أكثر من 7 آلاف عام عمرها، لم يشعر يوم أحد بكبر سنها، كلما كبرت عظم شأنها، وتحولت تجاعيدها وخطوط العمر التى رسمها الدهر على أديمها إلى مميزات، دون إجراء لعمليات تجميل تُذكر، فهى من وقف لها الخلق ينظرون كيف تبنى قواعد المجد وحدها، بَنَته وأرسته فى بصمة وضعتها فى العالم، ما بين طبيب شهير يحمل جنسيتها، وعالِم يقف له الجميع احتراماً يحمل اسمها، ورئيس راحل حارب وانتصر فرفع راية السلام فى وجه كل عدو، سبقه رئيس احترمه رؤساء العالم أجمع، دولة لطالما كانت فخراً لكل من يحمل جنسيتها، ولكنها أبداً لم تسلم من طمع الطامعين، لتصبح محط أنظار الغزاة، عن مصر التى «خُطفت» وآن لها أن تعود. رسل وأنبياء خطوا بأقدامهم ليضعوا بصمات على رمال هذا البلد، هنا طافت العائلة المقدسة فى رحلتها، وهنا على أعلى جبال سيناء تجلى المولى، عز وجل، لنبيه «موسى»، رمال سيناء تشهد كلمات الرب، باركها القرآن فى إحدى آياته فى رواية قصة نبى الله «يوسف»: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ»، من الدين إلى السياسة احتضنت مصر أحداثاً عدة من بين الدول العربية كلها، حيث اُختيرت القاهرة لتكون العاصمة العربية التى تحتضن المقر الدائم لجامعة الدول العربية، من القاهرة أرسل الرئيس الأمريكى باراك أوباما رسالته إلى العالم العربى، ومنها خرجت المظاهرات الداعمة لشعوب العالم فى كفاحهم من أجل الحياة، ولكن بلداً فى حجم مصر لم يسلم من إخفاقات يحسبها البعض انكسارات، سرعان ما يلتقط أنفاسه، ويستعيد توازنه مرة أخرى، ويعاود السير على الخط المستقيم. من رئيس إخوانى أثار استياء وسخرية الكثيرين إلى رئيس قوى جندى يقف العالم احتراماً لكلماته وتتهافت الدول لتهنئته، ما بين محمد مرسى وعبدالفتاح السيسى رحلة من الإخفاق للنجاح، على الأقل فى استعادة شكل الدولة الذى ضاع، رئيسان أقسما اليمين الدستورية، لكن شتان بين مراسم تنصيب كل منهما، هنا رئيس تتابعه جماعته وعشيرته، وهذا رئيس يشهد العالم أجمع لحظة قسمه، الفرق بين هيبة مصر فى عهد جماعة إرهابية، وبين مصر فى عهد «السيسى»، هو نفسه الفرق بين إرسال وزيرة تعدين إثيوبيا لتكون فى استقبال «مرسى» أثناء زيارته هناك، وبين وصول ملوك وأمراء عرب ووفود أجنبية فقط لتهنئة «السيسى» برئاسة مصر، حفلات تنصيب شهدها العالم أجمع وفرحة شعب شَعَرَ بعودة كيان دولة كبرى، كانت على منحدر وسرعان ما تم إنقاذها.