قال الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير جريدة الوطن إن نقده لحملة المشير عبد الفتاح السيسي، كان انطلاقًا من حبه للمشير، الأمر الذي أوجب عليه أن يظهر له مواطن الخلل في حملته حتى لا يتصيدها المتصيدون، مشددًا على أنه كان يثق في فوز السيسي في الانتخابات الرئاسية انطلاقًا من حب الشعب له". وأضاف الجلاد، خلال حواره ببرنامج "الرئيس السابع" على قناة "التحرير"، أنه من أكبر المؤيدين للمشير، لذلك كان يتحتم عليه أن يظهر الأخطاء التي ارتكبتها الحملة بتعاليها على الشارع، بما يؤثر سلبًا على شعبية السيسي، لافتًا إلى أن المشير كان على علم بذلك". وتابع رئيس تحرير جريدة "الوطن" أن "نقده للسلبيات التي برزت خلال عمل الحملة كان بدافعٍ وطني، ومن منطلق الحب والحرص على شعبية المشير، مؤكدًا على رفضه أن يحتكر أحد الحديث باسم الوطنية". وأوضح الجلاد أن مقاله المثير للجدل "السيسي والذين معه" كان جرس تنبيه للحملة لحماية شعبية المشير، انطلاقًا من كون السيسي يرتبط مع المصريين والإعلاميين بمصير واحد، مضيفًا أن النقد لم يعجب بعض القائمين على الحملة، ودفع بعض أعضائها لسبه على صفحات التواصل الاجتماعي بألفاظ لاذعة، فضلاً عن اتهامه بالانقلاب على السيسي". وأردف الجلاد، قائلاً: "مقالي الأسبوع الماضي كان يوضح حقيقتين، الأولى أنني كنت محقًا بنقدي الأول للحملة، وأن السيسي بشعبيته الكاسحة كان يستحق حملة أقوى، والثانية التأكيد على أنني لا أخشى محاولات الاغتيال المعنوي"، لافتًا إلى أن الخطورة الحقيقية التي استشعرها كانت تكمن في محاولة بعض المنتفعين والمنافقين التسلق على حملة السيسي والتأثير على شعبيته. وعلق الجلاد على جملته "الانتخابات الرئاسية أنزه انتخابات شهدتها مصر منذ أن خلق الله الصندوق"، قائلاً إن "عمره الذي تجاوز الخمسون عامًا لم يشهد قبلها انتخابات تعبر بحق عن إرادة المصريين وتطلعاتهم"، متعجبًا من إقرار المنظمات الدولية بنزاهة الانتخابات في الوقت الذي يصفها فيه مصريون ب"المزورة"، وقال: "البعض يحاول افساد أفراحنا". واستعرض الجلاد بعض المخالفات التي شابت العملية الانتخابية، مشيرًا إلى أنها لم تؤثر من قريب أو بعيد على نتائجها وعلى سير عملية التصويت فيها، مشددًا على أن الرئيس السيسي لن يستطيع العمل بدون معارضة؛ فالمعارضة مكون أساسي في العملية السياسية. وقال الكاتب الصحفي إن أصوات المرشحيّن في الانتخابات الرئاسية كانت منطقية جدًا، لافتًا إلى أن أعداد الجماهير الغفيرة التي احتفلت من جموع الشعب تؤكد تلك النسبة، مضيفًا أن صباحي رجل وطني ومخلص وتكوينه السياسي يؤكد أن له دورًا ينتظره في الحياة السياسية المستقبلية. وشدد الجلاد على ضرورة وجود معارضة بناءة، موضحًا أن المعارضة ليست مهمتها النقد من أجل النقد بل تتلخص مهمتها في إيجاد حلول وأفكار ورؤى بديلة للأزمات التي تواجه الدولة.