المواطنون، إحدى الجبهات المهمة في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" المستمرة، لذلك طالب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، منذ قليل، المواطنين، بتحمل مسؤولياتهم تجاه أزمة الفيروس، مثلما بذلت الدولة قصارى جهدها في تنفيذ الإجراءات الاحترازية بشكل مبكر، للحفاظ على صحة المواطنين، مع الحفاظ على عجلة الإنتاج. وأضاف مدبولي، خلال مؤتمر صحفي، أنّ الدولة تحملت أعباء كبيرة الفترة الماضية بسبب تداعيات أزمة كورونا: "إذا مكانش المواطن عنده وعي بالموضوع هيبقى ده التحدي الكبير اللي إحنا بنواجهه، الدولة تبذل قصارى جهدها لمنع تفشي الفيروس"، موضحًا أنّ وزير الداخلية أبلغه بتحرير 4 آلاف محضر ليلة أمس لمخالفي حظر التجوال. وتابع: "ال4 آلاف كلهم خالفوا الساعة المقررة للحظر وهي الساعة التاسعة مساء، إذا مكانش المواطن بنفسه واعي ويعرف إن التزامه يجنبنا ويجنب الدولة أعباء انتشار وتفشي هذا المرض، هيكون ده التحدي الحقيقي". تلك المطالبة والتي تأتي بعد أيام من انتقاد الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة، تعامل الشعب المصري مع فيروس كورونا، نظرا لزيادة الازدحام وعدم الالتزام بتلك الإجراءات الوقائية، وهو ما يفرض عدة أولويات على أفراد الشعب اتباعها خلال الفترة المقبلة. استشاري نفسي: على أصحاب جهة العمل إدراك مسؤوليتهم.. وزيادة المبادرات الفردية التوعوية وقالت الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي، ل"الوطن"، إنه في الفترة الحالية، خفف بعض المواطنين الملتزمين من إجراءاتهم الوقائية بعد انتشار نسبة عدم الالتزام، فضلا عن وجود حالة من الملل والضجر جراء العزل المنزلي واللامبالاة، وهو ما ولدّ خطورة كبيرة بينهم. المسؤولية تجاه النفس والأسرة والمجتمع، هي أولى الأشياء التي يجب على المواطنين التفكير بها للإلتزام بالقواعد الصحية لمنع انتشار الفيروس، في رأي حماد، مشددة على أهمية ارتداء الكمامة والقفازات وغسل اليدين ومراعاة مسافاة التباعد الاجتماعي، وتقديم نصائح لغير الملتزمين بلطف عن خطورة ذلك. ودعت إلى زيادة المبادرات الإنسانية التوعوية بأهمية تلك التعليمات وتوزيع كمامات الوجه، فضلا عن أهمية متابعة أصحاب مناطق التجمعات من المولات والمحال التجارية بمنع الدخول دون ذلك، واتباع قواعد السلامة في مناطق العمل. ولتقليل وطأة الملل بين المواطنين، أوضحت حماد أنه يمكن الاستفادة من شرفات المنازل وتحويلها إلى أشبه ب"الكافيهات" وتخصيص حفلات منزلية بسيطة بها من مشاهدة التلفاز أو الاستماع للأغاني وغيرهم، ويمكن أيضا الخروج لمدة ساعة صباحا لممارسة رياضة المشي أسفل المنزل مع الأطفال مع مراعاة التباعد الاجتماعي والقواعد الصحية. أستاذ اجتماع: يجب طرح برامج تليفزيونية للتوعية.. وعلى كل مواطن نصيحة غير الملتزم فيما ترى الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع، أن ذلك الأمر يشكل خطورة بالغة في الوقت الحالي، في ظل ارتفاع أعداد الإصابات، وتفشي الفيروس بإسبانيا وأمريكا، الذين كانوا يعتبروا من أقوى البلدان من العالم، وهو ما يجب أن يشعر المواطن بمدى صعوبة الأمر ويدعوه للالتزام بالقواعد الصحية والتعليمات الحكومية، منتقدة ذلك العدد الكبير من مخالفات حظر التجوال. واقترحت خضر صناعة برامج توعوية عبر التليفزيون أو الراديو للمواطنين عن مخاطر الفيروس وسبل الحماية منه، بدلا من البرامج المعروضة حاليا والتي تزيد من العنف والتنمر، حتى تصل لجميع أفراد الشعب الذي يعاني 30% منه من الأمية، ومن ثم يجب إعادة بناء الوعي للمواطن المصري، مشيرة إلى أهمية التخلي عن العادات الرمضانية من موائد الرحمن والعزائم، حيث ما زال يتم رصد حالات منها، فضلا عن نشر جمل وشعارات تحفيزية جديدة بين المواطنين، وتغليظ العقوبات على المخالفين من قبل الحكومة. استشاري نفسي: على المواطنين إدراك المعنى الصحيح للتعايش مع الفيروس الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أوضح أيضا أنه توجد حالة ملل ولا مبالاة وضغوط اقتصادية بين المواطنين، فضلا عن انتشار نوع من العند بين آخرين وهو ما سبب تلك الحالة بين الحكومة وارتفاع أعداد المخالفين والمصابين. وتابع فرويز أنه لرفع وعي المواطنين يجب عليهم معرفة أن المرحلة الحالية بالغة الخطورة، وإدراك المعنى الصحيح للتعايش مع المرض، وإبلاغ وإصلاح غير الملتزمين، ورفع مستوى الثقافة بين المواطنين، والتعريف بخطورة الفيروس وأضراره على كافة جهات الدولة لاسيما الاقتصادية والاستفادة والتعلم من التجارب الأخرى لتجاوز تلك المرحلة بسلام.
