بعد أقل من أسبوعين سوف يحتشد المصريون أمام صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، وأبادر بأننى سأنتخب «المشير» عبدالفتاح السيسى لأسباب خمسة موضوعية؛ كان أولها يوم انحاز «الفريق أول» السيسى لانتفاضة الشعب ضد محمد مرسى واحترم إرادة أكثر من اثنين وعشرين مليون مصرى من جميع الأعمار والشرائح المجتمعية وقَّعوا على استمارات «تمرد» يطلبون سحب الثقة منه بعد أقل من عام على رئاسته والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وكانت مطالب الشعب التى عبر عنها شباب «تمرد» عزل محمد مرسى من رئاسة الجمهورية وتسليم منصبه لرئيس المحكمة الدستورية العليا بصفة مؤقتة، واختيار شخصية سياسية مشهود لها بالكفاءة رئيساً لحكومة تدير شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة كفاءات لإصلاح الأوضاع المتردية بالبلاد. وقد حدد المصريون الثلاثين من يونيو 2013 موعداً لتنفيذ تلك المطالب! وقد أدركت القوات المسلحة المصرية فى ضوء التقديرات الاستراتيجية التى قدمها القائد العام «السيسى» ل«مرسى» وأهمل التعامل معها بوضوح - خطورة الموقف على أمن البلاد والعواقب الوخيمة المحتملة حال رفض «مرسى» المطالب الشعبية. ومن ثم فالسبب الأول لانتخابى «السيسى» -وأنا فى ذلك مثل ملايين المصريين- أنه لم يتردد فى اختيار جانب الشعب وتعريض حياته وزملائه من قيادات القوات المسلحة للخطر حال فشل الثورة التى قام بها المصريون فى اليوم المشهود يوم 30 يونيو، وأنجز «السيسى» وعده للشعب، وإنذاره ل«مرسى» حين أمهل «المعزول» ثمانية وأربعين ساعة بعد فرصة الأسبوع التى سبقت الإنذار الأخير التى أهدرها «مرسى»! وسبب ثانٍ يدعونى لانتخاب «السيسى»، حيث إنه كان أميناً فى ترجمة مطالب 30 يونيو وترك لممثلى «تمرد» والقوى السياسية صياغة «خريطة المستقبل» التى حددت مسار الشعب فى الانتقال من الاستبداد والجهالة التى مارسها «مرسى» و«أهله وعشيرته» طوال الفترة التى تلت الخامس والعشرين من يناير 2011، وقد بلغت ذروتها فى عام «الخيانة والإخفاق» الذى شهد خيانة رئيس الجمهورية بالتخابر مع «حماس» ومخابرات الدول الصديقة لجماعته الإرهابية، والمتربصة بمصر وأمنها، كما شهد قمة إخفاقه السياسى والإدارى والفشل فى كل ما تصدى له «المعزول»، وما مهزلة وفضيحة مؤتمر الحوار لقضية سد النهضة الإثيوبى ببعيدة، حيث تم بثه على الهواء مباشرة دون أن يعلم المشاركون فيه بأن العالم كله يشاهد فضيحة الحكم الإخوانى الفاشل، وكان سبباً فى تأزيم العلاقة مع إثيوبيا! ولقد أصدرت وزميلاى أ. أسامة هيكل واللواء لطفى مصطفى كتاباً تم توزيعه بالمجان قبل 30 يونيو بأيام قليلة بعنوان «محمد مرسى.. عام من الإخفاق»، رصدنا فيه سبعة وعشرين «إخفاقاً» مدمراً للدستور وسلطة القضاء، والتهرب من توضيح الحقيقة فى هروبه من سجن وادى النطرون، والتعمية على قضية تزوير الانتخابات الرئاسية فى 2012، وخطيئة العفو عن القتلة والإرهابيين، وجريمة قتل وإصابة المتظاهرين السلميين أمام قصر «الاتحادية». وكان الفريق أول السيسى فى ذلك الوقت مدركاً لحقائق الوضع بالغ الخطورة حال استمرار «مرسى» فى الرئاسة، فكان قرار عزله فى الثالث من يوليو 2013 الذى حقق استجابة رائعة لمطالب ثورة الشعب فى 30 يونيو! وثمة سبب ثالث يوضح لماذا سأنتخب «السيسى»؛ أنه نجح فى إفساد الهجمة الأمريكية الأوروبية الداعمة لإرهاب الإخوان والمطالبة بعودتهم إلى الساحة السياسية، بالتصادم مع ثورة المصريين وإصرارهم الذى انحاز إليه «السيسى» على تطهير مصر من حكم الجماعة الإرهابية. وقد صمد «السيسى» رغم مناورات وتفاهمات محمد البرادعى وتواطئه مع الجماعة وداعميها لقرار أوباما بتجميد المعونة الأمريكية لمصر ووقف المناورات العسكرية معها، وقد فاجأ الأمريكيين بزيارة تاريخية أعادت الدفء إلى العلاقات مع روسيا، وكان لها آثار بالغة فى دعم الموقف المصرى وإفشال الموقف الغربى الأمريكى الأوروبى بأن 30 يونيو كان انقلاباً عسكرياً، ما اضطر المعسكر الداعم لإرهاب الإخوان إلى الاعتراف بأن ما حدث كان ثورة شعبية بامتياز ساندها جيش مصر وقائده العام، فحق علينا نصر «السيسى» والله ناصره من قبل أملاً فى مواصلة المسيرة بقيادته لاستكمال القضاء على إرهاب الجماعة واستئصال فكرها الإرهابى التكفيرى واستعادة مصر دولة لسيادة القانون والمواطنة الحقة. وسبب رابع يجعل قرار انتخاب «السيسى» الاختيار المنطقى والوطنى والأخلاقى، ذلك أنه نجح فى تحجيم الإرهاب الإخوانى وحلفائهم من التكفيريين فى سيناء، رغم التواطؤ والتخاذل اللذين كانا سمة حكومة مصر ما بعد 30 يونيو فى التعامل مع الجماعة الإرهابية والتباطؤ المخزى فى فض اعتصامى «رابعة والنهضة» وما تلاه من هجمات إرهابية على كرداسة ودلجا. إن التفويض الذى أعطاه المصريون بناء على طلب «السيسى» يوم 26 يوليو للقضاء على الإرهاب والعنف قد تأخر تنفيذه بسبب مناورات المجموعة المنتمية إلى د. البرادعى، ومع ذلك كان «السيسى» القائد العام للقوات المسلحة يحارب ضد الإرهاب فى سيناء ويدعم الشرطة ويساندها إلى يوم اضطرت الحكومة الببلاوية إلى الانصياع لقرار فض الاعتصامات وإعلان الإخوان جماعة إرهابية على استحياء، حتى أعلن المرشح الرئاسى «السيسى» أنه لا مكان للإخوان فى مصر إذا تولى الرئاسة. وخامساً: يدعونى إلى انتخاب «السيسى» اتباعه منطق العلم ولغة الأرقام وفهمه الشامل لأوضاع المحروسة وتبنيه رؤية وطنية لتنمية مجتمعية مستدامة وعادلة، تنهض على أسس من التخطيط العلمى للكشف عن موارد الوطن وكفاءات المواطنين واستثمارها مع تحقيق العدالة فى توزيع الأعباء بين المواطنين وحفز أصحاب الخبرات والقدرات العلمية والمالية إلى المساهمة الإيجابية فى تطور الوطن وضمان التحول الديمقراطى. والنصر لمصر!