دخان كثيف، شماريخ، طلقات رصاص لم تفرّق بين عدو وحبيب، نيران مشتعلة من كل الاتجاهات، شباب يطالبون الأهالي بالدخول إلى بيوتهم، هتافات ضد الجيش والشرطة، دفعت أيمن محمد لأن يخرج من منزله في محاولة لإقناع شباب الإخوان بالتوقف عما يفعلونه تحت منزله بمنطقة "ناهيا"، "كل جمعة بييجوا تحت البيت يفضلوا يشتموا كل المحلات اللي معلقة صورة السيسي والناس بتسبهم عشان شوية عيال، بس المرة دي ضربونا بالشماريخ وإحنا في قلب بيتنا وكان لازم أنزل أعرفهم قيمتهم". وصول النيران إلى حبال "الغسيل" بشرفة الرجل الأربعيني، جعلته يغلق الأبواب على أولاده "خفت عليهم لتدخل أي رصاصة من الشباك تموتهم زي ما بسمع في التليفزيون"، مضيفًا "حاولت أتكلم مع الشباب اللي كانوا بيرموا الشماريخ من تحت البيت، عشان متأكد إن العيال دي مش إخوان ومضحوك عليهم، لقيتهم حافظين مش فاهمين، كل واحد فاكر إن اللي بيعملوا ده هيرجع مرسي، وفضلوا يقلولي اطلع بيتك عشان منعوركش وإحنا اللي معانا الشرعية". حاول "أيمن" أن يجمع أهالي المنطقة حتى يتحدوا أمام مسيرة شباب الإخوان، "الناس كانت خايفة وكل واحد قافل على بيته وخايف يطلع من بلكونته حتى"، مطالبًا "مش عارف أقف قدمهم لوحدي وخايف على عيالي بردوا، وكلنا في المنطقة مبقناش نعرف نقضي مصالحنا من كتر الخوغ، وكل اللي بطلبوا إن الشرطة تيجي تشوف اللي بيحصل لينا، مش ييجوا بعد ما حد مننا يتقتل"، مضيفًا "كل اللي قدرت أعمله إني صوّرتهم عشان اللي يقول معندناش حاجة تخرق عنيه الصورة".