قال الناقد د. مدحت الجيار أن الشاعر الكبير الرحل صلاح عبدالصبور يعتبر من أكثر المسرحيين نضجاً فى المسرح العربى فى القرن العشرين، وأضاف الجيار ل"الوطن": "عبد الصبور أضاف إلى المسرح المسحة الإنسانية التى حولت مسرحه إلى ظاهرة جديدة فى تاريخ الكتابة العربية، أنجز عدة مسرحيات بطرق مختلفة ومتنوعة، وكان قادراً على التطور، فلكل مسرحية فكرة جديدة وطريقة جديدة فى المعالجة، ف«مأساة الحلاج» كانت كلاسيكية تسير على النهج اليونانى القديم، واليونانيون القدماء استطاعوا أن يصلوا بالمسرح لقمة الإنسانية من خلال استخدامهم للتراث الشعبى والأسطورى، وكان هذا التأثر واضحاً فى «مأساة الحلاج»، أما فى «ليلى والمجنون» فقد تراشق من خلالها مع «مجنون ليلى» لأحمد شوقى ليقيم موازنة بين روايتين من مدرستين مختلفتين، وكان عبدالصبور أقرب لطبيعة العصر، حيث ربط «ليلى والمجنون» بالحياة السياسية فى مصر، ووصل إلى أن الكلمة مقدسة، وهى كالسيف لها فعل المحارب فى المعركة، وقدم طريقة أخرى فى كل من «الأميرة تنتظر» و«مسافر ليل» وهى المسرح المتسلسل، الذى يشبه الحكايات الشعبية مستلهماً بعض أجواء مسرح العبث من أوروبا، وإن كان قد أضاف إليه من أفكاره وروحه. وختم بالمسرحية الكبرى التى جعلت منه علماً فى النصف الثانى من القرن العشرين «بعد أن يموت الملك»، التى حكى فيها عن الصراع بين الكلمة والسلطة، أو بمعنى آخر الصراع بين السلطة والقدرة على إنجاز الحياة، ففى أحداث المسرحية استطاع الشاعر أن ينجب طفلاً من الملكة، وكأنه يريد أن يقول إن السلطة عقيمة وأن الشعر أو الكلمة تستطيع خلق عالم جديد بمساعدة المرأة».