تجربة الإثنين الماضي كانت مختلفة عن العديد من الوقائع التي قدر لحبيبة محمد، عضوة فريق بصمة لمكافحة التحرش خوضها، الشابة التي طالعت في اليوم نفسه مناشدة العقيد منال عاطف، مسؤول إدارة متابعة جرائم العنف ضد المرأة؛ للإبلاغ عن المتحرشين لتوقيع القانون عليهم وحبسهم، خاضت في اليوم نفسه تجربة أثبتت لها أن الطريق إلى تحرير محضر تحرش طويل رغم مناشدات المسؤولين. قررت حبيبة يومها تناول الطعام مع أصدقائها، لكن يبدو أن حوادث التحرش تأبى ألا تتركها "يا حيوان.. إنت ماتربتش" صرخت بها فتاة خارج محل الطعام، لتخرج حبيبة وأصدقائها ويتفاجأوا بشابة تتلقى سيلا من الشتائم لأنها قررت عدم السكوت عن التحرش: "هو أنا عملتلك حاجة" ببجاحة واجهها المتحرش إلى أن انضمت لها حبيبة وزملائها". "يا بنتي إنتي شكلك بنت ناس هتفضحي نفسك كده" قالها بعض كبار السن ناصحين الفتاة بالرحيل، ليتدخل ضابط قادم من بعيد قائلا: "تلاقيها لابسة فيزون، تستاهل"، هذا كله وسط محاولات متطوعين لتهريب المتحرش: "بكاء وانهيار دخلت فيه الشابة التي جلست على الأرض مصممة على تحرير محضر للشاب المتحرش، ساندها فيه حبيبة وزملاؤها ممن أعلنوا استعدادهم للشهادة أمام النيابة". ساعة ونصف حتى جاء بوكس شرطة لنقل المتهم والشابة والشهود: "ساعة ونص قافشين في الولد ومصممين، البنت مازهقتش ولا استجابت لكل اللي نصحوها ماتعملش حاجة، الأغرب إن خطيب البنت جه ودعمها وقال هانكمل المحضر، الشرطة مكانتش متعاونة في أنها توصل المتحرش للقسم".. تواصل حبيبة حديثها عن الطريق الطويل لقسم البوليس الذي يتطلب شهودا، وإقناع الفتاة لرجال الشرطة في الشارع أنها ضحية، ومقاومة محاولات تهريب المتحرشين المتواصلة من جانب المارة. "التعرض لأنثى عقوبته من ست أشهر إلى سنة، و10 آلاف جنيه غرامة، لكن القانون الجديد المقترح عقوبته من سنة إلى ثلات سنوات ومن 3 آلاف لعشرة غرامة، مش فاهمة راكنينه ليه ومش بيفعّل؟ لكن حتى لو اتفعّل مين هايطبقه؟.