كانت تصريحات الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، الأخيرة بشأن انخفاض ساعات انقطاع التيار الكهربائى وعدم حاجة المواطنين لشراء المولدات بمثابة تأكيد على انفصال الوزارة عن الواقع الذى يعيشه المواطن العادى، الذى ضج بالشكوى من الانقطاعات المستمرة للكهرباء والتى زادت وتيرتها خلال الأيام الماضية. فمع تعرض البلاد لموجة حارة عاد انقطاع التيار الكهربائى لمدة تتراوح بين 5 و6 ساعات فى مختلف محافظات مصر، فى الوقت الذى أكد فيه الوزير أن «الصيف المقبل لن يشهد قطعاً للتيار سوى ساعة» وفى تصريح آخر قال «لا داعى لشراء المولدات بكثرة». «يا سعادة وزير الكهرباء.. أنا اسمى (محمد) ومن محافظة أسوان، طالب فى الثانوية العامة، وامتحاناتى على الأبواب.. أنا مش عارف أذاكر لأن النور بييجى ساعتين ويقطع ساعة، أرجوك خلينا نبنى مستقبلنا دون عواقب قطع النور».. رسالة من بين عشرات الاستغاثات، التى بعثها مواطنون إلى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، عبر «الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء المصرى» على موقع «فيس بوك»، لحل أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى. رسالة أخرى كتبها أحمد الباز: «مش كفاية إننا درسنا منهج شهرين ونصف فى شهر وقلنا ماشى، إنما تقطعوا النور أكتر من 6 ساعات يومياً أيام الامتحانات، أنتم كده بتكتبوا نهايتكم.. حكومة فاشلة»، أما إسماعيل عبدالحليم، أحد أولياء الأمور فعلق ب«يا ناس حرام، أولادنا فى الثانوية العامة، كفاية قطع نور والنبى.. شوفوا حل وبلاش مسكنات». «ليس ذنبنا» قالها الدكتور محمد اليمانى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الكهرباء، الذى اعتبر أن ارتفاع درجات الحرارة هو السبب فى الانقطاعات التى زادت مؤخراً، مؤكداً أن الوزارة تعمل بكل جهدها لحل الأزمة: «البعض يتهمنا بأن هناك تناقضاً فى التصريحات ولكن هذا غير صحيح وهناك خلط لدى العامة بين الخطط العاجلة والآجلة التى قررتها وزارة الكهرباء كوسائل لحل المشكلة». وأضاف «اليمانى» أن الوزارة اتخذت أسلوباً جديداً وهو إشراك المواطن فى حل المشكلة بإطلاعه على كافة التطورات مثل نشر كمية الوقود المتوفرة، والقدرات الكهربائية الخاصة بكل محطات توليد الكهرباء، وهل يكفى الطلب على الطاقة أم لا؟ معلقاً: «من هنا قد ينشأ التضارب لدى البعض لأن هناك أياماً يزيد فيها الاستهلاك إلى أقصى معدلات وأياماً يكون عادياً». أبسط دليل على أن الوزارة تعمل بكل جهدها من وجهة نظر «اليمانى» أنه خلال يوم واحد خلال هذا الشهر تم عمل 7200 محضر سرقة تيار كهربائى، كما أن الوزارة بالفعل نجحت خلال شهرين فى توفير 2400 ميجاوات ستُستخدم فى رفع قدرة محطات الكهرباء: «عندما يكون هناك ما يزيد على 7200 محضر سرقة للتيار الكهربائى فلا عجب أن يكون فى البلد أزمة من انقطاعات التيار الكهربائى.