يتعرض المشير السيسى لعملية ابتزاز من منافسه «صباحى» ورفاقه بتكرارهم مطالبته بإعلان برنامجه ليتأكدوا أنه يضم أهداف «25 يناير».. وهى محاولة خبيثة لإعادة تطهير «25 يناير» التى أودت بمصر إلى ما هى فيه من خراب ودمار وضياع مصالح العباد والبلاد بتولى «الإخوان» الحكم. يريد «صباحى» ورفاقه غسل «25 يناير» وكثير من المشبوهين والمشبوهات الذين انزوت عنهم «الإخوان» بعد ما فعلوه، بأن يتم عبر «السيسى» بإعلان الأخير رسمياً اعترافاً ب«25 يناير»، رغم أن الرجل بحكم خبرته وعمله كمدير للمخابرات الحربية يعلم قدر المؤامرات التى حِيكت ضد الدولة المصرية فى هذه الأحداث، وما تلاها من أحداث لمدة عامين ونصف العام، استهدفت جميعها فناء الدولة وتدمير الجيش المصرى بعيداً عن النوايا الطيبة لبعض الذين خرجوا فى «25 يناير» أملاً فى التغيير، ثم جاءت ثورة 30 يونيو، لتقوم بعملية إنعاش لانتمائه وتاريخه وأمنه القومى، وانضم أبرياء «25 يناير» إلى قوة «30 يونيو» العظيمة للتكفير عما ارتكبوه دون وعى أو قصد، أما الذين ارتزقوا من «25 يناير» فما زالوا يرفضون فى داخلهم «30 يونيو» حتى لو شاركوا فيها إجباراً أو مداهنة للموجة الشعبية الجارفة ويبحثون عن استعادة دورهم بذكر «25 يناير» ومحاولة فرضها على خريطة السياسة فى مصر. والغريب أن «صباحى» ورفاقه لم يذكروا أهداف «30 يونيو»، لأنهم يعتبرونها مجرد موجة ثانية من «25 يناير»، ولا أعرف كيف تكون الموجة الثانية أقوى من الأولى، أو أن التوابع أقوى من الزلزال، ف«صباحى» الذى يزعم أنه مرشح الثورة، استطاع تجميع 30 ألف توكيل بالكاد وبصعوبة بالغة، رغم أن الذين نزلوا فى «30 يونيو» أكثر من 33 مليوناً، ومع ذلك لم يتحرج من الترديد بأنه مرشح الثورة واستخدام شعارات رنانة جوفاء ثم التقيؤ علينا بتصرحات «التوكيلات الحلال» وغيرها، أما الأغرب أنهم يطلبون من بطل «30 يونيو» تنفيذ أهداف «25 يناير»، ونسوا أن «30 يونيو» قامت من أجل عودة الدولة واستعادة مؤسساتها وهيبتها بعد أن كادت «25 يناير» تجرفها إلى الهاوية، لولا عناية الله جلَّ فى علاه. إذا كان «البرادعى» هو ملهم «25 يناير»، فإن «السيسى» أحد أهم أبطال «30 يونيو»، ويعرف الشعب جيداً أن «البرادعى» يشبه «25 يناير»، بينما يشبه «السيسى» ثورة 30 يونيو، بحشودها الغفيرة الذين خرجوا من القرى والنجوع رافضين الإخوان وبيع مصر، أو التجارة بها عبر بعض الشباب الفاسد والمنحل أخلاقياً ودينياً الذين هدموا المبادئ والقيم والتاريخ والأمن القومى عن عمد لمصالح خارجية، أو بجهل لمصالح شخصية، وعليه فإنه على المشير السيسى أن ينتبه مبكراً لهذا الفخ، ويكون واضحاً مع محبيه ومريديه من جماهير «30 يونيو» ولا يخضع لهذا الابتزاز الرخيص حتى يكمل مسيرته فى إعادة بناء الدولة ومؤسساتها. والحق أنه يمكن أن أستوعب قيام «صباحى» باستهداف «السيسى» وابتزازه فى إطار منافستهما الانتخابية، لكن لا أستوعب قيام بعض ممن ضمهم «السيسى» إلى حملته بالتحدث فى هذا الأمر، وكأنهم يحاولون مغازلة منافسيه، فقد بحثوا عن مصالحهم مع «السيسى»، ويحاولون إمساك العصا من المنتصف مع أصدقائهم القدامى، وعلى «المشير» أن يعلنها بوضوح، أن «30 يونيو» ثورة مصرية خالصة، حماها الجيش وشاركت فيها جموع المصريين، بمن فيهم أبرياء «25 يناير»، دون حساسية، وكلهم هم من ضغطوا عليه للترشح، أما «25 يناير» فقائدها «البرادعى» الذى أدار ظهره لمصر فى أصعب مراحلها. يجب أن يعلم الجميع أن «السيسى» هو مرشح «30 يونيو» و«صباحى» هو مرشح «25 يناير»، بدليل أن حزب «البرادعى» قد أيد «حمدين»، وعلى الشعب أن يختار، ولكن الأهم أنه على المقربين من «السيسى» أن يعلنوا موقفهم بوضوح بدلاً من اللعب على كل الحبال وهى آية المنافقين فى كل مكان وزمان!