سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عودة الباعة إلى أرصفة «وسط البلد».. وأصحاب المحال غاضبون إغلاق محلات فى «طلعت حرب» اعتراضاً على موقف الشرطة.. والباعة: «مش هنسيب الشارع من غير أماكن بديلة»
تواصلت مشاعر القلق والترقب بين الباعة الجائلين فى شوارع وسط القاهرة، بعد حملة موسعة لشرطة المرافق أزالت خلالها إشغالات الباعة الجائلين، التى تعترض طرق سير السيارات بمنطقة الإسعاف، تاركة الباعة المستقرين على رصيف المشاة. وانتشرت قوات الشرطة طوال الليل بسيارات الانتشار السريع فى المنطقة لتمنع نزول الباعة من جديد إلى حرم الطريق. وعلى المنوال نفسه، رفع بائعو شارع طلعت حرب الإشغالات التى تعترض طريق السيارات مع بقائهم على رصيف المشاة أمام المحال التجارية بالشارع، تخوفاً من تنفيذ إزالات مثلما حدث لزملائهم فى الإسعاف، مما دفع عدداً من أصحاب المحال التجارية لإغلاق أبواب محالهم اعتراضاً على عدم إزالة الباعة من أمامهم. فى المقابل، تذمر عدد كبير من الباعة الجائلين الذين أمرتهم الشرطة برفع بضائعهم من طرق سير السيارات لعدم توفير مكان بديل لكسب قوت يومهم. «كل عيش فوق الرصيف، تحت الرصيف بتاعى أنا»، هكذا قال اللواء على الدمرداش، مدير أمن القاهرة لأحمد علوان، البائع المتجول فى شارع طلعت حرب، يقول «علوان»: لما سمعنا إن مدير الأمن فى منطقة الإسعاف توجهت له لأطلب منه أن يترك الباعة فى شارع طلعت حرب تسترزق، ولما قابلته قال لى البائع يقف على رصيف المشاة بس واللى هينزل على الأرض هزيله. واتصل بمأمور قسم قصر النيل وأمره بترك الباعة فوق الرصيف وعدم إزالتهم أسوة بزملائهم فى منطقة الإسعاف. يفترش «علوان» مكاناً صغيراً على رصيف المشاة بشارع طلعت حرب يبيع الملابس الرياضية والأحذية، فيما التزم زملاؤه من الباعة بعدم النزول إلى حرم الطريق تخوفاً من الشرطة، يقول الشاب الثلاثينى: لما الحكومة سمحت لنا بالبقاء على رصيف المشاة، أغلق أصحاب المحال التجارية أبوابها من شارع عبدالخالق ثروت حتى تمثال طلعت حرب، اعتراضاً على عدم إزالة الحكومة للباعة من فوق الرصيف لتوسعة المكان أمام محالهم. يرى محمد أدهم عمران، بائع فى منطقة الإسعاف، أن الحكومة أزالت إشغالات زملائه، الموضوعة فى وسط الطريق دون أن توفر لهم مكاناً بديلاً على الرصيف، قائلاً «الناس دى مسئولين عن أسر ولا يوجد لهم مصدر دخل آخر». يضيف «عمران»، عضو نقابة الباعة الجائلين، إن الحكومة حصرت عددنا بالاشتراك مع النقابة، وكان عدد الباعة فى الإسعاف 87 بائعاً، وفى شارع 26 يوليو 206 بائعين، وفى شارع طلعت حرب 96 بائعاً، وفى منطقة بولاق أبوالعلا هناك 284 بائعاً، وفى شارع قصر النيل 62 بائعاً. ووعدنا رئيس الوزراء بنقلنا لأرض بابور الثلج بمنطقة بولاق أبوالعلا، لكن لم يبدأ المشروع حتى الآن، والسؤال ما هو مصير الباعة الذين تمت إزالتهم لحين الانتهاء من المشروع؟ «عمران»، الذى يعمل فى الشارع منذ نعومة أظافره مع والده، يتابع قائلاً «لو المشروع اتنفذ لازم الحكومة تبنى مكان كبير يجمع كل الباعة، مينفعش ترمينا هناك فى أرض فاضية، عشان هيحصل مشاكل ونزاعات بيننا على الأماكن، لأن الأرض مساحتها محدودة». عبدالعال محمد، بائع متجول بشارع 26 يوليو، أعلن تأييده لقرارات الشرطة لكنه يرى ضرورة توفير الحكومة المكان المناسب للبائع أولاً، ثم تفكر فى نقله: يجب أن تعطينا الأماكن «بقفل ومفتاح» على حد وصفه حتى لا تحدث نزاعات ومشادات مع البائعين بعضهم البعض. ويستكمل: «هناك عشرات الباعة كانوا يفترشون الأرض على جانبى الطريق انقطع رزقهم ويجلسون بدون عمل منذ يومين، إحنا مواطنين مصريين لينا حق على الدولة بتوفير فرصة عمل، إحنا مش بلطجية ولا تجار مخدرات زى الإعلام ما بيقول، إحنا اللى حمينا منطقة وسط البلد والمحلات فى الثورة من السرقة والنهب ووقفتنا فى الشارع بتحمى الناس من التثبيت والبلطجة وبتحمى البنات من التحرش، لأننا عاملين حس فى الشارع». فى المقابل، يرى أصحاب المحال التجارية بوسط المدينة ضرورة إزالة الباعة من أمام محالهم، حيث أغلق بعضهم أبوابها اعتراضاً على إزالة الشرطة لجزء من الباعة وترك الآخرين.