بعد سبع سنوات عجاف من الخلاف الفلسطينى، تمت المصالحة بين الفصيلين الرئيسيين حركتى فتح وحماس، واعتبر المتفائلون أن تغييرات جذرية ستلحق بالقضية الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، خاصة عندما تشكل حكومة تجمع فتح وحماس، بينما رأى آخرون أن المصالحة ستفتح أبواب جهنم من أمريكا وإسرائيل على فلسطين وستنتهى إلى لا شىء. وجاءت ردود الفعل الإسرائيلية تجاه المصالحة عنيفة و«هستيرية»، فبعد إبرام المصالحة فى غزة بأيام قليلة، خرج المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر للشئون السياسية والأمنية بتعليق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد محادثات دامت 9 أشهر، وأعلن المجلس بوضوح أن إسرائيل لن تتفاوض مع حكومة مدعومة من حركة حماس الإرهابية. وبعد المجلس الوزارى المصغر، عقد رئيس وزراء الكيان الصهيونى بنيامين نتنياهو اجتماعه الأسبوعى واستمر نحو 5 ساعات، وأذيعت أجزاء منه على القناة السابعة الإسرائيلية وتحدث فيه بداية عن محرقة الهولوكوست حيث يتزامن ذكراها مع الأول من مايو، قائلاً: «أذكركم ب 6 ملايين يهودى أُحرقوا بيد النازيين ولكن الفرق بين عجز اليهود خلال المحرقة، وحالة اليهود اليوم هو أن لدينا اليوم دولة ذات سيادة قوية، مع جيش قوى يحمينا من أعدائنا وعلى رأسهم إيران. وخرج وزير المالية الإسرائيلى «يائير لابيد» بخطاب نقلته صحيفة «معاريف» قال فيه: «الفلسطينيون يفشلون دائماً فى المفاوضات فنحن فشلنا على مدار 20 عاماً أن نصل معهم إلى حلول فى اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو وأنابوليس وخارطة الطريق، لذا أرى أنهم لن ينجحوا حتى فى التفاوض معاً. أما المحلل الإسرائيلى إليور ليفى يتسحاق بن هورين، فكتب فى جريدة «يديعوت أحرونوت»: «سنوات من الحرب وجهاً لوجه بين حماس وفتح انتهت بالتصفيق فى مؤتمر صحفى فى غزة، وتم تنفيذ المصالحة التى وُقعت من قبل فى الدوحة والقاهرة، سوف تشكل بموجب هذا الاتفاق حكومة موحدة بين حماس وفتح ستتألف فى 5 أسابيع وتتم بعدها الانتخابات الرئاسية للمجلس التشريعى والمجلس الوطنى الفلسطينى فى موعد لا يزيد على 6 أشهر»، مضيفاً: «ما حدث أشبه بالقصص الخيالية. وقال رئيس البيت اليهودى نفتالى بينيت «هكذا أصبحت السلطة الفلسطينية أكبر هيئة إرهابية فى العالم، فيما قال وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان «لا نتحدث مع القتلة، والتوقيع على دمج حركة فتح والجهاد وحماس يضع منطقة الشرق الأوسط فى مرحلة سياسية جديدة». وقال زعيم حزب «ميرتس» زهافا غلئون: «المصالحة بين فتح وحماس وضعت محمود عباس فى مأزق، فعليه الآن أن يختار بين إسرائيل وحماس. أما الكاتب المثير للجدل «شاؤول منشى» فاعتبر فى مقاله الأخير أن المصالحة الفلسطينية مثل «زواج الفنانين.. حفلات صاخبة وطلاق سريع».