفسى للأنبياء» و«القوادون والسياسة» و«الدعارة الحلال».