فى موعده المحدد يستيقظ الحاج محمد التونى، كبير سُيّاس الحسين والجمالية، هدوء الشارع وقلة المارة سمح له بتأجيل إفطاره ال«صباحى» والذهاب للاستمتاع برؤية مدرعات الجيش فور دخولها الشارع، 3 مدرعات تحمل فرقة مكونة من 30 فرداً وقائدهم، فرحته بالمشهد استمرت بعد حصوله على «بوستر الداخلية». خطوات قليلة لشارع «بورسعيد» ليطمئن على الأحوال: «والله فرحتى بيهم ما تتقدر عايز أروح آخد كل واحد فى قلبى النهارده»، الفرحة الجارفة لعم محمد أكملها البوستر الجديد الذى أهداه له أحد رجال الشرطة على مفترق السيدة زينب والإمام الحسين: «الداخلية أول مرة تعلق البوسترات دى فى الشوارع وجنب المدارس. همّا حاسين إن الناس خايفة تنزل بس والله أنا ما فى حاجة هتمنعنى غير الموت». «انزل.. إحنا بنحميك» الدعوة التى وجهتها وزارة الداخلية للمصريين قبل ساعات من بدء عملية التصويت، اعتبرها أحد ضباط تأمين قسم الجمالية رسالة تطمينية للمواطنين الخائفين من تنفيذ عمليات إرهابية فى محيط اللجان الانتخابية: «اللى نازل ينتخب رايح يؤدى دوره الوطنى وإحنا كمان بنؤدى دورنا الوطنى فى حمايته.. المصريين يستاهلوا إننا نموت عشان حمايتهم». الجمالية الخالية من الإرهاب رغم وجود جامعة الأزهر فى الجوار يؤكد التونى أن السبب فى ذلك هو تكاتف الأهالى ضد أى مظاهرات: «هى مرة واحدة اعتدوا فيها على الجامعة عملنا لهم مياه طرشى ب 4 كيلو شطة وحدفناها عليهم فى أكياس، ومن ساعتها حرموا يعتبوا هنا والجامعة زى الفل».