يهوى البعض ممن راهن على «25 يناير» كفرصة للوصول إلى المناصب والسلطة ابتزاز المشير السيسى، باسم «ثورتهم» لتحقيق مآربهم الرخيصة، ولا أعرف لماذا لم يذهبوا إلى «صباحى» أحد رواد «ثورتهم» مع «البرادعى» والإخوان؟!.. لكن لأنهم يعرفون أن السلطة تذهب إلى «السيسى» فهرولوا إليه بحثاً عن فرصة فشلوا فى الوصول إليها خلال عصر «مبارك»، وقد نسوا أن «السيسى» قائد طبيعى لثورة 30 يونيو، وهناك فارق كبير بين ثورة 30 يونيو و25 يناير لعل أبرزها: ■ قامت «25 يناير» بمشاركة الشرفاء البسطاء لكن بتخطيط أجنبى، وكان هناك دور لأمريكا وبريطانيا وإيران، بالإضافة إلى قطر وحزب الله وحماس فى حرق واقتحام أقسام الشرطة والسجون وترويع الشعب، بينما كانت ثورة 30 يونيو سلمية وبلا مخططات أجنبية بهدف استقلال الدولة وعودة القرار الوطنى. ■ تمثلت أهداف مرتزقة «25 يناير» على رأى الصديق محمود الكردوسى فى هدم الدولة، بداية من جهاز أمن الدولة والشرطة، ثم الجيش والقضاء، والتشكيك فى كل الرموز وتوجيه الإهانات بلا سقف أخلاقى إلى الجميع، فيما قامت «30 يونيو» على أهداف استعادة المؤسسات وتحالف الجيش والشرطة مع الشعب واحترام القضاء والحفاظ عليه، بل إن الجيش والشعب دفعوا من أرواحهم ثمناً لحماية الدولة، وهنّأ المصريون بعضهم البعض بالقول «مبروك.. مصر رجعت». ■ لم يظهر أحد بعد ثورة 30 يونيو يتاجر بها كما فعل المرتزقة فى «25 يناير» والذين لطالما رددوا العبارة الكريهة فى برامجهم التليفزيونية «أنا لما كنت فى ميدان التحرير»، بينما لم يسمع أحد من ثوار «30 يونيو» يتحدث عن أنه كان فى الاتحادية أو ميدان التحرير، لأنه شارك فيها جموع المصريين دون دعم أو تخطيط أجنبى أو مؤامرة إخوانية. ■ خرج ثوار «30 يونيو» يبحثون عن مستقبل بلادهم وليس عن مصالح شخصية وعادوا إلى منازلهم بمجرد تحقيق هدفهم فى عزل الإخوان، ثم عادوا فقط عند الحاجة، وحرصوا على الاستقرار، بعكس مرتزقة «25 يناير» الذين كانوا أداة للإخوان فى استمرار تأليب الشارع واشتعاله على أنقاض الدولة وحرمتها، بحثاً عن مناصب، واستغلت أجهزة المخابرات الأجنبية ذلك وعبثت بمصر وأمنها. ■ نتائج «25 يناير» كارثية، أبرزها: وصول الإخوان إلى الحكم وإقرار دستور تفصيل للجماعة.. انهيار اقتصادى وتدمير لمنظومة القيم الاجتماعية والأخلاقية.. تشتت وتفرق كل القوى مع حالة من الانقسام غير مسبوقة.. سيطرة ثقافة عدم الثقة والخوف والشك فى كل شىء.. أما ثورة 30 يونيو فخلقت دستوراً مدنياً.. عودة الدولة وهيبة مؤسساتها.. توحد القوى.. فتح مجالات تعاون مع روسيا، مما يحقق التوازن فى العلاقات المصرية الخارجية، والبقية إن شاء الله آتية. ■ وأخيراً فإن الانتخابات الرئاسية واضحة والشعب المصرى أمام مرشحين، الأول وهو المشير السيسى، ويحمل عنوان «العمل والبناء» والذى يدافع عن استقلال القضاء واحترام القانون وعدم الإساءة إلى الجيش، والحفاظ على مقدرات وحيدة مؤسسة الدولة.. بينما برنامج «صباحى» يعتمد على الهدم، بداية من إلغاء قانون التظاهر لإشاعة الفوضى والإفراج عن المجرمين لهدم منظومة القانون والإساءة إلى الجيش ومؤسسات الدولة، كما يفعل حالياً على الأرض «صباحى» ورفاقه وعدم استقلال القضاء بالتعليق على أحكامه وغيرها من وسائل «25 يناير» لهدم الدولة، وهو ما يؤكد أن «صباحى» مجرد نسخة معدّلة من «برامج البرادعى والإخوان وشركائه فى 25 يناير». ■ الفارق الأساسى بين «25 يناير» و«30 يونيو» أن الأولى بلا قائد إلا إذا اعتبروا أن الإخوان و«صباحى» و«البرادعى» هم قادتها، بالإضافة إلى «أوباما» و«أردوغان» وخالد مشعل والقطرى حمد.. أما ثورة 30 يونيو فبطلها الوحيد هو الشعب المصرى فقط لا غير وفى القلب منهم كبيره وزير دفاع الجيش المصرى العظيم المشير عبدالفتاح سعيد حسن خليل السيسى.