غريزة حب الظهور، غريزة طبيعية في البني آدم، ومجرد الشعور بها مش عيب ولا حرام، لكن مقياس من مقاييس نضوج الإنسان هو مدى قدرته على التحكم والسيطرة على الغريزة. لكن اللي بيحصل في الواقع ايه بقى، إننا بنستغل أنصاف وأرباع الفرص عشان نظهر ونبان.. بقينا بنمشىي بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، يعني أحيانًا بنعمل علاقات، أو بنقوم بخدمات دينية، أو أصلًا نرفض فكرة الدين، أو بنحاول نبقى ناجحين في الدراسة أو نعمل "career" محصلش، أو نقول ونكتب آراء سياسية أو فلسفية (زي اللي انا بعمله دلوقتي ده... إلخ)، كل ده لمجرد الواحد يقول "أنا هنا.. أنا موجود"، وكل الحاجات دي في حد ذاتها أكيد مش غلط لو هي غاية، إنما هي في الحقيقة بتتحول لوسيلة للغاية اللي هي "ظهور الأنا" بأي طريقة وخلاص. احنا بيوصل بينا الأمر إننا بنحاول نثبت نفسنا للناس اللي خسرونا عشان يندموا، وللناس اللي لسه معانا عشان يعرفوا قد ايه هما محظوظين، بنثبت ذاتنا للناس أكتر ما بنثبت ذاتنا لذاتنا، والمشكله الأكبر إننا بنستغل، وبنستخدم ربنا للوصول لأهدافنا النبيلة دي. الموضوع محتاج جهد و تدريب جبار، ومصالحة مع النفس والآخرين، عشان نوصل للسلام الداخلي ونبقى أشخاص سويين ناضجين.. مش مجرد أطفال كل اللي على لسانهم "أنا.. أنا"، أو بنفضل نقول زي محمد سعد في جملته الشهيرة "ادونا فرصتنا بقى".