الهدوء الذي خيم على لجان الجمالية والدراسة في أول أيام الانتخابات لم يكن كذلك في لجان شارع المعز، فهنا المكان الوحيد الذي ما زالت فيه "تسلم الأيادي" تتفوق على "بشرة خير"، ويصبح الشارع السياحي هو المكان الأمثل للرقص بديلًا عن اللجان الانتخابية. بالجمال والخيول وعلى نغمات "بشرة خير" و"تسلم الأيادي" و"السيسي حبيبنا"، بدأ الاحتفال منذ الصباح في شارع المعز، ثم تطور تدريجيًا إلى ما يشبه الكرنفال الانتخابي مع ساعات الذروة بعد انتصاف اليوم، في الوقت الذي خرجت فيه السيدة "سعاد" من لجنتها في مدرسة المعز لتقف في وسط الشارع تنتظر زوجها القادم من لجنته في باب الشعرية، لم ترهقها دقائق الانتظار ولم تؤثر فيها حرارة الشمس المرتفعة وكان همها الأكبر أن تسمع أغنيتها المفضلة "بشرة خير" التي أتت خصيصًا من أجلها "أنا جيت النهارده عشان أنتخب وأرقص ومين يقدر يمنعني"، فور انطلاق الأغنية من الدي جي في وسط الشارع لم تلتفت كثيرًا حولها ولم يهمها نظرات المحيطين فانطلق صوتها بالزغاريد وجسدها بالرقص "يوم الانتخابات ده يوم عيد ومين مش عايز يرقص من فرحته بمصر وبالسيسي". السيدة الأربعينية لم تختلف عن الرجل الصعيدي "هريدي" الذي خرج يحمل صورة المشير السيسي ليرقص بعصايته الصعيدية "أنا بياع فاكهة هنا وصوتي في المنيا لكن جيت النهارده أرقص وباليل مسافر أصوت في المنيا"، الحاج فرج اللورد صاحب أحد المقاهي السياحية في شارع المعز، والذي اشتهر "بأفراحه الانتخابية" سواء في الاستفتاء الأخير على الدستور أو اليوم، أكد أن المبالغ التي صرفت على الاحتفال في شارع المعز هي على نفقته الخاصة، وهي أقل ما يقدمه لمصر في هذا اليوم "السيسي ابن حتتنا ولسه يوم النتيجه هو الاحتفال الحقيقي يومها مصر كلها مش هتنام مش المعز بس".