ما هي إلا ساعات قليلة.. وعاد الباعة الجائلون الليلة الماضية إلي ميدان الاسعاف بعد حملة المرافق وحي الأزبكية التي أزالت الاشغالات صباح أمس.. وكأنهم يلعبون لعبة القط والفار مع المسئولين واحتلوا من جديد الطرقات . كانت شرطة المرافق بقيادة اللواء إسماعيل عزالدين بالتعاون مع حي الأزبكية برئاسة مصطفي عبدالعزيز قد قامت بحملة مكبرة لإزالة جميع الإشغالات غير القانونية بميدان الإسعاف وطردت الباعة الجائلين الذين يتاجرون في الملابس المستعملة "البالة" وملأت "ستانداتهم" الطرقات وأعاقت السير بالشوارع وأفقدت العاصمة جمالها وهدوءها وأصابتها بالارتباك والعشوائية. لم تقتصر الحملة علي ميدان الإسعاف بل امتدت لتشمل المناطق الرئيسية بالعاصمة.. والسؤال: هل تكفي مطاردة الباعة الجائلين وإزالة إشغالاتهم ثم يعودون من جديد بعد غياب الشرطة.. ان الأمر يستلزم إلي جانب الحلول الأمنية حلولا سياسية وتوفير البدائل لكي يتمكن هؤلاء الباعة من تدبير قوت يومهم ومعاشهم بطرق مشروعة. "المساء" استطلعت الموقف علي أرض الواقع في السطور التالية: يؤكد اللواء إسماعيل عزالدين رئيس شرطة المرافق ان الحملة بدأت بإزالة الإشغالات من شارع رمسيس ثم ميدان الإسعاف وشوارع وسط البلد "طلعت حرب و26 يوليو" في محاولة لإعادة الشوارع والأرصفة لطبيعتها خالية تسمح بعبور المارة بسهولة دون مضايقات. إلي جانب تحقيق السيولة المرورية للسيارات بعد أن أصبحت القاهرة كلها اتجاها واحدا بسبب إشغالات الطرق. أضاف: اننا مستمرون في إزالة جميع إشغالات شوارع العاصمة ومن المقرر تكثيف الحملات الأمنية المستمرة يومياً لمنع الباعة من العودة مرة أخري واحتلال الطرقات وذلك بالتعاون مع مديرية أمن القاهرة. يقول مصطفي عبدالعزيز رئيس حي الأزبكية: الهدف من الحملة الموسعة التي قمنا بها بالتعاون مع شرطة المرافق هو إعادة الانضباط إلي الشوارع الرئيسية التي تشهد اقبالا كبيرا من الباعة الجائلين إلي جانب الاهتمام بإنارة الشوارع وإزالة الأسلاك الكهربائية المسروقة وفي حوزتنا 3 سيارات نقل كبيرة امتلأت باشغالات الباعة الجائلين الذين بإمكانهم تسلمها مرة أخري عن طريق الحي بعد دفع غرامة عن هذه الإشغالات. أكد أن هناك حملات متنقلة وسريعة وبشكل يومي علي المناطق التي أزيلت منها الإشغالات للتأكد من عدم عودة الباعة مرة أخري. أضاف من المقرر تخصيص أماكن للباعة الجائلين لأنهم أبناؤنا وملتزمون بهم ولن نتركهم وهناك لجنة من قبل محافظة القاهرة معنية باختيار أماكن جديدة للأكشاك حتي يتم اختيار الصالح منها وعمل دراسة لتسكين الباعة فيها مشيرا إلي أن رفض هؤلاء الباعة فكرة سوق اليوم الواحد يجعلنا نفكر في تخصيص أسواق مجمعة لهم بعد إزالة جميع الإشغالات من المناطق المزدحمة مثل شارع 26 يوليو وطلعت حرب وقصر النيل حتي يعود المظهر الجمالي إلي عاصمة مصر. أوضح أن هناك دوريات يومية علي المناطق التي أزيلت منها الاشغالات حتي يشعر الباعة بالوجود الأمني وبالتالي يخافون من العودة مجددا حتي يتم تخصيص أماكن بديلة لهم بناء علي تعليمات محافظ القاهرة ومن جانبها شددت قوات الأمن الحملة علي سائقي السيارات والموتوسيكلات بهدف كشف التراخيص لإعادة الانضباط إلي جميع أطراف الميدان وإحكام القبضة علي المترددين والخارجين علي القانون وتمكنت الحملة بالفعل من رصد أكثر من سائق مخالف. وفي المقابل تساءل حارس برعي وسمير عبده وحسين مصطفي "من الباعة": أين نذهب وماذا نعمل بعد إغلاق جميع الطرق أمام عيوننا ولم يعد أمامنا شيء آخر سوي بيع البالة حتي نستطيع إطعام أسرنا أكدوا أن هناك المئات من الأسر الفقيرة التي تلجأ إليهم لشراء الملابس الجاهزة بسعر أقل من المحلات التجارية. قال أيمن خالد وعبدالله مرزوق تجار وأصحاب محلات بالمنطقة: كان لابد من إيقاف توسع بائعي البالة والملابس من التمدد واحتلال شوارع القاهرة وإخلائها لكن في نفس الوقت علي الدولة أن توفر لهؤلاء الشباب أماكن بديلة يفترشون بها بضاعتهم التي تعتبر سبيلهم الوحيد في الحياة الذي يقتاتون منه.