"رحم الله عبدالله كمال، مهما يقال عنه لكن يظل له أنه لم يتحول عن ما اعتقده مثل آخرين، وتختلف وتخاصمه للصبح لكنك لا تستطيع أن تنفى عنه كفاءته الصحفية" هكذا قال الشاعر والناقد شعبان يوسف عن الصحفي الرحل عبد الله كمال. وأكد يوسف في تصريحات خاصة ل"محيط" أن الراحل رغم كونه "بوقاً للسلطة" إلا أنه لا أحد يمكن أن يختلف حول مهنيته وكفاءته، لافتاً إلى أن كتب في جريدة ومجلة "روزاليوسف" ولم يكن أحد يتدخل فيما يكتبه، أو يحذف حرفاً واحداً، يضيف يوسف: ليس لي وحدي، بل هذ كان نهجه لم يحذف كلمة من مقال، وكانت صفحة الثقافة في عهده من أقوى الصفحات. وعلى الجانب الإنساني يقول يوسف: كان الراحل محباً لمحرريه ويستمع إلى مشكلاتهم، فعلى الجانب الإنساني كان مكتبه مفتوحاً دائماً لأصغر محرر. وأوضح شعبان أن الراحل عبدالله كمال بدأ حياته المهنية مع إبراهيم عيسى، وصدر الكتاب الأول لعبدالله كمال بالاشتراك مع الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، عن الفن والسياسة فى مصر، عنوانه "الأغنية البديلة" وتضمن رصداً وتحليلاً للأغنيات السائدة وقتها. ويؤكد يوسف أن الراحل كان وفياً للسلطة حتى بعد رحيلها، حتى أنه قال من قبل في أحد حواراته الصحفية: "أنا لا أنقلب فى لحظة؛ لأن هذا يهدم مصداقيتى، وبالتالى فإن التحول يعنى أن ما كنت أكتبه كان كله نفاقاً فى نفاق وهذا ليس من طبعى، ولكن أنا متمسك بمصداقيتى أمام الناس وأقول لهم: أنا مؤمن بما كنت أفكر فيه"، فقد كان يرى أن نظام مبارك هو الأقدر على قيادة البلاد لكنه يحتاج إلى تعاون، هكذا كان يؤمن. كذلك كان خصماً للإخوان، وهو أول من أطلق عليهم تعبير "الجماعة المحظورة"، وكان عدواً شرساً لهم، ولم تتبدل مواقفه وكذلك لم يجبر أحد في الجريدة على دخول الحزب الوطني أو الانضمام للجنة السياسات، وقد كان ذرع السلطة في النيل من خصومها، حتى اكثر من صحيفتي "الأهرام"، و"الأخبار". ويؤكد شعبان أن الهجوم الشرس على الخصوم، كان أمراً متعارفاً عليه في أعقاب الفترات الحرجة، حدث ذلك مع الملك فاروق بعد ثورة 1952، فقد كتب عنه الراحل الكبير مصطفى أمين كتاب بعنوان "ليالي فاروق"، وهكذا فعل زكريا الحجاوي وغيرهم، حتى أن الهجوم خاض في الأعراض، وحدث ذلك مع جمال عبدالناصر بعد رحيله، فقد هوجم أيضاً بسبب الديمقراطية، وحدث ذلك مع السادات أيضاً. يذكر أن عبدالله كمال وافته المنية ظهر أمس عن عمر يناهز 49 عاماً، بسبب جلطة في القلب.