أصدرت لجنة رصد ومتابعة وتقويم الأداء الإعلامي والإعلاني للانتخابات الرئاسية تقريرها الختامي في مؤتمر صحفي، عُقد أمس الأحد، بحضور رئيس اللجنة د. عدلي رضا وأعضاء اللجنة وعدد من الصحفيين والإعلاميين، وقد جاء التقرير الختامي كالتالي: البرامج والقنوات والإذاعات التي التزمت بالمعايير المهنية ومراعاة العدالة بين المرشحين: 1) إذاعات وقنوات اتحاد الإذاعة والتليفزيون اتسم أداء الإعلام الرسمي المقدم من خلال إذاعات وقنوات إتحاد الإذاعة والتليفزيون على مدار الأيام العشرة الأولى من التحليل بالمهنية والالتزام والعدالة بين المرشحين بشكل كبير، وقدم نموذجاً جيداً في تناوله للموضوع سواء من خلال البرامج أو الخدمات الإخبارية، وقد تمثل ذلك في مجموعة من العناصر وتشمل عدالة إتاحة الوقت للمرشحين، ومهنية وحيادية معظم المذيعين ومقدمي البرامج وحسن اختيار المتحدثين من الضيوف وتمثيلهم في حالات عديدة للمرشحين، وكذلك حسن التغطية الإعلامية للندوات والمؤتمرات الخاصة بالمرشحين، والبدء في بث حملة لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات يومي 26 و27 مايو تحت شعار "انزل وشارك.. مصر محتاجة صوتك" إلا إنه تجدر الإشارة إلى وجود بعض الحالات التي خرجت على هذه القواعد المهنية بعد التاريخ المشار إليه، وشارك في هذا معظم الإذاعات والقنوات، وقد شمل ذلك بعض الحالات بها وليس كل المضامين، ويمكن القول إن إجمالي نسبة التحيز شملت نحو 10% فقط من إجمالي المضامين، وبالتالي فإن إذاعات وقنوات التليفزيون باتحاد الإذاعة والتليفزيون قامت بدورها بشكل مهني ومتميز على مستوى معظم البرامج والمواد الإخبارية، وهذا شئ مهم يعيد لهذا الكيان مصداقيته وأهمية دوره في تشكيل الرأي العام المصري في المرحلة المقبلة، وفيما يلي عرض إحصائي بإجمالي مؤشرات التغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية لعام 2014 في الفترة من 3 مايو وحتى 23 مايو 2014 وهذا اليوم هو الأخير قبل بدء فترة الصمت الانتخابي وإجراء الاقتراع أيام 26 و 27 و28 مايو. وهذا يعني أن إذاعات وقنوات اتحاد الإذاعة والتليفزيون خصصت قرابة 32 ساعة يومياً لتناول التغطية الإعلامية والإعلانية للانتخابات الرئاسية 2014 وذلك خلال الفترة الموضحة سابقاً. وتجدر الإشارة هنا إلى أن التغطية الترويجية يقصد بها التغطية الإعلامية لأنشطة المرشحين في الانتخابات بالإضافة إلى استضافتهم في البرامج طبقاً للمعايير. أما الإعلان المدفوع فيقصد به الإعلان الترويجي لمرشح معين ويذاع مقابل دفع القيمة المالية المقررة حسب أسعار الإعلانات. وقامت اللجنة بمراجعة 36 إعلاناً أذيعت بالتليفزيون المصري وتم إجازة 33 إعلاناً ورفض 3 إعلانات وذلك بسبب عدم التوازن في المضمون، وتصوير مصر بشكل لا يليق حيث قدمها الإعلان وهي جالسة على الأرض وتمد يدها تطلب المساعدة. 2) القنوات الخاصة: على مستوى البرامج التي تقدمها القنوات الخاصة اتضح من الرصد اليومي وجود بعض القنوات التي حاولت أن تطور من الأداء المهني في بعض البرامج المقدمة عليها، وخاصة بعد صدور التقريرين الأول والثاني للجنة وإرسالهما لجميع القنوات، وكذلك الاستجابة لبعض الملاحظات التي نقلت لها من خلال الاتصال المباشر مع رؤساء بعض القنوات. وكان من أهم البرامج التي التزمت بالمهنية والحيادية إلى حد كبير بين المرشحين ما يلي: برنامج "صباح التحرير" علي قناة "التحرير". برنامج "تلت الثلاثة" علي قناة "أون تي في". برنامج "مصر تنتخب الرئيس" علي قناة "سي بي سي". برنامج "الحياة اليوم" علي قناة "الحياة". برنامج "مصر الجديدة" علي قناة "الحياة 2". برنامج "يحدث في مصر" علي قناة "إم بي سي مصر". برنامج "الحدث المصري" علي قناة "العربية". برنامج "مصر في يوم" علي قناة "دريم" وتجدر الإشارة إلى أن هذا لا يعد ترتيباً بين هذه البرامج المذكورة. رابعاً: الملاحظات على القنوات الخاصة على الجانب الآخر كان هناك عدد من القنوات الخاصة المتميزة في معالجتها الإعلامية للانتخابات الرئاسية، وقد اتضح ذلك من خلال مقدمي البرامج والضيوف أو إذاعة أخبار المرشحين، وكذلك التقارير والندوات والمؤتمرات الخاصة بالمرشحين. وفيما يلي أهم الملاحظات على القنوات الخاصة: 1) هناك عدد من القنوات بها برامج متحيزة ضد أحد المرشحين، ومن هذه القنوات التي تم رصدها: القاهرة والناس وصدى البلد والفراعين والمحور والتحرير و CBC وON TV والنهار. 2) هناك عدد من مقدمي البرامج كانوا متحيزين ضد أحد المرشحين، ولا يراعون أي توازن في المعالجة الحوارية داخل البرنامج، ومنهم برامج "حزب الكنبة"، "الرئيس والناس"، و"البلد اليوم"، و"على مسئوليتي"، و"90 دقيقة"، و"رئيس مصر"، و"هنا العاصمة"، و"آخر النهار"، و"مصر اليوم"، و"العاشرة مساءً". 3) تبين من الرصد أن عدداً من البرامج على القنوات الخاصة تستضيف ضيوفاً متحيزين بشكل كبير مع المرشحين وضد المرشح الآخر على طول الخط مما أفقد هذه البرامج المهنية المطلوبة. 4) لوحظ من الرصد أن هناك برامج وقنوات أفردت مساحات من الوقت لتغطية وتناول أحد المرشحين بشكل أكثر تركيزاً من تناول المرشح الآخر. 5) قامت قنوات عديدة بإذاعة النتائج التفصيلية لتصويت المصريين بالخارج، وكذلك بثها على الشريط الإخباري ويعد ذلك مؤثراً بشكل كبير على اتجاهات الرأي العام الداخلي نحو العملية الانتخابية، وقد دعت اللجنة في تقريرها الثاني جميع القنوات إلى مراعاة عدم ذكر أي مؤشرات لنتائج التصويت في الخارج حتى لا تستخدم في التأثير على الرأي العام في عملية الاقتراع بالداخل وقد تم إخطار اللجنة العليا للانتخابات بذلك. 6) قدمت برامج عديدة نتائج استطلاعات للرأي العام، ومعظمها لا يستند إلى القواعد العلمية السليمة من حيث ذكر العينة وخصائصها وأماكن إجراء الدراسة وأداة جمع البيانات، ومن أشرف على الدراسة ومن قام بتمويلها ونسبة الخطأ وغيرها من الجوانب المنهجية، ويعد هذا إخلالاً بالجوانب المهنية المتعلقة بهذه البرامج. 7) لوحظ من التحليل والرصد عدم التوازن أحياناً في بعض البرامج عند عرض آراء الجمهور من الشارع المصري، وأنها لا تمثل كافة شرائح وقطاعات المجتمع وأنها تمثل شريحة معينة من مؤيدي أحد المرشحين وعلى حساب المرشح الآخر. 8) بعض مقدمي البرامج يتعمدون تقديم انطباعاتهم وآرائهم الشخصية عن المرشحين من حيث التأييد أو الرفض، ويعد هذا إخلالاً بمبدأ العدالة الإعلامية في التناول من خلال البرامج . 9) هناك حالات لوجود أسلوب توجيه الاتهامات أو التعرض للحياة الشخصية لأحد المرشحين في عدد من البرامج، ويقوم بهذا الأمر المذيع أو ضيوفه، وهذا يعد إخلالاً بالمعايير الموضوعية والمهنية في الإعلام. 10) هناك حالات قليلة لبعض مقدمي البرامج الذين يظهرون في مؤتمرات أحد المرشحين، ويقومون بإلقاء الخطب فيها، وكان من الأجدى ألا يقدموا برامج طالما أنهم يشاركون بشكل فاعل ومباشر في دعم أحد المرشحين. 11) لوحظ من التحليل أن برامج عديدة ركزت لفترة طويلة في الحلقات التي قدمتها على تناول المرشحين وما يتعلق بهما والمفاضلة بينهما، ولم تعط الوقت الكافي لتحفيز الجماهير على المشاركة في العملية الانتخابية وإن كانت قد قامت بهذا الدور في وقت متأخر، وقبل بدء عملية الاقتراع بأيام قليلة. 12) لوحظ في بعض البرامج التي تستضيف شخصيات في الأستديو التحليلي حول الانتخابات الرئاسية أن هذه البرامج أتت بهؤلاء الضيوف من أجل الدفاع عن مرشح معين، وكيل الاتهامات للمرشح الآخر، ولوحظ من الرصد لهذه البرامج ظهور مفردات لغوية وإهانات كان لا ينبغي أن تصدر عن بعض الشخصيات المشاركة في هذا التحليل، كما لوحظ أن بعضهم يقدم رأيه بشكل انفعالي، وليس بشكل يستند إلى حقائق موضوعية في التناول الإعلامي. 13) قدمت إحدى القنوات مناظرة افتراضية بين المرشحين، استندت إلى آلية انتقاء تصريحات المرشحين بشأن التحديات التي تواجه المجتمع المصري، وكانت هذه المناظرة غير مهنية، حيث أساءت إلى المرشحين معاً وأظهرتهما بشكل سلبي أمام جموع الناخبين المصريين. 14) قام عدد من القنوات بمخالفة فترة الصمت الانتخابي، وكان في مقدمتها برنامج "مصر تنتصر" على قناة "صدى البلد"، وقام مقدم البرنامج بالسخرية من فترة الصمت واستخدم وضيوفه رموزاً مستعارة للتعبير عن كلا المرشحين بدعوى عدم اختراق الصمت ومنها عبارات عوكل و6 نقط. وكان من البرامج الأخرى التي اخترقت فترة الصمت الانتخابي برنامج "هنا العاصمة" وذلك من خلال إذاعة أغنية المطرب حسين الجسمي "بشرة خير" على صور أرشيفية لأحداث ثورة 30 يونيو مصحوبة بصور أحد المرشحين، وذكرت أن هذا المرشح سينجح بفارق كبير على منافسه. كما تضمن برنامج "آخر النهار" من خلال استخدام ضيفة الحلقة د. منال عمر لرموز قالت إنها مستعارة هي رقم (1) إشارة إلى أحد المرشحين ورقم (2) إشارة للمرشح الآخر مع التأكيد بأن النتائج محسومة للمرشح رقم (1). كما ورد في برومو "الإعلان التنويهي" لبرنامج "صباح أون" على قناة ON TV لقاءات مع الجمهور أكدوا خلالها أنهم سوف ينتخبون أحد المرشحين بالاسم وقالوا أنه حطم أسطورة ماما أمريكا. كما اخترقت قناتا "صدى البلد" و"النهار" الصمت الانتخابي من خلال الشريط الإخباري الذي تضمن تصريحات للمرشحين وإبراز متكرر لنتائج تصويت المصريين بالخارج والتي تفوق فيها أحد المرشحين. وقد قامت اللجنة بمخاطبة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وقطاع المناطق الحرة الذي ينظم عمل القنوات الخاصة بشأن هذه المخالفات. 15) لوحظ من الرصد وجود ضغوط كبيرة من جانب القنوات الخاصة على اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بسبب موضوع تصويت الوافدين، وكذلك طلبها مد التصويت ليوم ثالث، وتعرضت اللجنة لانتقادات حادة من جانب مقدمي البرامج والضيوف، ويعد هذا إخلالاً بالمهنية الإعلامية، وتدخلاً واضحاً في شئون عمل اللجنة العليا للانتخابات، ومن جهة أخرى قام ممثلو أحد المرشحين بتوجيه اتهامات كبيرة للعملية الانتخابية وإذاعة ادعاءات بشأن وجود خروقات وانتهاكات بها مما يقدم صورة سلبية عن مصر والانتخابات. 16) دأبت قنوات "المحور 2" و"صدى البلد" وCBC و"الفراعين" على استخدام ألفاظ خارجة وغير لائقة وتوبيخ حاد للمواطنين وتهديدات مباشرة وضمنية لهم لأنهم أقبلوا بشكل ضعيف على صناديق الاقتراع في اليوم الثاني للانتخابات وهذا خروج عن أبسط قواعد المهنية. 17) هدد أحد مقدمي البرامج على قناة CBC المواطنين بأن النيابة ستطرق عليهم أبواب منازلهم وتقودهم للسجن نظراً لعدم مشاركتهم في الاقتراع، مما يُعد خروجاً على الأخلاق والدور التوعوي للإعلام. 18) دأبت بعض القنوات الخاصة على إذاعة مؤشرات المشاركة في عملية التصويت وتحديدها بنحو 24 مليون مشارك دون دليل أو استناد إلى مصدر قضائي موثوق به يدعم بدوره هذه الأرقام التقديرية. وفي ختام هذا التقرير عبرت اللجنة عن اعتزازها بكافة مكونات منظومة الإعلام المصري الرسمي والخاص وحيت الجهود التي قام بها في المعالجة الإعلامية والإعلانية للانتخابات الرئاسية، آملة أن يكون في هذا التقرير معالجة موضوعية لواقع لهذا الإعلام، وناشدت كافة الأطراف بالإعلام الرسمي والخاص بأن يسعوا مستقبلاً إلى إبراز الحقيقة ورفع مستوى الأداء المهني في الرسالة الإعلامية بما ينعكس إيجابياً على حسن تشكيل وعي الرأي العام المصري .