من باب منزلهم الكائن في مدينة طوخ بمحافظة القليوبية حتى سور مستشفى قها للعزل بالمحافظة نفسها، أبى الابن أن يترك والدته العجوز، خرج بسيارته الملاكي خلف سيارة الإسعاف التي جاءت لنقلها إلى المستشفى بعد إصابتها بفيروس كورونا المستجد ليطمئن قلبه عليها، بخاصة وأنها عانت من نقص في الأكسجين وصعوبة في التنفس، وقف يتابع المسعف وهو يحملها إلى داخل سيارة الإسعاف ومعها أنبوبة الأكسجين التي لم تفارق وجهها، حتى حال بينه وبين والدته باب السيارة، وفور وصولهم إلى المستشفى ترك الابن سيارته مسرعًا- دون خوفه من العدوى - نحو والدته ليساعد المسعف في إنزالها خشية أن يهتز قناع الأكسجين وتتأثر صحتها. من نافذة عالية في أحد أدوار مستشفى قها للعزل في محافظة القليوبية، التقطت عدسة الهاتف المحمول الخاص بأحد العاملين بالمكان صورة للابن - دون معرفته - وثق بها هذا المشهد الذي نشرته الصفحة الرسمية للمستشفى، ترجع تفاصيلها إلى السيدة "إكرام" المصابة بفيروس كورونا، التي حملتها سيارة الإسعاف إلى باب المستشفى عصر يوم الاثنين قبل الماضي، بعد تدهور حالتها خلال العزل المنزلي ونقص نسبة الأكسجين واحتياجها للعناية الطبية، وابنها محمد السيد الذي ظهر في الصورة يساعد المسعف في جلوسها على الكرسي المتحرك، ويحرص على ألا تهتز أنبوبة الأكسجين من على وجهها. الابن: معرفش مين صورني وده واجبي ناحية أمي وبحسب رواية الابن ل"الوطن" عن الصورة المأخوذة له "على غفلة"، أن ما فعله يرجع إلى خوفه الشديد على والدته لتدهور حالتها وعدم قدرتها على التنفس بشكل طبيعي، ورفض أن يتركها بمفردها، ولذلك ساعد المسعف على نقلها للداخل، "المسعف مش هيقدر يشيلها ويشيل معاها أنبوبة الأكسجين، نزلت من عربيتي وساعدته عشان أطمن إن الأكسجين ميتهزش من على وشها". قضت السيدة إكرام البالغة من العمر 65 عاما، وتعاني من ارتفاع ضغط الدم فقط، أول 4 أيام بالمستشفى داخل العناية المركزة بعد نقص نسبة الأكسجين بشكل شديد، وكان يطمئن ابنها عليها يوميا من أحد الأطباء بالمستشفى، وبعد أن استقرت حالتها انتقلت إلى غرفة عادية ولاتزال حتى الآن تتلقى الرعاية الطبية وسط تحسن ملحوظ لحالتها بحسب تأكيد الأطباء للابن. لم يتوقع الابن محمد أن يلتقط أحد العاملين بالمكان صورة له أثناء قيامه بمساعدة المسعف لحمل والدته إلى داخل المستشفى "معرفش مين صورني واتفاجئت بالصورة على النت"، معتبرا أن ما قام به ما هو إلا واجب عليه تجاه والدته، ولم يشغل باله حينها إلا إنقاذ والدته دون خوفه من العدوى.